الراحة النفسية وتأثيرها على الإنسان

مقالة عن الراحة النفسية وتأثيرها على الإنسان

مقدمة

الراحة النفسية هي حالة من الرفاهية والسكينة والتوازن التي تمكن الإنسان من مواجهة ضغوط الحياة وتحقيق إمكاناته والمساهمة في مجتمعه. الراحة النفسية هي جزء لا يتجزأ من الصحة العامة والحقوق الإنسانية، وهي تؤثر على جميع جوانب حياة الإنسان، سواء كانت صحية أو اجتماعية أو اقتصادية أو تعليمية. في هذه المقالة، سنتعرف على مفهوم الراحة النفسية وأهميتها، وعلى بعض المحددات والعوامل التي تؤثر على الراحة النفسية للإنسان، وعلى بعض الطرق والإستراتيجيات التي تساعد على تعزيز الراحة النفسية والوقاية من المشكلات النفسية.

الجزء الأول: مفهوم الراحة النفسية وأهميتها

• تُعرَّف الراحة النفسية بأنها حالة من الشعور بالسعادة والارتياح والثقة بالنفس، والقدرة على التكيف مع التغيرات والصعوبات، والتصالح مع الذات والآخرين، والإبداع والابتكار، والإسهام في التنمية (بلبل، 2023).
• تُعدُّ الراحة النفسية من أبرز دلائل الصحة النفسية، التي تُشكِّل جزءً لا يتجزأ من صحة الإنسان بشكل شامل، فلا تكتمل صحة الإنسان بدون صحته النفسية (صافي، 2022).
• تُظهِر أهمية الراحة النفسية في أثرها على جودة حياة الإنسان، فالإنسان المسترخي نفسيًّا يكون أكثر قدرة على التعلُّم والعمل بشكل جيِّد، وأكثر قدرة على إقامة علاقات اجتماعية سليمة، وأكثر قدرة على مواجهة التحديات وحل المشكلات (خورشيد، 2021).
• تُظهِر أهمية الراحة النفسية في أثرها على صحة الإنسان بشكل عام، فالإنسان المسترخي نفسيًّا يكون أقل عرضة للإصابة بالأمراض الجسدية والنفسية، مثل القلب والسكري والاكتئاب والقلق (حمود، 2020).

الجزء الثاني: المحددات والعوامل التي تؤثر على الراحة النفسية للإنسان

• تتأثر الراحة النفسية للإنسان بمجموعة من المحددات والعوامل التي تتداخل وتتفاعل مع بعضها، وتشمل هذه المحددات والعوامل ما يلي (زهران، 2019):
  • العوامل الفردية: وهي تشمل الوراثة والشخصية والمهارات والقيم والمعتقدات والتوقعات والمواقف والأهداف والخبرات التي يكتسبها الإنسان طوال حياته، وتؤثر هذه العوامل على قدرة الإنسان على التكيف مع ظروفه، وعلى شعوره بالرضا أو الاستياء.
  • العوامل البيولوجية: وهي تشمل التغيرات الجسدية التي تحدث للإنسان نتيجة للتقدم في العمر أو للإصابة بأمراض أو إصابات، وتؤثر هذه العوامل على حالة الإنسان النفسية، فقد يشعر بالضعف أو الألم أو التقليل من قيمته.
  • العوامل البيئية: وهي تشمل كل ما يحيط بالإنسان من عناصر طبيعية أو اجتماعية أو اقتصادية أو سياسية أو ثقافية، وتؤثر هذه العوامل على مستوى راحة الإنسان أو إزعاجه، فقد يشعر بالأمان أو التهديد، أو بالانتماء أو الغربة، أو بالرخاء أو الحرمان.
• تختلف درجة تأثير هذه المحددات والعوامل على راحة الإنسان باختلاف طبيعة هذه المحددات والعوامل، وباختلاف قدرة الإنسان على التأقلم معها. فبعض هذه المحددات والعوامل قد تكون إيجابية أو سلبية، أو قد تكون ثابتة أو متغيرة، أو قد تكون دائمة أو مؤقتة. كما قد يكون لبعض هذه المحددات والعوامل تأثير مباشر على راحة الإنسان، في حين قد يكون لبعضها تأثير غير مباشر عبر تأثيره على محددات أخرى.