
حمى التيفوئيد (الحمى المعوية)
مرض خطير شديد العدوى يصيب الأمعاء تسببه سلالة من جراثيم بكتيرية تعرف بـ " سالمونيللا" . يصاب الكبار والصغار . لكن الأطفال أكثر عرضة للإصابة به خصوصاً إذا أهملوا الالتزام بمبادئ الوقاية الصحية العامة ابتداء من نظافة الجسم والمشرب والمأكل. تنتشر العدوى عن طريق مصادر الطعام أو المياه الملوثة بغائط وبول المصابين بهذا المرض أو السليمين الحاملين لجرثومة هذا المرض. والسليمون هم من أصيبوا بالمرض وتعافوا في الظاهر من نوباته، لكنهم يمثلون بؤر عدوى لسنوات لاحقة.
تستمر نوبة حمى التيفوئيد ثلاثة أسابيع عادة.
لكنها قد تزيد أو تنقص قليلا عن هذه الفترة. يشكو الطفل خلال الأسبوع الأول من احتقانٍ أو رشح في الأنف مع إحساس بالصداع وألم في البلعوم. يرافق هذه الأعراض ارتفاع تدريجي في درجة الحرارة يصل إلى 40 درجة مئوية أو أكثر. ويبدو الطفل في هذه المرحلة ضعيفا موجوعاً خائر القوى وإذا ما جُسَّ نبضه عند الرسغ بدا بطيئاً. في نهاية الأسبوع الأول تنتاب الطفل نوبات تقيؤ أو إسهال أو إمساك.
وتماثل مادة الإسهال بشكلها شكل حساء البازيلاء.
خلال الأسبوع الثاني تبقى الحمى مرتفعة وقد تظهر على صدر الطفل أو بطنه بقع وردية اللون، ويشكو الطفل من قشعريرة أو يرتجف جسمه في فترات متقطعة. يبدأ الطفل بالهذيان نظرا لشدة الحمى ولا يعود قادرا على التفكير الصحيح ويتشوش ذهنه، وقد يتصور أشياء لا وجود لها. خلال هذين الأسبوعين يفقد الطفل كثيرا من السوائل ويبدو خائر القوى ناقص الوزن.
ولعل أخطر ما يهدد الطفل في نهاية الأسبوع الثاني هو الجفاف الناجم عن نقص السوائل بسبب نوبات التقيؤ والإسهال .
إذا لم يتعرض الطفل إلى خطر المضاعفات انخفضت حرارته تدريجياً خلال الأسبوع الثالث وتلاشت أعراض المرض ا لأخرى ببطء.
إذا ظننت أن طفلك مصاب بحمى التيفوئيد ، اطلب حضور طبيبك في الحال. وأثناء انتظار الطبيب، رطب جلد طفلك بإسفنجة مبللة بماء بارد أو بالكمادات. ولا بأس أن تخلع عنه جميع ملابسه ما دام بعيداً عن تيارات الهواء. قدم لطفلك الماء البارد أو السوائل الباردة والعصير. احرص على تغذيته جيداً، وليكن طعامه سائلاً لا صلباً، كالحساء أو هريس الخضار واللحوم. ينبغي أن يلازم طفلك الفراش حتى يشفى تماما. ويجب عزله عن بقية أطفالك في غرفة خاصة وتحذيرهم من استعمال أي أداة مخصصة للطفل المريض كالمنشفة والمنديل وأطباق الطعام. يجب على كل من يقدم يد المساعدة للطفل، أن يغسل يديه جيداً، قبل ملامسته وبعدها، وأن يغسل ملابسه بمعزل عن ملابس الاخرين، وأن يحرق براز الطفل أو يطمره في حفر عميقة.
تتراوح فترة حضانة هذا المرض بين 7-14 يوماً .
وبعد ظهور الأعراض يمكن أن يتطور التهاب الأمعاء، فتتكون القرح في الأمعاء الدقيقة وربما أدى هذا إلى حدوث نزيف متكرر. وفي حالات خاصة قد تنثقب الأمعاء إذا لم يحصل الطفل على المعالجة السريعة السليمة.
إذا حصل وباء حمى التيفوئيد في منطقة قريبة إليك يستحسن أن تستشير الطبيب حول ضرورة تطعيم طفلك باللقاح المضاد لهذا المرض. إن طلب اللقاح جنبا إلى جنب مع الحرص على غلي الماء وطبخ الطعام بشكل جيد وتطهير الخضار جيدا والاهتمام بأسس الوقاية الصحية، كل هذا بقي طفلك ويقيك من خطر هذا الداء.