الحجامة.. طب بديل أم علاج طبيعي؟
في السنوات الأخيرة، عاد الاهتمام بالعلاجات التقليدية والوسائل الطبيعية التي استخدمها الإنسان منذ قرون، ومن أبرز هذه الوسائل الحجامة، التي ما زالت محل نقاش بين كونها "طبًا بديلًا" أو "علاجًا طبيعيًا". فما هي الحجامة؟ وأين يقع موقعها في عالم الطب الحديث؟
ما هي الحجامة؟
الحجامة هي عملية علاجية تعتمد على سحب الدم الفاسد أو الزائد من الجسم باستخدام كؤوس خاصة تُوضع على الجلد، مما يُحدث ضغطًا سلبيًا يساعد على تحسين الدورة الدموية وتنشيط أجهزة الجسم. وقد عُرفت الحجامة منذ آلاف السنين في الحضارات المصرية القديمة، والصينية، والعربية، وورد ذكرها في الطب النبوي.
الحجامة كطب بديل
يصنّف الكثير من الباحثين الحجامة ضمن الطب البديل، وهو كل وسيلة علاجية تُستخدم خارج نطاق الطب الغربي التقليدي. ويعود ذلك إلى أنها لا تعتمد على الأدوية الكيميائية أو التدخلات الجراحية، بل تقوم على مفهوم إعادة التوازن للجسم وتحفيز قدرته الطبيعية على الشفاء.
في هذا السياق، تُستخدم الحجامة لعلاج مجموعة واسعة من الحالات مثل: الصداع المزمن، آلام المفاصل، ارتفاع ضغط الدم، وآلام الظهر، إلى جانب تحسين الحالة النفسية وتقليل التوتر.
الحجامة كعلاج طبيعي
على الجانب الآخر، هناك من يرى أن الحجامة يمكن اعتبارها علاجًا طبيعيًا لأنها تعتمد على أسلوب فيزيائي مباشر لتحفيز الدورة الدموية وإزالة الاحتقان، وهي بذلك قريبة من أساليب العلاج الطبيعي التي تشمل التدليك، التمارين العلاجية، والعلاج بالحرارة أو البرودة.
هذا التوجه يحاول دمج الحجامة في برامج علاجية أوسع، حيث تُستخدم جنبًا إلى جنب مع التمارين والعلاج الفيزيائي، خصوصًا في حالات الإصابات العضلية أو الألم المزمن.
موقف الطب الحديث
رغم أن العديد من الدراسات الحديثة أشارت إلى فوائد الحجامة في تحسين الألم وتقليل الالتهابات، إلا أن الطب الحديث ما زال يطالب بمزيد من الأبحاث لتأكيد هذه النتائج وفق المعايير العلمية الصارمة. ومع ذلك، نجد أن بعض المستشفيات والمراكز الطبية بدأت بالفعل في إدراج الحجامة ضمن خدماتها، خاصة في مجالات إعادة التأهيل وإدارة الألم.
الخلاصة
سواء صنّفنا الحجامة كطب بديل أو علاج طبيعي، فإنها تظل أداة علاجية مثيرة للاهتمام تجمع بين الإرث التاريخي والفوائد المحتملة للصحة الجسدية والنفسية. الأهم هو أن تُمارَس الحجامة على يد مختصين مؤهلين، وبعد استشارة الطبيب، لضمان السلامة وتحقيق أفضل النتائج.
إنها مثال واضح على أن بعض طرق العلاج القديمة يمكن أن تجد لها مكانًا في عالم الطب الحديث إذا ما خضعت للدراسة العلمية الدقيقة.
