Psychopath : قِصَّةٌ مَرِيضٍ نَفْسِيٍّ

اَلْمَرِيضُ اَلنَّفْسِيُّ

فِي إِحْدَى اَللَّيَالِي اَلْمُظْلِمَةِ ، كَانَتْ مَارِي تَسِيرُ فِي اَلطَّرِيقِ اَلْمُظْلِمِ اَلْمُؤَدِّي إِلَى مَنْزِلِهَا ، وَكَانَتْ تَشْعُرُ بِالْخَوْفِ بِسَبَبِ صَوْتِ خُطُوَاتٍ مُرِيبَةٍ تَتَّبِعُهَا مِنْ اَلْخَلْفِ . حَاوَلَتْ مَارِي اَلسَّيْرِ بِسُرْعَةٍ ، لَكِنَّ اَلْخُطُوَاتِ اَلْغَامِضَةَ تَبْدُو أَقْرَب وَأَقْرَبُ .

 فِي اَلنِّهَايَةِ ، اِنْقَضَّ اَلشَّخْصُ اَلْغَامِضُ عَلَى مَارِي وَأَوْقَعَهَا عَلَى اَلْأَرْضِ ، ثُمَّ هَرَبَ بِسُرْعَةٍ . تَعَثَّرَتْ مَارِي عَلَى اَلْأَرْضِ وَجَرَحَتْ سَاقُهَا ، وَكَانَتْ مَصْدُومَةً لِلْغَايَةِ . لَمْ تَسْتَطِعْ مَارِي اَلتَّحَرُّكِ ، وَكَانَ هَذَا اَلْأَمْرِ يَزِيدُ مِنْ خَوْفِهَا وَهَلَعِهَا .

 فِي هَذِهِ اَللَّحْظَةِ ، تَدْخُلَ إِلَى اَلْمَكَانِ شَخْص آخَر ، وَأَخْذ يُسَاعِدُ مَارِي وَيُقَدِّمُ لَهَا اَلْعِنَايَةُ اَلْأَوَّلِيَّةُ لِجُرْحِهَا . بُعْدُ مُرُورِ بِضْعِ دَقَائِقَ ، اِسْتَعَادَتْ مَارِي قُوَّتَهَا وَتَمَكَّنَتْ مِنْ اَلْوُقُوفِ عَلَى قَدَمَيْهَا . تَقَدُّمُ اَلشَّخْصِ اَلَّذِي سَاعَدَهَا لِمُسَاعَدَتِهَا عَلَى اَلْوُصُولِ إِلَى مَنْزِلِهَا بِأَمَانٍ .

 وَفِي اَلْيَوْمِ اَلتَّالِي ، اِسْتَيْقَظَتْ مَارِي وَتَذَكَّرَتْ اَلشَّخْصَ اَلْغَامِضَ اَلَّذِي هَجَمَ عَلَيْهَا فِي اَللَّيْلَةِ اَلسَّابِقَةِ . قَرَّرَتْ مَارِي اَلتَّوَجُّهِ إِلَى مَرْكَزِ اَلشُّرْطَةِ لِلْإِبْلَاغِ عَنْ مَا حَدَثَ لَهَا ، وَبَدَأَتْ اَلشُّرْطَةُ اَلتَّحْقِيقَ فِي اَلْحَادِثِ . 

وَبَعْدٌ عِدَّةِ أَيَّامٍ ، تَمَّ اَلْعُثُورُ عَلَى اَلْمُشْتَبَهِ بِهِ فِي اَلْهُجُومِ عَلَى مَارِي ، وَتَمَّ اَلْقَبْضُ عَلَيْهِ . كَانَ اَلْجَانِي شَخْصًا مُضْطَرِبًا نَفْسِيًّا ، وَتَبَيَّنَ أَنَّهُ اِعْتَدَى عَلَى اَلْعَدِيدِ مِنْ اَلنِّسَاءِ فِي اَلْمِنْطَقَةِ . وَبِفَضْلِ شَجَاعَةِ مَارِي فِي اَلْإِبْلَاغِ عَنْ اَلْحَادِثِ ، تَمَّ اَلْقَبْضُ عَلَى اَلْجَانِي وَتَحْقِيقِ اَلْعَدَالَةِ . وَتَعَلَّمَتْ مَارِي اَلدَّرْسِ اَلْأَهَمِّ وَهُوَ عَدَمُ اَلْمَشْيِ فِي اَلطُّرُقِ اَلْمُظْلِمَةِ لِوَحْدِهَا وَالِاتِّصَالُ بِالشُّرْطَةِ فِي حَالَةِ وُجُودِ أَيِّ تَهْدِيدٍ 

لَكِنْ بَعْدَ ذَلِكَ ، بَدَأَتْ مَارِي تَشْعُرُ بِالرُّعْبِ اَلشَّدِيدِ وَالْخَوْفِ اَلْمُسْتَمِرِّ ، وَلَمْ تَسْتَطِعْ اَلنَّوْمَ بِسُهُولَةِ بَعْدَ اَلْحَادِثَةِ . كَانَتْ تَشْعُرُ دَائِمًا بِوُجُودِ شَخْصِ مَا يُرَاقِبُهَا وَيَتْبَعُهَا فِي كُلِّ مَكَانٍ تَذْهَبُ إِلَيْهِ . وَمَعَ مُرُورِ اَلْأَيَّامِ ، بَدَأَتْ مَارِي فِي اَلِاكْتِئَابِ وَفِقْدَانِ اَلثِّقَةِ بِنَفْسِهَا ، وَكَانَتْ تَشْعُرُ بِأَنَّ اَلْحَادِثَةَ قَدْ تَرَكَتْ آثَارًا دَائِمَةً فِي حَيَاتِهَا . وَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ أَيُّ شَيْءٍ يُمْكِنُ أَنْ يُرِيحَهَا أَوْ يُسَاعِدُهَا فِي اَلتَّغَلُّبِ عَلَى هَذَا اَلرُّعْبِ اَلَّذِي كَانَ يُطَارِدُهَا . 

وَلَكِنْ فِي يَوْمِ مِنْ اَلْأَيَّامِ ، قَابَلَتْ مَارِي شَخْصًا آخَرَ يُدْعَى جُونْ ، اَلَّذِي بَدَا مُخْتَلِفًا تَمَامًا عَنْ اَلْأَشْخَاصِ اَلَّذِينَ قَابَلَتْهُمْ مِنْ قِبَلٍ . كَانَ جُونْ لَطِيفًا وَمُتَفَهِّمًا ، وَكَانَ يَسْتَمِعُ بِصَبْرٍ إِلَى قِصَّةِ مَارِي وَكَانَ يُسَاعِدُهَا عَلَى اَلتَّغَلُّبِ عَلَى خَوْفِهَا .

 وَمَعَ مُرُورِ اَلْوَقْتِ ، بَدَأَتْ مَارِي تَشْعُرُ بِالرَّاحَةِ وَالِاطْمِئْنَانِ بِجِوَارِ جُونْ ، وَتَعَلَّمَتْ مِنْهُ كَيْفِيَّةَ اَلتَّعَامُلِ مَعَ مَشَاعِرِ اَلْخَوْفِ وَالرُّعْبِ وَتَجَاوُزِهَا . وَبِفَضْلِ جُونْ ، اِسْتَطَاعَتْ مَارِي أَنْ تَتَحَرَّرَ مِنْ اَلْأَثَرِ اَلنَّفْسِيِّ لِلْحَادِثَةِ وَتَبْدَأُ فِي اَلْعَيْشِ حَيَاةً طَبِيعِيَّةً مَرَّةً أُخْرَى .

 وَتَذَكَّرَ مَارِي دَائِمًا اَلدَّرْسُ اَلَّذِي تَعَلَّمَتْهُ ، وَهُوَ أَنَّ اَلْخَطَرَ يُمْكِنُ أَنْ يُحَدِّقَ بِأَيِّ شَخْصٍ فِي أَيِّ وَقْتٍ ، وَلَكِنْ مِنْ خِلَالِ اَلتَّعَاوُنِ وَالتَّضَامُنِ مَعَ اَلْآخَرِينَ ، يُمْكِنَ تَجَاوُزُ اَلْمَصَاعِبِ وَالصُّعُوبَاتِ وَالتَّغَلُّبِ عَلَى اَلرُّعْبِ وَالْخَوْفِ .