معرفة البن الأصلي من المغشوش.
طرق معرفة البن الأصلي والمغشوش وكيف يتم غشه بنوى البلح والبسلة والكربوناتو
يُعتبر البن من أشهر المشروبات في العالم، ويمثل جزءًا مهمًا من الثقافة اليومية لدى العديد من الشعوب. ولكن مع ازدياد الطلب عليه، ظهرت طرق غش مختلفة تهدف إلى تقليل تكاليف الإنتاج وزيادة الربحية. أحد أشهر هذه الطرق هي غش البن بنوى البلح، البسلة، وإضافة الكربوناتو لخلق الوش أو الرغوة التي تتشابه مع القهوة الأصلية. هذا المقال يستعرض كيفية التمييز بين البن الأصلي والمغشوش، وأثر هذه الممارسات على الصحة.
طرق غش البن
1. غش البن بنوى البلح: يعتبر نوى البلح من أرخص المكونات التي تُستخدم في غش البن. يتم تحميص نوى البلح وطحنه بشكل ناعم، ثم يُخلط مع البن. نوى البلح، رغم احتوائه على بعض الفوائد الصحية، إلا أنه ليس بديلًا عن البن الأصلي من حيث النكهة أو الفائدة. عملية الغش هذه شائعة لأنها لا تتطلب تكلفة عالية ويمكن أن تقلل من نسبة البن الأصلي في الخليط.
2. غش البن بالبسلة: قد يبدو غش البن بالبسلة غريبًا، لكنه يُمارس في بعض الحالات. تُحمص حبوب البسلة وتُطحن لتشبه البن المطحون، وتضاف بكميات صغيرة للبن لتقليل التكلفة. مثل نوى البلح، لا تقدم البسلة نفس الفوائد أو النكهة التي يُعرف بها البن الأصلي. وعلاوة على ذلك، يمكن أن تؤثر البسلة على قوام وطعم القهوة بشكل سلبي، مما يجعلها غير مستساغة لبعض الأشخاص.
3. إضافة الكربوناتو (بيكربونات الصوديوم): تعتبر الكربوناتو طريقة شائعة لإضفاء وش على القهوة المغشوشة. الكربوناتو تُستخدم لتحفيز إنتاج الرغوة أو "الوش" على سطح القهوة، ما يجعلها تبدو كأنها مصنوعة من بن عالي الجودة. ومع ذلك، لا تؤثر الكربوناتو بشكل إيجابي على الطعم، بل إنها قد تضيف طعمًا معدنيًا أو قاسيًا للقهوة. هذه الرغوة قد تخدع المستهلك، لكنها في الحقيقة ليست دلالة على جودة القهوة.
طرق معرفة البن الأصلي من المغشوش
يمكن التمييز بين البن الأصلي والمغشوش بعدة طرق بسيطة تساعد في تحديد جودة البن:
1. الرائحة: البن الأصلي يتميز برائحة غنية وقوية، تنعكس في نكهة القهوة عند تحضيرها. في المقابل، البن المغشوش يميل إلى فقدان هذه الرائحة الطبيعية أو قد تكون له رائحة غير مستساغة بسبب الإضافات مثل نوى البلح أو البسلة.
2. اللون: البن الأصلي يكون له لون بني غامق ومتجانس بعد التحميص. بينما قد يظهر البن المغشوش بتفاوت في درجات اللون، خصوصًا إذا كانت الإضافات مثل نوى البلح أو البسلة لم تُحمص بشكل جيد أو إذا كانت مكونات أخرى مضافة إليه.
3. اختبار الماء: يمكن اكتشاف غش البن بسهولة عبر اختبار بسيط بالماء. إذا وُضعت ملعقة من البن المطحون في كوب ماء بارد، يجب أن يطفو البن الأصلي على السطح ويبقى لفترة دون أن يذوب. أما إذا ترسب بسرعة أو ظهرت مواد أخرى غير متجانسة في الماء، فقد يكون البن مغشوشًا بمواد أخرى مثل نوى البلح أو البسلة.
4. الطعم: يعتبر الطعم هو الوسيلة الأكثر دقة للتفريق بين البن الأصلي والمغشوش. البن الأصلي له نكهة غنية ومميزة، بينما يكون للبن المغشوش طعم مختلف قد يكون أقل قوة أو أكثر مرارة بسبب الإضافات. كذلك، قد يترك البن المغشوش طعمًا غريبًا في الفم بعد شربه.
5. الملمس: البن المغشوش يميل إلى أن يكون أخشن أو أنعم من البن الأصلي، وذلك يعتمد على نوع المواد المستخدمة في الغش. فمثلاً، نوى البلح قد يكون أنعم قليلاً بعد طحنه، في حين أن البسلة قد تكون خشنة.
6.اختبار الليمون
:اذا كانت القهوة بها (كربوناتو)،فنقطة واحدة من الليمون على وش القهوة يكشف الغش عن طريق وجود تفاعل وانتاج رغوة.
أضرار البن المغشوش على الصحة
البن المغشوش قد يشكل خطرًا على الصحة بسبب المواد المستخدمة في غشه:
1. نوى البلح: رغم أن نوى البلح لا يُعتبر سامًا، إلا أن استهلاكه بكميات كبيرة على المدى الطويل يمكن أن يؤثر سلبًا على الجهاز الهضمي. قد لا يتمكن الجسم من هضم نوى البلح بنفس سهولة البن، مما قد يؤدي إلى اضطرابات معوية مثل الإمساك أو الانتفاخ.
2. البسلة: البسلة ليست ضارة بحد ذاتها، ولكن استخدامها كبديل للبن قد يؤثر على جودة القهوة وصعوبة الهضم. كذلك، تناول حبوب مثل البسلة بدلًا من البن قد يؤدي إلى مشاكل في الهضم على المدى الطويل لأنها ليست مخصصة للاستهلاك بكميات كبيرة في هذا الشكل.
3. الكربوناتو: استخدام الكربوناتو لإضفاء وش على القهوة يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات سلبية على المعدة. بيكربونات الصوديوم قد تسبب زيادة الحموضة في المعدة وتؤدي إلى حرقة أو ارتجاع معدي لدى بعض الأشخاص، خاصة إذا تم استهلاكها بكميات كبيرة على مدى فترة طويلة.
4. فقدان الفوائد الصحية للبن الأصلي: البن الأصلي يحتوي على مضادات أكسدة ومواد مفيدة للصحة. عند غشه بنوى البلح أو البسلة، تنخفض هذه الفوائد بشكل كبير، مما يحرم المستهلك من الفوائد الصحية التي تقدمها القهوة الأصلية مثل تحسين الذاكرة، وتقليل مخاطر الأمراض القلبية.
الخلاصة
يُعتبر البن الأصلي مصدرًا للعديد من الفوائد الصحية، ولكن غشه بنوى البلح، البسلة، أو إضافة الكربوناتو يضر بجودته ويعرض المستهلك لمخاطر صحية محتملة. لتجنب هذه الأضرار، يُنصح بشراء البن من مصادر موثوقة والاعتماد على الفحص البصري والرائحة والطعم للتحقق من جودته. كذلك، يجب الحذر من القهوة التي تُظهر وشًا مفرطًا غير طبيعي، فقد يكون ذلك دليلاً على إضافة مواد غير مرغوب فيها.
