ما هي سيكولوجية الأنتحار ؟؟؟ يرويها لنا طبيب نفسى ( 3 )

ما هي سيكولوجية الأنتحار ؟؟؟ يرويها لنا طبيب نفسى ( 3 )

0 reviews

تكملة للمقال السابق 

فان هناك من الناس من ينهون حياتهم لان كل آمالهم في الحياة قد تلاشت

2-هل الانتحار عرض المرض عقلي ؟

نعم . انه عمل صادر من عقل مضطرب مهزوم . فالإنسان الطبيعي يحاول دائما أن يجد حلا لمشكلته خيرا من الانتحار 

أما الإنسان المضطرب فهو الذى يضيف ضغثا على إبالة بتحميل الغير آلام مشكلة لم يستطع هو أن يحلها والكبرياء الزائفة هي التي تمنعه من كشف فشله الباطني للغير . وهو غير قادر  على البحث في أغوار عقله عن الصراع العميق ٠

جاءني رجل في الخمسين من عمره يشكو من انهيار عصبي يعزوه الى كثرة العمل كانت فكرة الانتحار تراوده 

فقد قال لى : « أنا لا أستطيع أن أعود الى عملي . لقد وقع الضرر وانتهى الامر  واذا كان الرجل لا يستطيع أن يعول زوجته وأطفاله فهو غير جدير بالحياة . اننى لا أريد أن أكون عبئا ثقيلا على أسرتي

ثم بدأ يبكي ويتشنج وقد علمتنا التجارب ان أمثال هذا الرجل يعانون من عصاب ما  فطلبت منه أن يخبرني بطبيعة علاقته الجنسية مع زوجته فقال : « وما علاقة هذا بذلك ؟ » 

و بعد مقابلات عديدة اعترف لى انه أصبح ضعيفا في الناحية الجنسية  فكان لهذا أثره فى نفسه إذ أصبح يرى أنه فقد رجولته . 

ولما عولج بطريقة الايحاء من هذا الضعف المتوهم زايله شعوره السقيم  ولم يعد يفكر بعد ذلك في الانتحار وفي كل حادثة انتحار تجد الدليل على سابقة وجود اضطراب عقلي .

 وهذا هو السبب في إرسال كل الذين يحاولون الانتحار الى مستشفيات الأمراض العقلية .

٣ - لم يتخير الناس أساليب متباينة القتل أنفسهم ؟

لقد أجريت أبحاث علمية في هذه الناحية واستطاع الأطباء النفسيون أن يلقوا بعض الضوء على ظاهرة استخدام بعض الناس للموت بالرصاص

 بينما آخرون يفضلون السم  وطائفة أخرى تؤثر الشنق والاختيار عادة رمز لشخصية الفرد . فإذا كان ميالا للسادية والعدوان فإنه خليق بأن يختار طريقة عنيفة كحز العنق أو قطع شرايين اليد .

 أما الانسان الاستعراضي  فانه يجتذب الانظار بأن يسير فوق حافة النافذة قبل أن يقذف بنفسه منها .

أما رجال الحرب فيطلقون الرصاص على أنفسهم عادة ! وثمة نظرية يقول بها المحللون النفسيون قد تبدو خيالية في نظرك وهى أن الشخص الذي يختار الغرق للانتحار 

 إنما يريد أن يعود الى الرحم الأموي  حيث كان وهو جنين محاطا بكيس مائي واق أما المرأة التي يعذبها ضميرها بسبب ماضيها فإنها تبتلع السم . 

أما الشاذ جنسيا فيطلق الرصاص في فمه  والايضاح الرمزي ظاهر . والذين يشنقون أنفسهم يشعرون أنهم ارتكبوا جرما  لان الشنق موت غير مشرف أما الذين يؤثرون الموت بالغاز 

أو الحبوب المنومة فإنهم سلبيون  يريدون الموت البطيء الذى لا ألم فيه . وفى رأيي الشخصي أن الذين يختارون هذه الميتة لأنفسهم كانوا يودون لو استطاعوا تنفيذها مع أشخاص آخرين 

وأما الذين يطعنون أنفسهم بخنجر ، فمن المحتمل أنهم  يتخيلون أنهم يطعنون الاشخاص الذين يعدونهم مسئولين عن حظهم المنكود والموت بالحريق تعبير لا شعوري عن رغبة المنتحر في أن

يتلظى الشخص الآخر « بنار جهنم » !

على أنه لابد من الاشارة الى أن بعض المنتحرين يختارون الوسيلة الجاهزة أمامهم . فنزلاء مستشفيات الأمراض العقلية مثلا ليس قبالتهم عادة الا السم  أو الشنق  أو قطع الشريان 

أما اطلاق الرصاص أو الالقاء بالنفس من حالق أو غير ذلك فأمور غير ميسورة لهم . ولابد من وجود الغاز في الدار للتفكير فيه كوسيلة للانتحار . 

والسم من العسير الحصول عليه  وحتى الحبوب المنومة لابد للحصول عليها من تذكرة طبيب  ومن أجل ذلك قد تتنوع وسائل الانتحار . 

وفي بعض الأحيان تكون الوسيلة مبتكرة ويتم تنفيذها عن مهارة حتى لا يشتبه في أنها انتحار ويتهم بارتكابها انسان اخر . 

والواقع أن مثل هذه الحالة تكون ثأرا رهيبا مدبرا بمهارة !

٤- كيف نعرف جدية التهديد بالانتحار ؟ :

"ذات مساء  دخل مكتبي رجل بالغ اللهفة  وأخبرني أنه شديد القلق من أجل زوجته  فقد هددت بابتلاع اليود الموجود في صيدلية المنزل 

وفي خلال محادثاتي العديدة مع الزوجة كانت تكرر أنها غير راغبة في الحياة لأنها تعتقد أن زوجها قد أصبح شديد الاهتمام بامرأة اخرى . 

وقد لاحظت بصفة خاصة أنها بعد انتهاء كل محادثة كانت تقضى قرابة عشر دقائق في التطلع الى المرأة الموجودة فى حجرة الانتظار عندي وتصلح من هندامها وزينتها 

 فلم يخالجني أدنى شك في أن تهديدها بالانتحار  إنما هو « تهويش » تريد به معاقبة زوجها على خيانته المزعومة وإذا  أن الغرور والانتحار لا يجتمعان  

والمرأة الجادة في الانتحار لا تعنى كثيرا أو قليلا بمظهرها ولقد حدث لزميل لي بعد أن فحص احدى مرضاته أن قرر انها جادة فى الرغبة في الانتحار  وطلب من زوجها وابنتها نقلها الى المستشفى فورا . غير أن الابنة رفضت وقالت ان امها لا يمكن أن ترتكب مثل هذا العمل السخيف . 

واراد الطبيب أن يحمى نفسه فكتب مذكرة برأيه في الموقف  وانه يجب الا تترك السيدة وحدها دون رقابة  وجلس الزوج وابنته يتناقشان في الموقف  والابنة شديدة الإصرار على رأيها 

وفي غضون ذلك ذبحت السيدة نفسها بموس  وقضت نحبها وهي في طريقها إلى المستشفى لإسعافها !

أنه ما من إنسان غير الطبيب النفسي يستطيع أن يقرر هل حياة المريض في خطر حقا أم في مأمن !

ه - هل يمكن منع الانتحار ؟ 

نعم . وخير ما نفعله دائما هو ان نأخذ التهديد بالانتحار مأخذا جديا  ولن يخسر الانسان شيئا باتخاذ الحيطة . فان خطأ في الحكم قد يكلف الشخص حياته . 

وأن من واجب الانسان ان يشفق على المريض  ويعطف عليه  لا أن ينهره  على أن يراعى ألا يزيد العطف عن حده الواجب  وإلا انعكست الآية

 فاذكر حادثة سيدة كانت تبدو فى مظهر المرح والسرور حين كان زوجها يهدد بقتل نفسه  بل أخبرته صراحة انها ستتزوج رجلا اخر  وستقضى وقتا سعيدا بمبلغ التأمين الذي سيتركه لها بعد موته ! وأفلحت هذه الحيلة «السيكولوجية الصغيرة

فقرر الزوج أن يحبط ما تتمناه زوجته وعدل عن قتل نفسه ! وقد أسلفنا القول أن عليك ان تعتبر الإنسان الذي يهدد بالانتحار إنسانا مريضا . 

فاذا فشلت في اعادته إلى جادة العقل أو احياء روحه فلا تتردد في الالتجاء به الى طبيب نفسى

هل هناك ما يبرر الانتحار ؟

هذا ما سوف نراه في المقال المقبل إن شاء الله 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

272

followers

21

followings

2

similar articles