العيش بإيجابية : مجرد فكرة أو طريقة عيش؟

العيش بإيجابية : مجرد فكرة أو طريقة عيش؟

0 reviews

العيش بإيجابية أو التعايش بصفة إيجابية أصبح ضرورة قصوى في ضل ما يمر به العالم اليوم من أمراض و أوبئة و حروب و أنباء عن المجاعات و الكوارث الطبيعية و الذي يقابله في الجانب الآخر تراجع و ضعف العلاقات الأسرية التي كانت بمثابة طبيب نفسي في كل عائلة . اليوم أصبح لدينا إنفتاح كبير على العالم و ما يجري فيه يعني أن معرفتنا بالأوضاع السيئة أصبح أكبر و بالمقابل لم يعد لدينا مجال لنفرغ تلك الطاقات السلبية التي نكتسبها بصفة لا واعية  والتي إنجر عنها إحساس بالخوف المزمن و الرغبة في الإنزواء و التفكير بأنانية مفرطة و عدم الرغبة في تكوين علاقات أو تكوين علاقات مريضة ناشئة على إستغلال الآخر و التمعش منه.

هذا الوضع المزرى نفسيا  هو لضعف درعنا الواقي أمام كل هذه المتغيرات . أصبحنا لا نملك أمانا نفسيا إن صح التعبيرو هذا كائنا من نكون والد أو والدة ، رئيس أو عامل سيؤثر علينا سلبا إن كان على درجة و نوعية عطائنا المعنوي أو المادي و هذا خطير جدا. التفكير بصفة إيجابية و محاولة التعايش مع كل ما يحيط بنا مع المحافظة على توازننا النفسي أصبح ضرورة ملحة وهذا يدرب و يكتسب و يتطلب مجهودا من الشخص لتطوير ذاته و تقوية مناعته الحسية و النفسية.

من الأشياء التي قد تساعدنا كثيرا هي أن نعطي جزؤا من وقتنا عند الإستفاقة من النوم و عند الخلود إلى النوم و التي تعدد أوقاتا يكون فيها مجالنا الطاقي مفتوحا للإستقبال لنقرء عقلنا اىباطن بعض الكلمات المفاتيح الإيجابية و على سبيل المثال:"أنا بخير اليوم، أنا أحسن بتحسن، أحس أن هذا اليوم سيأتيني بمفاجأة سارة" أو “لقد كان يوما جميلا و غدا سيكون أفضل، قضيت يوما جميلا و قمت بلقاءات مفرحة و سيكون لها تأثير حلو عليا في المستقبل” أو أيضا"أنا أحب الله من قلبي و لن يقدر لي ربي إلا كل خير" "أنا سأحسن حياتي سأبتسم للعالم و أساعد الناس و سأتلقى المساعدة و الخير في المقابل" و الأمثلة كثيرة جدا.

من الضروري أيضا أن نقوم بوقاية أنفسنا من الأشياء و الأشخاص السلبيين في حياتنا كعدم الإستماع لأخبار سيئة لا علاقة لنا بها و تجنب التواصل مع أشخاص يكثرون الشكوى و البكاء و الإهتمام بمساوء الآخرين فكل ذلك سيمتص طاقتنا و يجعلنا مثقلين بالسلبية و التشاؤم و الإحساس بالعجز عن القيام بأبسط الإنجازات و الإقتناع بإمكانية الفشل في كل ما نفعل أكثر من إمكانية النجاح و هذا لا يستهلكنا فقط نفسيا بل و ماديا أيضا و عضويا لأن جسم الإنسان حساس جدا لحالته النفسية فحتى كيمياويا يفرز مواد مفيدة للجسم إذا كان فرحا و متفائلا  كما يفرز مواد ضارة بالجسم إذا كان حزينا و محبطا و هذا ما يفسر تنامي شكوى معظم الناس بآلام الرأس و آلام الجسم التي تكون أعراضا بلا مرض معروف أو مسبب واضح و هو في الحقيقة ترجمة لوجع روحي و إحساس مزمن بعدم الرضى عن النفس و الحياة و عدم القدرة على تجاوز حالة السلبية . كل هذا بإمكاننا تجاوزه و بطرق بسيطة و علينا المداومة عليها كالضحك و تحويل العوائق إلى قصة طريفة نحكيها بإستهزاء، لا نطيل التفكير في الحلول لأن لا حال يفضل على حاله، نختار دوائرنا الإجتماعية بعناية و ننتقي الإيجابيين و المنطلقين و الناجحين و في الأخير نحسن الظن بالله بعقيدة صادقة خالصة و السلام عليكم و رحمة الله.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

6

متابعهم

7

مقالات مشابة