ماذا يحدث في جسم الإنسان عند التوقف عن ممارسة الرياضة
ماذا يحدث في جسمك عند التوقف عن ممارسة الرياضة؟
ممارسة الرياضة بانتظام تمنح الجسم فوائد لا تُحصى، بدءًا من تحسين اللياقة البدنية إلى تعزيز الصحة النفسية. لكن، ماذا لو توقفت فجأة عن ممارسة الرياضة؟ هل يظل جسمك على حاله، أم أن التغيرات تبدأ سريعًا؟
الحقيقة أن الجسم يبدأ في التأثر منذ الأيام الأولى للتوقف، وتزداد هذه التأثيرات كلما طالت فترة الانقطاع، وتشمل تغييرات في العضلات، الجهاز القلبي التنفسي، الأيض، وحتى الصحة النفسية.
1. انخفاض اللياقة القلبية التنفسية
الأسبوع الأول حتى الثاني: يبدأ معدل استهلاك الأكسجين (VO₂ max) في الانخفاض، وهو المؤشر الأساسي على كفاءة القلب والرئتين. هذا يعني أن قدرتك على التحمل تقل تدريجيًا.
الشهر الأول: تقل قدرة القلب على ضخ الدم بكفاءة، ويزداد معدل ضربات القلب أثناء القيام بنفس الجهد الذي كنت تؤديه بسهولة من قبل.
السبب: قلة النشاط البدني تجعل عضلة القلب أقل قوة ومرونة، كما تقل سعة الرئتين في التعامل مع التمارين المجهدة.
2. ضعف العضلات وفقدان الكتلة العضلية
الأسبوعين الأولين: يبدأ الجسم في فقدان قوة العضلات، خصوصًا العضلات التي كانت تعمل بشكل مستمر أثناء التدريب.
بعد شهرين إلى ثلاثة أشهر: يظهر انخفاض واضح في حجم العضلات (ضمور عضلي)، خاصة إذا لم يتم تعويض ذلك بنشاط بدني خفيف.
السبب: قلة التحفيز الميكانيكي على العضلات تؤدي إلى تراجع البروتين العضلي وزيادة معدل تكسيره.
3. زيادة الدهون في الجسم
عند التوقف عن ممارسة الرياضة، ينخفض معدل الأيض الأساسي (BMR)، مما يعني أن الجسم يحرق سعرات حرارية أقل حتى أثناء الراحة.
إذا استمر الشخص في تناول نفس كمية الطعام التي كان يستهلكها أثناء التدريب، فسوف يخزن الجسم الفائض على شكل دهون، خاصة في منطقة البطن.
4. تراجع المرونة والتوازن
قلة الحركة تقلل من مرونة المفاصل والأربطة، مما يزيد خطر الإصابات عند العودة للنشاط.
التوازن الحركي والقدرة على التنسيق بين العين واليد أو بين العضلات تقل بشكل ملحوظ خلال أسابيع قليلة من التوقف.
5. التغيرات الهرمونية
تنخفض مستويات هرمونات السعادة مثل الإندورفين والدوبامين، مما قد يؤدي إلى الشعور بالخمول وقلة الحماس.
قد يرتفع مستوى هرمون الكورتيزول (هرمون التوتر)، مما يزيد من القلق ويؤثر سلبًا على النوم والمزاج.
6. تأثيرات على الصحة النفسية
التوقف عن الرياضة قد يسبب شعورًا بالكسل والإحباط، خصوصًا لمن اعتادوا على النشاط البدني اليومي.
النشاط البدني يحسن من إفراز المواد الكيميائية المسؤولة عن تحسين المزاج، وغيابه قد يزيد من فرص الإصابة بالاكتئاب الخفيف أو القلق.
7. ضعف جهاز المناعة
النشاط البدني المعتدل يعزز المناعة، أما التوقف المفاجئ فقد يقلل من نشاط بعض خلايا الدفاع في الجسم.
الأشخاص الذين يتوقفون عن التمرين لفترات طويلة قد يصبحون أكثر عرضة لنزلات البرد والأمراض الموسمية.
8. تدهور صحة العظام
التمارين التي تعتمد على حمل الوزن، مثل الجري ورفع الأثقال، تحافظ على كثافة العظام.
التوقف عنها لفترات طويلة قد يؤدي إلى انخفاض تدريجي في كثافة العظام، خاصة عند كبار السن، مما يزيد خطر الإصابة بهشاشة العظام.
9. مشاكل في الدورة الدموية
قلة الحركة تقلل من تدفق الدم بكفاءة، مما قد يؤدي إلى مشاكل مثل تورم الساقين أو الشعور بالبرودة في الأطراف.
على المدى الطويل، قد تزداد احتمالية الإصابة بمشاكل الشرايين أو الجلطات الدموية.
10. زيادة مستويات السكر في الدم
النشاط البدني يساعد على تحسين حساسية الإنسولين، والتوقف عنه يقلل من هذه الحساسية.
هذا قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات السكر في الدم، وزيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني على المدى الطويل.
11. تأثيرات على الهضم
قلة الحركة تؤثر على حركة الأمعاء، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالإمساك.
قد يقل إفراز بعض الإنزيمات الهاضمة، مما يبطئ عملية الهضم ويجعل الجسم يشعر بالثقل بعد الوجبات.
كيف تقلل من هذه التأثيرات عند التوقف؟
ممارسة نشاط بدني خفيف مثل المشي أو ركوب الدراجة حتى لو توقفت عن التمارين المكثفة.
مراقبة النظام الغذائي لتجنب زيادة الوزن.
تمارين الإطالة للحفاظ على مرونة العضلات والمفاصل.
العودة التدريجية عند استئناف التدريب لتجنب الإصابات.
