هل هذا هو الشعور بالحب؟

الحــــب 

كلمة رائعة و شعور و لا أروع،أن تشعر بالحب ،أن تكون محلقا في الهواء،

أن ترى الناس و الأشياء و الطبيعة و تتابع الأيام بشكل جديدتماما فتصبح

تفسيراتك أكثر عقلانية و تقل صراعاتك مع الآخرين و تشعر أنك متجدد 

و أنك تريد فعل الكثير من الأشياء و أنك متصالح مع الحياة و أنك أكثر قدرة

على ملاقاة الناس و على تقبلهم حتى مع الإختلافات.

هل وجدته حقا؟؟

هو حالة،شعور ،إحساس  ،ليس بالضرورة مرتبط دائما بشخص معين ،

يعني إن طرح عليك أحد هذا السؤال : ومن هو هذا الشخص الذي جعلك

سعيد كل هذه السعادة ؟

هو ليس شخصا معينا بحد ذاته ،ربما حين رآك الآخرون قد تغيرت و أصبحت 

أكثر هدوءا و سلاسة و تعايشا إلى حد ما مع الآخرين ظنوا أن هناك شخص ما

في حياتك هو السبب في هذا التغيرات الإيجابية و هذا الإشراق على وجهك

و هذا اللمعان في عينيك. إنما هو ربما نتيجة لحالة الحب التي تعيشها مع ذاتك

تحسنت أفعالك تلقائيا فأنت قد تقبلت ذاتك تماما كما هي بنقائصها و روائعها

أصبح الآخرون يرونك في منتهى الجمال و الروعة و تعاملاتك معهم لم يعد 

فيها تشنج لأنك تتقبلهم كذلك و تفهم اختلافهم عنك.

كيف بدأ هذا الشعور  بالحب؟

كما تلتقي بشخص يعجبك أول مرة أو تنجذب إليه و لا تعرف السبب ..كذلك 

حب الذات يبدأ أحيانا من أنك تكتشف شيئا ما بنفسك فتتأمله قليلا ثم ترى

أن هناك صفات كثيرة رائعة موجودة لديك ..فيبدأ ذلك الشغف و الفضول 

لمعرفة المزيد عن هذا الشخص الرائع أو المختلف أو الذي لا تعرف ما هو

هذا الشيء الذي يجعلك منجذبا إليه بقوة.

إنها ذاتك ،أنت بكل بساطة،عينيك ،بشرتك،ابتسامتك ،نظرتك ،طولك،شعرك،

لباسك،أسلوبك،حديثك،صوتك،صمتك،مشيتك،بصمتك الخاصة .

ها أنت تتعرف على نفسك من جديد و تتعايش معها و تكتشف نقائصها 

و عيوبها و تتقبل ذلك ، تحبها بكل مافيها كما خلقها الله .

إنها أنت ،الإنسان في كل حالاته السلبية و الإيجابية ،في إشعاعه و بريقه

و في تقلباته و تناقضاته ،في عجزه و قوته ،في تراجعه و إقباله ،في تمرده

و سكونه ،في فشله و نجاحه في نقصه و كماله .

أنتَ في حالة حب إذن ؟

  بالتأكيد … اكتشفت ذلك الإنسان الرائع المختبئ بالداخل  ..

ذلك الجوهر الذي ظل مدفونا في أعماق البحر ينتظر غواصا ماهرا

يستخرجه و يعرف قيمته و يدرك جماله.