مرض الزكام محارب لا يقهر

مرض الزكام محارب لا يقهر

0 reviews

يعكف العلماء على تجاربهم  لمحاربة الزكام لكن هذا المرض المزعج الشائع لا يزال يزدرى بالعقاقير ويستمر داء متفشيا لا يقهر ٠

ملايين الناس يصابون بالزكام سنويا وينفقون الكثير لشراء أدوية السعال وسواها من العقاقير التي تخفف أعراض الزكام وقد لا يكون الزكام خطرا لكنه باهظ التكلفة من حيث ضياع أيام العمل والدراسة والازعاج الذى يسببه للمصابين ٠

هناك بعض الوصفات التى نسمع بها تكاد لا تكون أقرب الى العلم من تلك الوصفه : تناول في ثوم  او بصله  او اشرب عصير الليمون ساخنا او تنشق قليلا من الغاز المسيل للدموع ٠

٠٠٠٠كيف يهاجم الزكام ضحاياه ؟!

نحن نعرف الآن أن الزكام هو فى العادة عدوى فيروسية  ( جرثومية ) تصيب الأنسجة المبطنة الجزء الاعلى من الجهاز التنفسي حيث تتسلل فيروسات ( جراثيم ) معينة الى هذة الانسجة وتقتل الخلايا الحساسة فى الغشاء المخاطي في الانف والحنجرة  فينتج غطاء مخاطبة يلتقط الغبار الذى نستنشقه و لقاح النباتات والجراثيم والفيروسات وثمة ملايين من الشعيرات الدقيقة المتحركة التى تدفع السائل المخاطى صعودا عبر الأنف داخل المرى ولدى وصوله الى هناك يبتلع المرء هذا السائل اللزج ويتولى الجهاز الهضمى القضاء على ما يحمله من الملوثات وجراثيم العدوى ٠

فحينا تصاب فذلك  يعنى تسلل فيروسات عبر هذا الستار الواقى ومهاجمة الخلايا الحية

                                         


وايضا فى حال الزكام تكون هذه الخلية من النسيج المخاطي وفيه ينفث الفيروس مادته الجينية داخل الخلية ويرغمها على انتاج المزيد من الفيروسات المماثلة وقد يتدفق نحو ألف فيروس جديد من خلية واحدة وتنطلق هذه الفيروسات حالا لمهاجمة الخلايا المحيطة بها لكن للجسم البشرى استجابات دفاعيه قويه فقبل أن تموت الخلايا الموبوءة تطلق بروتينا يدعى ( انترفيرون ) وهذا بطريقه ما يندر الخلايا المجاورة بخطر العدوان ويحثهم على إنتاج مواد كيميائية مضاد للفيروسات  واذا استمرت العدوى فى الانتشار فإن الجسم يلجأ الى وسائل دفاعية غير محدود فإن الالتهابات تجعل المجاري الدموية الشعيرية تتمدد 

مما يجعل الدم يجري في الأوعية الدموية المتمددة فتحمر المنطقه المصابه وتسخن ثم تتسرب بلازما الدم والكيماويات الدفاعية الاخرى عبر جدران الأوعية المتضخمة والسائل الفائض يجعل الأنسجة المخاطية تتورم فتضيق المجاري الأنفية وينجم ( الاحتقان) عندئذ تنشط الخلايا المنتجة للمخاط فى الأنسجة المتورمة ويتعذر دفع السائل المخاطي عبر المجاري المتضيقة في الأنف ويبدأ السيلان خارجا عندئذ نقول اننا نعانى سيلان في الأنف وتستشعر اطراف الاعصاب فى الانف التورم وانهيار الخلايا فيستجيب الدماغ ويحفز الجيوب الانفيه  المعينه على العطس وكذلك تشعر الاعصاب الاخرى ان مقدار كبيرا من السائل المخاطي تجمع فى القصبة الهوائية بحيث تعجز الشعيرات المتحركه عن دفعه صعودا نحو المري  وهنا يتدخل السعال لينظف المجرى قبل أن تتمكن المادة المخاطية الحاملة العدوى من الهبوط الى الرئتين ٠

٠٠٠٠  كيفية تنتقل العدوى ؟

                                    


 

العلماء محرجون الان من محاولاتهم تطوير اللقاح ضد كل أنواع الزكام لان ثمة عددا كبيرا من الجراثيم التى تسبب العدوى  ( ٢٠٠ نوع في أقل تقدير)  واللقاح الذي يجدى فى مقاومة أحدهما لا يفيد عادة ضد سواها ٠

موانع الزكام ٠٠٠٠٠

إن إيجاد موانع او ادويه شافيه لكل نوع من الفيروس أمر غير عملى

ولكن بعض العقاقير يمكن ان يحارب الزكام  وإن اشهر مانع محتمل للزكام وأعظم ما دار حوله الجدل هو فيتامين  ج ( حامض اسكوربيك ) الذى بشر به ( لينوس باولنج ) الحائز على جائزة  نوبل  وتقوم نظريته على أن زيادة ما يتناوله المرء من الفيتامين ج تقوى جهاز المناعه فى الجسم فيقضي على الخلايا الموبوءة بالفيروس ٠

ولكن الى الان لم يتم تصميم التجارب التي تجزم بفاعلية الفيتامين ج ويعتقد معظم العلماء انهم لا يزالون قاصرين عن درء الزكام او شفائه

والخيار الافضل الان هو معرفة المرء كيف يمنع فيروسات الزكام من الإنتقال إليه ٠

كيفية التحصن من مرض الزكام ؟؟

فقد قام العلماء من جامعة فرجينيا ٠٠٠ بتجارب انتقال العدوى وجدوا ان الاتصال من يد الى يد وليس العطس والسعال والتقبيل هو الوسيلة التي تنتقل بها معظم وافدات الزكام ٠

                                        


 

ويبدو أننا نلتقط الزكام بأيدينا حقا مداعبة الاطفال باليد ومصافحة رجل مصاب بالزكام  ( أو حتى إمساك مقبض باب لمسه لان الفيروسات تعيش نحو ٧٢ ساعة فى مكان كهذا تكفى الانتقال  بعد ذلك قد يفرك المرء عينه بيده او يلمس انفه وتتسرب الفيروسات داخل جسمه

٠٠ ٠  اجراءات مخففة  ٠٠٠٠ماذا على المرء ان يفعل اذا ؟؟!!

تذكر  قبل كل شيء اننا نطور مناعه فى أجسامنا طوال سني حياتنا ولذا فمن المحتمل ان يصاب بالنوع نفسه من الزكام مرتين

وقد راقب الدكتور ( ارنولد مونتو من جامعة ميتشجن  ١٠٠ شخص طوال ١١ سنة لكي يكتشف من منهم يصاب بالزكام وكم مرة يحدث ذلك ؟

فوجد ان الصغار يصابون بها معدله ثلاث او اربع مرات فى السنه ولكن لدى بلوغ سن الستين يهبط المعدل الى ربع مره

أما النساء ولا سيما اللاتي هن بين

العشرين والثلاثين من العمر ويتصلون بالاولاد الصغار يصابون بالزكام أكثر من الرجال

كيفية التحصن من مرض الزكام ٠٠٠٠٠٠٠

وذلك عن الطريق المناعة فإن امامك القليل مما تستطيع فعله لتحاشى الزكام ولكن

اذا اصبت انت او اصيب  احد من  افراد عائلتك فاذا كان الزكام حادا الزم فراشك وتناول سوائل ساخنه  واذا استمر الزكام مدة أطول مما يبدو معقولا فقد تكون مصاباً بالانفلونزا او بما هو أسوأ اما الاعراض التي يجب ان تكون يقظا لها فهي ارتفاع الحرارة

فعليك باتخاذ الاحتياطات المعقولة لقطع سلسلة العدوى حض جميع أفراد الاسرة على غسل أيديهم مرارا٠

                                  


 

وتاكد من ان المصاب يجد فى متناوله الكثير من المناديل الورقيه كما تعزز تهويه المنزل

وفى نهاية الأمر تستمر الحرب بيننا وبين الزكام  فالاطباء يعكفون على درس سلسلة انتقال عدوى الزكام سعيا الى افضل نقطه فصمها  وفى نفس الوقت يستمر علماء الفيروسات فى البحث عن فيروسات لا تزال مجهولة وتعمل شركات الصيدلة على تطوير مركبات فعالة ضد الزكام  لكن الطريق أمامنا لا تزال ساقه ولا تزال الفيروسات تتمكن منا وتطرحنا أرضا.

٠

 


 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

272

متابعين

21

متابعهم

2

مقالات مشابة