كيف يؤثر العنف على الأطفال
يعتقد الكثير من الناس أن أساس التربية هو الحزم والعنف، فيقومون بممارسة العنف على الأطفال من بداية نشأتهم، وخصوصا عند التعامل مع الأطفال الذكور.
لكن في الحقيقة العنف هو أقسى أنواع الأذى التي يمكن أن يمارسها الأهل على الأطفال سواء كان العنف لفظي أو جسدي، حيث يمتلك الطفل مشاعر مثل الكبار، بل إن عقل الطفل يخزن كل ما يحدث في ذاكرته ويترجم بسلوكيات قد يشكو منها الأهل لاحقا، ويكون السبب وراء تلك السلوكيات هو العنف،وقد تتطور السلوكيات عند البلوغ ليصبح الشاب من مدمني المخدرات.
في هذه المقالة سنتحدث عن تعريف العنف وأضراره، وكيف تكون شخصية الطفل المعنف، وكيف يتأثر الطفل بالتعنيف، وماهي الحلول للحد من العنف، وكيف نعالج الطفل آثار العنف.
ماهو العنف؟
العنف هو استخدام شخص قوته الجسدية ليقوم بإيذاء غيره عن طريق الضرب، أو استخدام الكلمات التي تؤثر على نفسية الفرد مما يسبب انهيار الشخص نفسيا وفقدان ثقته بنفسه ومن حوله، فقد يكون الإيذاء جسدي أو معنوي.
ماهي أنوع العنف؟
- عنف جسدي: يكون عن طريق الإيذاء بالضرب على الجسد.
- عنف لفظي: عن طريق انتقاد الشخص، ووصفه بصفات سيئة والإساءة إليه بشكل مستمر، مثل: التنمروالسخرية..الخ.
- عنف جنسي: أي فعل جنسي منافي للمألوف مثل: التحرش، والإغتصاب.
كيف يؤثر العنف على تكوين الأطفال؟
إن العنف يجعل الطفل يفقد ثقته بنفسه ومن حوله، فيخلق داخله كبت في المشاعر، وخوف من التعبير، وقد يتكون داخله عقدة الاستحقاق والخضوع والنقص، سواء كان ممارسة العنف على الطفل نفسه أو حتى على والدته، فكلاهما يؤثر بالسلب على الطفل، فمعظم الشخصيات السيكوباتية التي لا تتعاطف مع غيرها كانت تعامل بعنف.
إن الأم المغلوب على أمرها، والتي تعيش تحت سقف العنف الأسري لا تستطيع حماية صغيرها من العنف، وهذا ما يجعله يشعر بالخزي وعدم الأمان، وفقدان الثقة بمن حوله.
ورغم ذلك فإن استجابة كل طفل تختلف عن غيره في نفس الموقف، فقد يصاب أحد الأطفال بعقدة الاستحقاق ويصاب الآخر بإكتئاب، والآخر قد لا يصاب بأي أمراض نفسية؛ وذلك لأن كل إنسان لديه صلابة نفسية تختلف عن غيره، وكل انسان متفرد بتجربته وهذا لا يعني أن الضرب لا يؤثر بل يؤثر بشكل سلبي جداً.
عندما يصاب الطفل بالخوف من التعبير، وفقدان الثقة بمن حوله، عندها قد يتعرض الطفل للكثير من المواقف ويخشى التحدث عنها، فقد يتعرض للتحرش الجنسي أو التنمر، ويخشى لو تحدث مع أحد والديه خوفا من أن يلقى صفعة على وجهه، فلقد أصبح تعلق ذلك الطفل بوالديه تعلق غير آمن.
عندما ينشأ الطفل في أسرة تتعامل بالعنف سواء جسدي أو نفسي يلجأ للهروب من صدماته بشرب المخدرات عندما يكبر، وقد يصاب الطفل بتأخر في التحصيل الدراسي، كما يصاب بالعديد من الأمراض النفسية كالاكتئاب، وعادة ما يصبح الطفل عدواني مع زملائه.
تأثير التنمر والعنف اللفظي على الأطفال؟
إن العنف لا يقتصر على الجسد فقط، ولكن يوجد عنف معنوي غير ملموس كالتنمر والسخرية، فمنذ الصغر تتم السخرية من مشاعر الطفل الذكر، فإذا عبر عن مشاعره بالبكاء يتم الاستهزاء بمشاعره وربطها بمشاعر الأنثي.
عندما يبلغ الطفل يقوم بكبت مشاعره وعدم التعبير عن حزنه أو خوفه أو حتى مشاعر الحب التي بداخله؛ لأنه ترعرع في داخله أنه أمرا خاطئا ومشين.
عندما يتعرض الطفل إلى السخرية من شكله أو حتى صفاته، يفقد الثقة بنفسه ويبتعد عن الناس ويخجل من رؤيتهم، فيظنه البعض طفل انطوائي، لكنه في الحقيقة طفل تم قتل مشاعره عن طريق مزاح ثقيل، تم التنمر فيه على شكله سواء لونه أو أي صفة لم تعجبهم من وجهة نظرهم، دون مراعاة مشاعره.
كيف تبني حدود طفلك للتعامل مع العنف؟
يجب على الأبوين تأمين حياة الطفل، وإشعاره أنه آمن مهما حدث، وطمأنة الطفل لكي يثق في والديه ويستطيع فتح قلبه ومشاركة مخاوفه، إن أساس العلاقة بين الطفل ووالديه هي علاقة روحية عاطفية نفسية وليست علاقة اعتناء مادي، واعتناء بأكله وماذا سيرتدي فقط.
إذا شعر الطفل أنه في مأمن، فإنه يستطيع التغلب على العديد من مشاكله النفسية، فللأبوين الدور الأكبر في نشأته النفسية، فإذا تعرض الطفل للتنمر فيجب على الأبوين مدح جمال طفلهم والثناء عليه، والتأكيد على أن الشخص الذي قام بالتنمر عليه هو شخص لم يرى الجمال فيه لشيء يخصه هو لا لعيب في طفلهم.
ويجب على الأبوين من بداية نشأة الطفل أن يزرعوا فيه الثقة بالنفس وأن يعلم أن كل شيء فيه جميل وأن الله قد خلقه في أحسن تقويم، فحينما ينشأ الطفل واثقا في نفسه لم تزعزه كلمات الغير أسوياء نفسيا.
كيف يمكن أن نحمي اطفالنا من العنف الخارجي؟
يجب علينا أن نقوم بتوعية أطفالنا حول حقوقهم الإنسانية، وأن أي محاولة عنف قد تحدث لهم، يجب عليهم أن يقوموا بإبلاغ الشخص المسؤول إذا كانوا خارج منازلهم سواء للدراسة أو قضاء وقت ممتع مع أصدقائهم، وإبلاغ الوالدين بالحادث.
علاج الطفل من أضرار العنف؟
إذا ظهرت على الطفل أي أعراض نفسية، فيجب أن يزور متخصص نفسي، ويقوم بعمل جلسات لتعديل السلوك.
كما يجب على الأبوين أن يستخدموا طريقة عقاب آمنة للطفل دون اللجوء للعنف أو الإيذاء النفسي أو الجسدي، يهدف العقاب الآمن تعليم الطفل العواقب التي تترتب على السلوكيات الغير صحيحة وأن يتحمل مسؤوليتها كاملة.
أمثلة العقاب الآمن:
اربط العقاب بالسلوك الخاطئ فمثلا إذا قام الطفل بتقطيع كراسته عاقبه بجمع الورق المتناثر على الأرض.
حرمان الطفل من الأشياء الامتيازات مثل مشاهدة التلفاز أو الهاتف المحمول.
المشاركة امنح الطفل الفرصة في أن يشارك في إيجاد بدائل للسلوكيات الخاطئة التي يقوم بها.
يجب أن تضع في الحسبان بعض النقاط أثناء معاقبة الطفل:
محاولة توضيح العقاب للطفل وأنه يتم معاقبته بسبب السلوك الخاطئ الذي قام به.
يجب أن نكون القدوة الحسنة لأطفالنا ونقوم بفعل السلوكيات السليمة لكي يتعملوا منا.
يجب تجنب القسوة في العقاب، ووضع العقاب المناسب لكل موقف.
القوانين التي تحمي الطفل من العنف؟
توجد قوانين تختلف من دولة لآخرى تقوم بحماية الطفل من العنف، وتحدد عقوبات للقائم بتعنيف الطفل.
قانون حماية الطفل من العنف في مصر.
قانون حماية الطفل من العنف لعام 1996، والذي يهدف لحماية الطفل من العنف، كما يوجد منظومة وطنية لحماية الطفل تتضمن لجان حماية الطفل العامة والفرعية وخط نجدة الطفل 16000 ويوفر آلية اتصال مجانية لتلقي البلاغات.
الخاتمة:العنف ليس طريقة لتربية أبنائنا، ولا يصلح مع الصغار أو الكبار، لكنه طريقة لهدم الإنسان وانشاء شباب مدمنين، وبالتالي تدمير المجتمعات فليس العنف يقتصر على دمار الأسرة فقط ولكن دمار المجتمعات بأكملها.
هل تعرضت للعنف؟ وكيف كان ردك على هذا العنف؟
اكتب لي في الكومنتات هل كانت المقالة مفيدة بالنسبة لك؟
الأسئلة الشائعة:
1.تعريف العنف؟
- العنف هو استخدام القوة أو التهديد لإيذاء شخص أو مجموعة، ويمكن أن يكون جسديًا أو نفسيًا أو عاطفيًا.
2. ما هي أنواع العنف؟
- العنف الجسدي، العنف النفسي، العنف الجنسي، والعنف الاقتصادي.
3. ما هي أسباب العنف؟
- قد تتضمن الأسباب الفقر، التوتر الاجتماعي، التربية، والتمييز.
4. كيف يمكنني التعرف على علامات العنف؟
- علامات العنف تشمل السلوك العدواني، التهديدات، التلاعب النفسي، والعزلة الاجتماعية.
5. ماذا أفعل إذا كنت ضحية للعنف؟
- يجب عليك البحث عن الدعم من الأصدقاء، العائلة، أو منظمات الدعم المتخصصة. في حالات الطوارئ، اتصل بالجهات القانونية أو الخدمات الصحية.
6. كيف يمكن للمجتمع المساعدة في مكافحة العنف؟
- من خلال التوعية، التعليم، تقديم الدعم للضحايا، وتعزيز القوانين التي تحمي الأفراد من العنف.
7. ما هي الآثار النفسية للعنف؟
- يمكن أن يؤدي العنف إلى القلق، الاكتئاب، اضطراب ما بعد الصدمة، ومشاكل في العلاقات.
