أنظمة الحميات الغذائية الحديثة بين المضار والمنافع
يحتاج جسم الإنسان للغذاء ليُمده بالطاقة، ولتستمر الأجهزة الحيوية بالعمل ويبقى الإنسان على قيد الحياة، لكن عندما تزيد كميات الطعام يقوم الجسم بتخزين الفائض عن حاجته، وتحويله إلى دهون ومع الوقت يزداد الوزن ويُصبح الإنسان عُرضةً لمخاطر صحية سببها السمنة، فيُضطر إلى تقليل الوارد من الأطعمة للوصول إلى الوزن الطبيعي، باتباع نظام غذائي معين، فماهي أنواع الحميات الغذائية؟ هل يُمكن أن يستفيد منها الإنسان؟ هل لها مضار ؟ماهي الحميات الغذائية المتوازنة؟
أنواع الحميات الغذائية:
شاعت حديثاً الكثير من الأنظمة الغذائية هدفها تخفيض الوزن بشكل سريع مثل : حميات المنسوب العالي من الدهون، أو الحميات التي تحتوي على بروتين عالي، أو الحميات التي تتبع تقليل الكربوهيدرات، أو الحميات النباتية، أو حميات تقليل السكر واللحوم الحمراء، وغيرها.
فمثلاً نظام الكيتو دايت وهو الأكثر شيوعاً، ويعتمد هذا النظام على تقليل استهلاك البروتين والكربوهيدرات لمستويات قليلة جداً، و زيادة الدهون في الوجبات، فتتحول العملية الاستقلابية، ويدخل الجسم في الكيتو دايت، ويبدأ بحرق الدهون المتراكمة، وتحويل الكيتونات في الكبد إلى طاقة تُغذي الدماغ، وقد استخدم هذا النظام في بداياته مع مرضى الصرع من الأطفال للتقليل من نوبات الصرع لديهم، وما لبث أن انتشر، وينصح الأطباء بعدم اتباع هذا النظام لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر.
أما نظام الحمية النباتية فيعتمد على استهلاك الغذاء ذو المصدر النباتي فقط، واستبعاد البروتينات مثل اللحم والبيض ومنتجات الألبان، مما يؤدي إلى نزول الوزن سريعاً، يفقد الجسم بعده المصدر الأساسي الذي يحتاجه لتكوين العضلات ودعم الجهاز المناعي، ويمكن أن يؤدي إلى الإًصابة بفقر الدم ونقص فيتامين B12.
وهناك من يتبع نظام الحمية الذي يلغي اللحوم الحمراء والسكر من الوجبات، لإنقاص الوزن وإبعاد خطر الإصابة بمرض السرطان وهذا خطأ شائع، فالدراسات الحديثة لم تُثبت وجود علاقة بين مرض السرطان واستهلاك السكر واللحوم الحمراء، في هذا النظام يخسر الجسم عناصر أساسية فيُصاب بالهزال ويُصبحُ غير قادر على إتمام العلاج.
مضار الحميات الغذائية القاسية:
- الحرمان من الطعام لفترة معينة، ثم العودة مجدداً إلى الأكل الطبيعي، يبطئ عملية الاستقلاب ويصبح الوزن معنّداً وفقدانه أكثر صعوبة.
- أغلب الأنظمة الغذائية التي تحرم الجسم من عناصر غذائية أساسية مثل البروتين يمكنها أن تؤدي إلى الإضرار بالصحة الجسدية عموماً ، كفقدان الكتلة العضلية ونقص الفيتامينات مع فقدان الوزن.
- الإصابة بحالات نفسية مثل الاكتئاب بسبب فقدان بعض العناصر التي تحتوي على فيتامين, د , والأوميغا3 .
- بعض الحميات القاسية التي تقلل كمية الطعام تؤدي إلى تقليل حركة الأمعاء وبالتالي الإصابة بالإمساك.
وقد يؤدي اتباع بعض الحميات القاسية إلى الإصابة بالجفاف والإرهاق و ربما ظهور حب الشباب.
ماهو النظام الغذائي المثالي لإنقاص الوزن؟:
ذكرت منظمة الصحة العالمية أن الممارسات الغذائية الصحية تبدأ منذ الصغر بالرضاعة الطبيعة وتكون لها فوائد طويلة الأمد كالحد من خطر الإصابة بالسمنة في مراحل عمرية لاحقة.
و لاتباع نظام حمية غذائي صحي يجب أن تحتوي الوجبات على
- * البروتينات الموجودة في اللحوم الحمراء والأسماك والدجاج فهي تقوي جهاز المناعة وتحافظ على العضلات وتزيد من إفراز الأنسولين.
- *الحبوب مثل العدس والفاصولياء والأرز بقشره لأنها تزيد الإحساس بالشبع .
- *تناول الفاكهة مثل: التفاح والشمام والكريب فروت والفراولة والبطيخ، والخضراوات مثل : البروكلي والقرنبيط، والكرنب والجزر الكرفس، بكثرة مع الابتعاد عن الأنواع التي تحتوي على دهون .
- *بُفضّلُ شربُ الكثير من الماء بمعدّل 8-10 أكواب يومياً.
نصائح عامة :
- تقليل كمية الوجبة الغذائية المستهلكة، مع زيادة عدد الوجبات إلى ثمان وجبات، ويمكن اللجوء إلى حيل مثل تصغير حجم الأطباق المستخدمة في تقديم الطعام.
- تخفيض تناول السكر الحر إلى أقل من 10%، كذلك الملح في حدود 5 غ يومياً للوقاية من ارتفاع ضغط الدم، وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب وغيرها.
- التقليل من استهلاك الدهون المشبعة أو الدهون المنتجة صناعياً، واللجوء إلى الشوي أو السلق في تحضير الوجبات.
- تناول الألبان والأجبان قليلة الدسم واللحوم الخالية من الدهون.
- الابتعاد عن تناول الوجبات السريعة، والأطعمة المخبوزة والمقلية التي تحتوي على دهون محوّلة صناعياً.
أخيراً لابد من الإشارة إن اتباع أي نظام أو حمية غذائية يجب ألا يتم عشوائياً، وإنما بإشراف طبي مدروس، لأن كل جسم يحتاج لنظام معين، ولعدد محدد من الحريرات للوصول إلى وزن مثالي بشكل صحي، وللحيلولة دون الوقوع في مشاكل صحية أخرى.
