
أورام البنكرياس: بين التشخيص والعلاج
أورام البنكرياس
البنكرياس هو غدة تقع خلف المعدة وتلعب دورًا حيويًا في عمليتين أساسيتين: إنتاج الإنزيمات الهاضمة وإفراز الهرمونات المنظمة للسكر في الدم مثل الإنسولين. ورغم أهميته، إلا أن أورامه تُعد من أخطر أنواع السرطانات، بسبب صعوبة اكتشافها في المراحل المبكرة وسرعة انتشارها إلى الأعضاء المجاورة.
ما هي أورام البنكرياس؟
أورام البنكرياس قد تكون حميدة أو خبيثة، لكن النسبة الأكبر منها سرطانية. تنشأ هذه الأورام عادة من القنوات البنكرياسية أو من الخلايا المسؤولة عن إنتاج الهرمونات. ويُصنف سرطان البنكرياس من بين أكثر السرطانات عدوانية، إذ غالبًا لا يُكتشف إلا بعد تقدمه.
أنواع أورام البنكرياس
الأورام الغدية القنوية:
وهي الأكثر شيوعًا، وتشكل حوالي 90% من سرطانات البنكرياس.
الأورام العصبية الصمّاوية:
تنشأ من الخلايا المنتجة للهرمونات، وقد تكون بطيئة النمو وأقل عدوانية من الأورام الغدية.
الأورام الكيسية البنكرياسية:
يمكن أن تكون حميدة أو خبيثة، وغالبًا تُكتشف بالصدفة أثناء الفحوصات الطبية.
عوامل الخطر
هناك عدة عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بأورام البنكرياس، من أبرزها:
التقدم في العمر (أكثر شيوعًا بعد سن الستين).
التدخين المستمر.
السمنة وزيادة الوزن.
التاريخ العائلي لسرطان البنكرياس.
الإصابة بمرض السكري طويل الأمد.
الالتهاب المزمن للبنكرياس.
الأعراض
غالبًا ما تكون أورام البنكرياس صامتة في بدايتها، مما يؤخر التشخيص. ومع تقدمها، قد تظهر أعراض مثل:
آلام في الجزء العلوي من البطن تمتد إلى الظهر.
فقدان الوزن غير المبرر.
فقدان الشهية.
اصفرار الجلد والعينين (اليرقان).
الغثيان والقيء.
تغير لون البول والبراز.
التشخيص
التشخيص المبكر يمثل تحديًا كبيرًا، لكن هناك وسائل طبية تساعد على اكتشاف المرض:
التصوير بالموجات فوق الصوتية.
الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي لتحديد حجم الورم وانتشاره.
التنظير بالموجات فوق الصوتية للحصول على صور دقيقة.
الخزعة لتحليل أنسجة الورم وتأكيد التشخيص.
طرق العلاج
يعتمد العلاج على حجم الورم ومرحلة المرض، وتشمل الطرق الرئيسية:
الجراحة:
إذا كان الورم في مرحلة مبكرة، يُجرى استئصال جزئي أو كلي للبنكرياس.
من أشهر العمليات: جراحة "ويبل" لاستئصال رأس البنكرياس مع جزء من الأمعاء والمعدة.
العلاج الكيميائي:
يُستخدم لتدمير الخلايا السرطانية أو إبطاء نموها، سواء بعد الجراحة أو في الحالات المتقدمة.
العلاج الإشعاعي:
لتقليص حجم الورم وتخفيف الأعراض.
العلاجات الموجهة والمناعية:
وهي تقنيات حديثة تستهدف الخلايا السرطانية بشكل دقيق دون الإضرار بالخلايا السليمة.
التعايش والدعم النفسي
المريض المصاب بأورام البنكرياس يحتاج إلى رعاية متكاملة تشمل:
الدعم النفسي لمساعدته على مواجهة المرض.
التغذية السليمة لتعويض فقدان الوزن وتقوية المناعة.
المتابعة الطبية المستمرة لمراقبة الاستجابة للعلاج.
الوقاية
رغم أنه لا يمكن منع أورام البنكرياس بشكل كامل، إلا أن تقليل عوامل الخطر يساهم في الوقاية:
الإقلاع عن التدخين.
الحفاظ على وزن صحي.
اتباع نظام غذائي متوازن غني بالخضروات والفواكه.
ممارسة النشاط البدني بانتظام.
متابعة مرضى السكري لوضعهم الصحي باستمرار.

أورام البنكرياس من الأمراض الخطيرة التي تتطلب وعيًا كبيرًا وتشخيصًا دقيقًا. ورغم صعوبة اكتشافها المبكر، فإن التقدم في طرق العلاج والدعم الطبي والنفسي يساهم في تحسين جودة حياة المرضى. ويظل الوقاية والاهتمام بأسلوب الحياة الصحي الركيزة الأولى لحماية الجسم من هذا المرض الصامت.