صحه الجلد في مواجهه الضغط
قرح الفراش أنواعها وعلاجها:
1. قرح الفراش: فهم المشكلة وتأثيرها على المرضى
هي إصابات جلدية مؤلمة تحدث نتيجة للضغط المستمر على الجلد والأنسجة الرخوة. غالبًا ما تصيب هذه القرح الأشخاص الذين يقضون فترات طويلة في الفراش أو الكراسي المتحركة، أو الذين يعانون من صعوبة في الحركة وتغيير وضعياتهم. يؤدي الضغط المستمر إلى تقليل تدفق الدم إلى المنطقة المصابة، مما يتسبب في تلف الأنسجة وموتها، وظهور تقرحات قد تكون بسيطة أو عميقة جدًا. هذه القرح لا تسبب فقط ألمًا شديدًا للمريض، بل يمكن أن تؤدي أيضًا إلى مضاعفات خطيرة مثل العدوى، مما يجعل الوقاية منها وعلاجها أمرًا بالغ الأهمية.
2. أسباب تكون قرح الفراش: الضغط، الاحتكاك، والرطوبة
تتكون قرح الفراش نتيجة لعدة عوامل متفاعلة، أهمها:
الضغط المستمر: هو السبب الرئيسي. عندما يظل جزء من الجسم مضغوطًا لفترة طويلة، ينقطع تدفق الدم إلى تلك المنطقة، مما يحرم الأنسجة من الأكسجين والمواد المغذية الضرورية، ويؤدي إلى تلفها.
الاحتكاك: يمكن أن يحدث الاحتكاك بين الجلد وسطح الفراش أو الملابس، مما يضعف الجلد ويزيد من قابليته للإصابة.
القص: يحدث عندما تتحرك طبقات الجلد في اتجاهات متعاكسة، كما يحدث عندما يُسحب المريض على الفراش دون رفعه بشكل صحيح. هذا يمكن أن يمزق الأوعية الدموية الدقيقة تحت الجلد.
الرطوبة: بقاء الجلد رطبًا بسبب التعرق، أو سلس البول، أو إفرازات الجروح، يمكن أن يضعف الجلد ويزيد من قابليته للتلف.
3. مراحل وأنواع قرح الفراش: تصنيف يعتمد على العمق والشدة
تصنف قرح الفراش عادةً إلى أربع مراحل، بناءً على عمق الإصابة وشدتها:
المرحلة الأولى: يتميز بوجود احمرار في الجلد لا يزول عند الضغط عليه. قد يكون الجلد دافئًا أو باردًا في المنطقة المصابة، وقد يشعر المريض بالألم أو الحكة. لا يوجد كسر في الجلد في هذه المرحلة.
المرحلة الثانية: يبدأ الجلد في التلف، وقد تظهر قرحة سطحية تشبه البثور أو الخدوش. قد يكون هناك فقدان جزئي لطبقات الجلد.
المرحلة الثالثة: تصل القرحة إلى طبقات أعمق من الجلد، وتظهر كحفرة عميقة تحت سطح الجلد. قد تتأثر الأنسجة الدهنية تحت الجلد.
المرحلة الرابعة: هي أشد المراحل، حيث تصل القرحة إلى العضلات أو العظام أو الأوتار. تكون الإصابة عميقة جدًا وقد تكون هناك علامات على العدوى أو تلف الأنسجة.
قرح غير قابلة للتصنيف: في بعض الحالات، قد يكون هناك طبقة سميكة من النسيج الميت (القشرة) تغطي القرحة، مما يجعل من الصعب تحديد عمقها الحقيقي.
4. عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية الإصابة بقرح الفراش:
هناك عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بقرح الفراش، وتشمل:
عدم القدرة على الحركة: الأشخاص الذين لا يستطيعون تغيير وضعياتهم بأنفسهم، مثل المصابين بالشلل، أو كبار السن الضعفاء، أو المرضى في العناية المركزة.
سوء التغذية: نقص البروتينات والفيتامينات والمعادن الضرورية لصحة الجلد.
سلس البول أو البراز: الرطوبة المستمرة تضعف الجلد.
ضعف الدورة الدموية: يؤثر على وصول الأكسجين والمواد المغذية إلى الأنسجة.
الحالات الطبية التي تؤثر على الجلد: مثل مرض السكري أو أمراض الأوعية الدموية.
التقدم في العمر: يصبح الجلد أرق وأكثر هشاشة مع التقدم في العمر.
5. علاج قرح الفراش: العناية بالجروح والوقاية من المضاعفات
يعتمد علاج قرح الفراش على مرحلتها وشدتها. الهدف الأساسي هو تخفيف الضغط عن المنطقة المصابة، والحفاظ على نظافة الجرح، ومنع العدوى، وتعزيز التئام الأنسجة. تشمل طرق العلاج:
تخفيف الضغط: تغيير وضعية المريض بانتظام (كل ساعتين في الفراش، وكل ساعة في الكرسي المتحرك)، واستخدام وسائد أو مراتب خاصة لتوزيع الضغط.
العناية بالجرح: تنظيف القرحة بلطف باستخدام محلول ملحي معقم، وإزالة الأنسجة الميتة بواسطة متخصص.
تغطية الجرح: استخدام ضمادات خاصة تساعد على التئام الجرح، والحفاظ على بيئة رطبة مناسبة، ومنع العدوى.
المضادات الحيوية: تُستخدم إذا ظهرت علامات عدوى.
التغذية الجيدة: حصول المريض على كمية كافية من البروتينات والفيتامينات لدعم التئام الجروح.
الجراحة: في الحالات الشديدة قد تكون هناك حاجة لعملية جراحية لإزالة الأنسجة الميتة أو لإغلاق القرحة.
6. الوقاية من قرح الفراش: أهمية العناية المستمرة والمراقبة
تغيير وضعية المريض بانتظام:
* الحفاظ على نظافة وجفاف الجلد:تغيير الملابس والفراش المتسخ فورًا، واستخدام منتجات العناية بالبشرة المناسبة.
* التغذية الجيدة: التأكد من حصول المريض على نظام غذائي متوازن.
* فحص الجلد بانتظام: خاصة في المناطق المعرضة للضغط، للكشف المبكر عن أي احمرار أو تغيرات.
* استخدام أسطح داعمة: مثل المراتب الهوائية أو الوسائد المخصصة لتخفيف الضغط.
* تشجيع الحركة: مساعدة المريض على الحركة قدر الإمكان.
إن الالتزام بخطوات الوقاية والعلاج المناسب يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بقرح الفراش ويحسن من جودة حياة المرضى.
