
صحتك البدنية تبدأ بالصحة النفسية
صحتك البدنية تبدأ بالصحة النفسية
كتابة: محمد رمضان
كثيراً ما يشعر الإنسان بالإجهاد البدني من أعمال روتينية بسيطة، ويمكننا ربط ذلك بالإجهاد النفسي، فإذا تم إجهاد العقل والروح، سقط الجسد دون دفاع منه، إذا شعرت يوماً بأنك قد استنفذت طاقتك النفسية، ولا تستطيع الاستمرار في أعمالك اليومية، فهنا يجب عليك التوقف للحظة، لتدبر المشكلة وتعمل جاهداً على حلها حتى تستطيع مواصلة حياتك الاعتيادية.
عندما تشعر بالإجهاد النفسي، وأنك لا تستطيع تدبر أمورك العادية، فلابد أن تعرف ما المشكلة، هل هي قلة نوم أم سوء تغذية أم إنك قد أهملت نفسك طويلاً ... فالعلاقة بين الصحة النفسية والصحة البدنية تترابط بشكل وثيق جداً ولا يمكن لأحدهما أن يكمل دون الأخر، فإليك بعض النصائح التي يجب أن تراعيها حفاظاً على جسدك وعلى عقلك:
فعلى سبيل المثال في حالة التوتر / أو القلق / أو الاكتئاب: تؤثر الصحة النفسية على الجسد بشكل مباشر ففي حالة حدوث أحد المشاكل الحياتية اليومية والتي تدفعك إلى التوتر النفسي أو القلق بشأنها وبشأن حلها، فهنا وفي لحظة يمكن للجد أن يقوم ببعض التغييرات في مستويات الهرمونات والوظائف البيولوجية أو أن يؤثر ذلك على الجهاز المناعي لجسدك فتصبح أكثر عرضة للأمراض البدنية.
وهنا يلزم التدخل بشكل سريع لحل هذه المشكلة وتعديل المزاج لتقليل حالة التوتر أو الاكتاب التي تسيطر على جسدك، وذلك بالعديد من الأفكار ونذكر منها على سبيل المثل:
- التفاؤل: حافظ دائماً على أن تكون متفائل حتى في أصعب الأوقات، وأن تقوم بتطوير مهاراتك في التفكير بشكل إيجابي وأن تبتعد قدر المستطاع عن الأفكار السلبية
- الغذاء الصحي: والذي يلعب دوراً هاماً في شفاءك صحتك النفسية سريعاً، فلابد من أن تتناول الأطعمة الصحية التي بدورها أن تقوم بتعديل حالتك المزاجية وإمدادك بالطاقة التي تحتاجها للخروج من حالة التفكير السلبي التي تسيطر على جسدك.
- الرياضة: ممارسة بعض الأنشطة البدنية (الرياضة) كالركض مثلاً أو رفع الأثقال أو أية رياضة أخرى ولكن لابد أن تجبرك على التحرك بشكل مستمر والتركيز حتى تتمكن من إلهاء عقلك عن التفكير والعودة إلى الحالة النفسية السيئة، فإن الإفراط في الجلوس وعدم قيام بأي نشاط بدني مرهق وإن كان قليلاً سيتيح الفرصة أمام العقل حتى يسيطر على الجسد ويجعله وكأنه في ثبات ومحاصر بالحالة النفسية أو المزاجية السيئة.
- الراحة والنوم المنتظم: قلة النوم واضراباته تؤثر بشكل عكسي على صحتك النفسية، والتي تزيد من التوتر والقلق والحالة النفسية السيئة التي تسيطر عليك بالفعل، ولذلك لابد أن تقوم بتحديد مواعيد منتظمة للنوم ليلاً والاستيقاظ مبكراً جداً، فالاستيقاظ المبكر يجعل العقل أكثر انتباهاً للأعمال والمهام المطلوبة منه على مدار اليوم، مما لا يتيح له الفرصة في التفكير السلبي أو الخضوع للحالة النفسية المتقلبة. امنح نفسك الراحة والاسترخاء المطلوبين لجسدك وكن حريصاً على جسدك.
- التواصل: الاندماج والانخراط وسط الأصدقاء والعائلة يشغل العقل ويساعده على التخلص من الحالة النفسية أو المزاجية المتقلبة، مع الحرص كل الحرص على أن تتحدث في العديد من المسائل الإيجابية، والبعد عن أية حديث يعكر حالتك المزاجية، كما يمكن أن تبحث عن دعم من أياً من أصدقائك أو أفراد عائلتك إن أردت.
- الاسترخاء والتأمل: حاول أن تقوم بالاسترخاء قليلاً والتنفس بشكل عميق (التأمل)، أو أن تتجه إلى أحد هواياتك المفضلة كقراءة الكتب مثلاً أو لعب أحد الألعاب التي تزيد من التركيز.
عزيزي القارئ، إن رأيت أن ما تم سرده بالأعلى لا يتناسب مع حالتك النفسية أو الجسدية فهنا لابد من أن تلجأ إلى أحد المتخصصين أو أن تحاول مساعدة نفسك بنفسك دون تدخل من أحد، كالانخراط وسط المجتمع والأصدقاء، أو الإنشغال بأحد الرياضات التي تحبها وتكون سعيداً بممارستها، أو السفر إلى أحد المدن التي لم تقم بزياراتها من قبل إن كان في استطاعتك ذلك، ما يهمنا هنا هو عدم السماح لعقلك أن يكون سجيناً داخل الرأس لا يستطيع التفكير أو الترتيب لما هو قادم من عمل او مستقبل أو إيجاد حل للمشاكل التي تمر بها والتي أصبحت جزءاً أساسياً في أن تسوء حالتك النفسية وتصل إلى هذا الحد. فإن التوتر أو القلق أو الاكتئاب تعتبر من الأمراض المزمنة والتي يلزم تدخل أحد الأطباء المختصين لعلاجها إن أصبحت هي المسيطرة على حياتك.