الغدة الدرقية: أمراضها وتشخيصها وطرق العلاج
الغدة الدرقية
الغدة الدرقية هي إحدى أهم الغدد الصماء في جسم الإنسان، وتقع في مقدمة العنق أسفل الحنجرة مباشرة. ورغم صغر حجمها، إلا أن دورها حيوي، حيث تُفرز هرمونات تنظم عمليات الأيض، الطاقة، والنمو. أي خلل في هذه الغدة سواء بزيادة نشاطها أو نقصه أو وجود أورام، قد يؤثر بشكل مباشر على صحة الجسم وأدائه.
وظيفة الغدة الدرقية
تُفرز الغدة هرمونين رئيسيين: الثيروكسين (T4) والثيروكسين ثلاثي اليود (T3). هذان الهرمونان يتحكمان في:
معدل الأيض وحرق السعرات الحرارية.
تنظيم درجة حرارة الجسم.
صحة القلب والدورة الدموية.
نمو الجهاز العصبي.
التوازن النفسي والمزاجي.
أمراض الغدة الدرقية الشائعة
قصور الغدة الدرقية:
يحدث عندما تقل إفرازات الغدة، مما يؤدي إلى بطء الأيض، زيادة الوزن، والإرهاق المستمر.
فرط نشاط الغدة الدرقية:
فيه تفرز الغدة كميات كبيرة من الهرمونات، فينتج عنه فقدان وزن سريع، سرعة ضربات القلب، والتوتر.
التهاب الغدة الدرقية:
قد يكون سببه مناعي ذاتي مثل التهاب هاشيموتو، أو عدوى فيروسية أو بكتيرية.
تضخم الغدة الدرقية (الدرق):
عبارة عن زيادة في حجم الغدة، وقد يكون مصحوبًا بخلل في إفراز الهرمونات.
أورام الغدة الدرقية:
قد تكون حميدة أو خبيثة، ويُعد سرطان الغدة الدرقية من أكثر الأورام التي يمكن علاجها إذا اكتُشفت مبكرًا.
الأعراض
تختلف الأعراض حسب نوع الخلل:
في قصور الغدة الدرقية: زيادة الوزن، جفاف البشرة، الإمساك، تساقط الشعر، التعب.
في فرط النشاط: فقدان الوزن، رعشة اليدين، العصبية، التعرق المفرط، تسارع ضربات القلب.
في الأورام: وجود كتلة أو ورم محسوس في العنق، بحة في الصوت، صعوبة في البلع أو التنفس.
عوامل الخطر
بعض العوامل تزيد من احتمالية الإصابة بأمراض الغدة الدرقية:
الجنس (النساء أكثر عرضة).
العمر (خاصة فوق 40 عامًا).
التاريخ العائلي لأمراض الغدة.
نقص اليود في الغذاء.
التعرض للإشعاع في منطقة العنق.
التشخيص
يعتمد التشخيص على:
تحاليل الدم: لقياس مستوى هرمونات الغدة الدرقية (T3، T4، TSH).
الأشعة الصوتية (السونار): لتقييم حجم الغدة واكتشاف العقيدات.
الفحص النووي باليود المشع: لمعرفة نشاط الغدة.
الخزعة بالإبرة: لتحليل طبيعة الأورام أو العقيدات.
طرق العلاج
الأدوية:
علاج قصور الغدة بأقراص هرمون الثيروكسين.
علاج فرط النشاط بأدوية مثبطة لإفراز الهرمونات.
اليود المشع:
يُستخدم لتقليل نشاط الغدة في حالات فرط النشاط أو الأورام.
الجراحة:
استئصال جزء من الغدة أو كاملها في حالة الأورام أو التضخم الكبير.
العلاج التكميلي:
يشمل تغيير نمط الحياة والالتزام بالغذاء الصحي الغني باليود الطبيعي مثل الأسماك البحرية.
الوقاية والتعايش
تناول غذاء متوازن يحتوي على كميات كافية من اليود.
المتابعة الطبية الدورية خاصة لمن لديهم تاريخ عائلي.
علاج الالتهابات والاضطرابات مبكرًا لتجنب المضاعفات.
الدعم النفسي للمصابين، خاصة أن أمراض الغدة قد تؤثر على المزاج والطاقة.
الغدة الدرقية صغيرة الحجم لكنها تؤدي دورًا ضخمًا في توازن وظائف الجسم. وأمراضها تتنوع بين القصور، الفرط، الالتهابات، والأورام. التشخيص المبكر والالتزام بالعلاج يساهمان بشكل كبير في السيطرة على المرض وتحسين جودة حياة المريض. ويبقى الوعي الصحي والمتابعة المنتظمة حجر الأساس للحفاظ على سلامة هذه الغدة المهمة.
