ادارة المخاطر والازمات في المؤسسات الصحيه

في ظل التغيرات البيئية المتعددة والمتسارعة التي يعيشها المجتمع المعاصر اصبحت المخاطر والأزمات واقعا حتميا تواجهه المنظمات والمؤسسات المختلفه ، فقد شهد العالم حديثا الكثير من الأزمات الاقتصادية  والأزمات السياسية التي تتسارع في دول العالم اجمع وبالاخص  الدول العربية وتمثل  الأزمات التي حالة حرجة  تتطلب تدخل سريع وقرارات سريعه و مما لاشك فيه انها قد تفتقد القيادة في كافة أنواع المؤسسات العامة أو الخاصة للقدرة على التعامل معها واتخاذ القرار المناسب حيالها في ظل ما تتسم به الازمات من ( عدم التأكد ، ضيق الوقت ونقص المعلومات) ويتوقف التعامل مع المخاطر والأزمات على أسلوب القيادة في إدارتها بدءا بمحاولة التنبؤ بها مرورا  بالعمل على احتوائها وتقليل آثارها و انتهاءا بمعالجة نتائجها والاستفادة منها ، حيث يخضع بعض القادة في تعاملهم مع الأزمة للعشوائية ، وسياسة رد الفعل وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى عرقلة  المنظمة عن تحقيق أهدافها المزمع تحقيقها ، وقد يؤدي ايضا الي إحداث الخسائر المادية التي قد تصل في حدة تأثيرها إلى تهديد كيان المنظمة وبقائها

كل ذلك يلقي بظلاله على القادة والإدارة العليا على مستوى منظمات الأعمال ، وذلك لأن التعامل مع الازمات والاستفادة منها  ومنعها مستقبلا يحتاج إلى قيادة ذات فعالية وكفاءة عالية ، إنها تحتاج إلى قادة تحويليين واستراتيجيين متميزين وقادرين على تحمل المخاطر وادارة الكوارث والأزمات.

مما سبق يتضح أن قيادة المخاطر والأزمات عملية إدارية خاصة تتمثل في مجموعة من الإجراءات الاستثنائية التي تتجاوز الوصف الوظيفي المعتاد لمهام القيادة الإدارية، وسوف يحاول الباحث من خلال هذه الدراسة إلقاء الضوء على القيادة الاستراتيجية وابراز ممارساتها التي تناولتها الأدبيات والدراسات المختلفة و دورها في إدارة المخاطر والأزمات

مما لا شك فيه إن  النظام الصحي يعتبر من أهم الأنظمة العاملة في البلاد بكافة مؤسساتها من مستشفيات ومراكز تخصصية وقطاعات صحية ومراكز صحية منتشرة في جميع المدن  وتعد الخدمات الصحية التي تقدمها هذه المؤسسات سواءً أكانت هذه الخدمات وقائية أو علاجية من أهم الخدمات وأكثرها أهمية لما لها من مساس مباشر بحياة المواطن والمجتمع بكافة شرائحه