
بعض العلاجات الإسعاف الذاتي لمشاكل المثانة والبروستات
غالبا ما توجد علاقة ارتباطية متبادلة بين البنية والوظائف. وتحدد طريقة بناء أي شيء طريقة استعماله، وكذلك فإن طريقة الاستعمال هذه تُبدَّل من بنية الشيء المستعمل.
وهكذا فإن الجسد مبني للاستعمال ضمن مجموعة من الطرق والوسائل. لكن في حال عدم الاستعمال الصحيح للجسد يتغير شكله وبنيته. فعلى سبيل المثال يمكن أن تتغير وضعية الجسد وقوفاً أو جلوساً بفعل المهنة والعادة. فمثلا انظر إلى الشخص المنحني القامة والذي يمشي مطأطئاً فتجد أن قفصه الصدري مضمور ضيق وليس متفتحاً في تنفسه، وأن بطنه وأعضاء جهازه الهضمي والتناسلي تعاني من الاحتشاد . ويؤدي هذا إلى حصول تبدل في وظائف تلك الأعضاء فضلا عن زيادة درجة الاحتقان فيها، بينما في الحالة الآلية الجيدة للجسد يرتفع الصدر عن الحجاب الحاجز ( الذي يفصله عن تجويف البطن) والذي يكون مرتفعا بدوره وبحيث يكون جدارا لبطن مسطحاً متيناً. وعندما تكون وِقْفة الجسد ضعيفة وآليته أو آلية حركته دون المستوى المطلوب، يضيق الصدر ولا يعود الحجاب الحاجز قادراً على التحرك صعوداً وهبوطاً بالشكل الملائم مع حركة التنفس، وحيث ينتؤ جدار البطن إلى الخارج وتندفع محتويات التجويف البطني نزولاً باتجاه أرض الحوض. وهذا يوجد مشكلة ليس فقط في منطقة الحوض والبروستات بل يمكن أن يسبب تبدلاً في موضع المعدة والكبد فضلاً عن احتشاد قنوات الأمعاء. وتحصل تغيرات وظيفية في هذه المناطق من الجسد نتيجة لذلك وغالباً ما تكون مسؤولة عن مشاكل صحية بعضها يمكن أن يكون خطيراً. فيمكن لتثاقل الأعضاء على الرباطات الجسدية الداعمة على سبيل المثال أن يولد توترا وإجهاداً وربما حصول تمزق وتآكل كما يحصل في حالة الفَتْق . كذلك تتبدل الدورة الدموية إلى وعبر وهذه المناطق الجسدية في هذه الحالات وبشكل كبير، فالمصدر الوحيد لتصريف الدم والسائل اللمفاوي وغيرها من أعضاء منطقة الحوض تكون عبر شرايين البطن التي تتأثر بحدة بفعل تدلي محتويات التجويف البطني إلى الأسفل. ويعتقد الكثير من الباحثين أن هذه العناصر متصلة بمشاكل المثانة والبروستات والتي يختبرها الكثير من الرجال ومتصلة أيضاً بسوء موقع الرحم عند النساء مما يؤدي إلى مشاكل طمث وصعوبات في الحمل.
ويعتمد تموين الرسائل العصبية إلى هذه الأعضاء وتموين الأعصاب بالدم على آلية حركية جيدة للجسد تشمل منطقة أسفل الظهر وبُنى الحوض. وهكذا فإن عناصر وِضْعة الجسد من حيث وقفته وجلسته وطريقة استعماله مهمة في تقييمنا لخلل وظائف البروستات. فتدلي محتويات التجويف البطني، والحركة السيئة والوظيفة السيئة للحجاب الحاجز خلال التنفس، وركود السوائل والدم في الجسم بفعل فترات طويلة من الجلوس، وعدم ممارسة التمارين الرياضية، وحصول التوتر والإجهاد في التغوط، كل هذه تضيف إلى مشاكل المناطق الجسدية المذكورة من حيث ضعف الدورة الدموية وضعف وصول الرسائل العصبية وتموين الأعصاب بالدم فضلا عن التصريف السيء.
ويقود الاحتقان إلى تبدل في الوضع الغذائي للمنطقة الجسدية المصابة، لأنه إذا بغض النظر عن مدى ملائمة الغذاء وجودته لم يكن بالإمكان نقل العناصر الغذائية بشكل ملائم داخل الجسد مع تصريف ملائم للفضلات، تصاب المنطقة المحتقنة بسوء التغذية الذي يحمل معه احتمالات المرض والتنفيذ السيء والضعيف للوظائف الجسدية المطلوبة. وهذا هو نمط حصول تضخم البروستات عند الكثير من الرجال.
وتساهم عوامل الممارسة الجنسية أيضاً في هذه الحالة، فعندما يمارس الرجل اتصالا جنسيا تحصل سلسللة من الحوادث التالية في منطقة البروستات: تنبيه أولي يليه الانتصاب، ثم تزايد في إفراز البروستات للسوائلن ومع حصول النشوة تتقلص الحويصلات المنوية والقناة الدافقة وكذلك قنوات القذف. ويتم تمرير المني عبر الإحليل أو مجرى البول، ويتبع ذلك حصول استرخاء وتبدد الاحتقان في منطقة البروستات. لكن التنبيه الجنسي أو الإثارة الجنسية التي لا تتبعها نشوة جنسية لها الكثير من المؤثرات السلبية المحتملة بما فيها التهاب الإحليل وانزعاج موضعي في منطقة الشرج والعجان بسبب الاحتقان مع احتمال حصول عجز جنسي مع الوقت. وكما هو متوقع يسبب هذا الوضع أيضا تضخم البروستات. وباختصار فإن الممارسة الجنسية الطبيعية ليست مُضرَّة لصحة الإنسان بل هو مضر هو انقطاع إطراد الدورة الجنسية واعتراضها والتي يجب أن تؤدي في الأحوال الطبيعية إلى النشرة.
وبتعابير عامة إذن تكون الوضعية الطبيعية لهيئة الجسد والتمارين الرياضية المنتظمة هي شيء يجب تشجيعه. وقد يشمل هذا الحصول على نصائح وعلاج من قبل طبيب مختص مثل الطبيب المقوم للعظام لتصحيح أي عيوب في آلية حركة الظهر والحوض. كذلك من الضروري تجنب أي إجهاد في تحريك الأمعاء.
المعالجة المائية:
يمكن لشكل بسيط من المعالجة المائية أن يكون فعالاً جدا في تخفيض احتقان موضعي في أرض الحوض، وتوجد وسيلتان من هذه المعالجة تشجع عليهما في حالات تضخم البروستات.
الوسيلة الأولى:
تشمل هذه الوسيلة الغسل الموضعي باستعمال محلول ملحي بارد. ولا نقصد بها حقنة الماء بمعنى محاولة تعزيز التصريف من الأمعاء بل هذه وسيلة لتمرير سائل بارد في المساحة المحتقنة لتحفيز التصريف.
ويتطلب تطبيق هذه الوسيلة كيس حقنة يحتوي على حوالي ليتر واحد من الماء تضاف إليها ملعقتان صغيرتان من الملح ويجب أن تكون حرارة الماء منخفضة إلى ما بين 55 و60 درجة فهرنهايت من خلال وضعها في الثلاجة فترة ما (يمزج الملح بالماء ويضاف المحلول إلى الكيس ويوضع الكيس في الثلاجة حتى الرغبة في استعماله).
كذلك يُعد وقت الخلود إلى النوم مناسباً لتأدية هذا الغسل الموضعي مع ضرورة أن يسبق ذلك جهد لتحريك الأمعاء حتى لا يسبب الغسل رغبة فورية بالتغوط. هنا يجلس الشخص فوق المرحاض ويُدْخِل أنبوب الكيس في شرجه مع استعمال زيت خاص لتزييت الأنبوب وتسهيل دخوله وبحيث يبقى الكيس متدلياً بجانب المرحاض في موقع أعلى من موضع الشخص حتى تسمح الجاذبية للماء بدخول الشرج بسهولة.
والكمية الأولى من الماء والتي يسمح بإدخالها إلى الشرج هي حوالي نصف كوب كبير من المحلول الملحي البارد، وبحيث يتم حفظها بالداخل حوالي نصف دقيقة ثم يسمح لها بالخروج إلى وعاء المرحاض. يتبع ذلك بعد دقيقة من الراحة الإجراء السابق ذاته ويتم تكرار الإجراء حوالي 7 أو 8 مرات وبحيث يتم استعمال كامل كمية الماء.
وهذه الوسيلة الموصوفة تُولَّد تأثيراً موضعياً متناوبا بين البارد والساخن داخل الشرج والذي يقترب من نظام الدوران الدموي في البروستات. وتساهم برودة الماء في تبريد المنطقة المذكورة بينما تعيد الحرارة الطبيعية للجسد الدفء إليها خلال الاستراحة بين كل غسل أو حقن. يجب تطبيق هذه الوسيلة العلاجية ثلاث مرات في الأسبوع من قبل أي شخص مصاب بتضخم في البروستات وسوف تتم ملاحظة منافعها بسرعة بحيث تُخفض مرات الحقن مع تواصل التحسن.
الوسيلة الثانية:
هذا الإجراء الثاني قد يكون مفيداً ويتمثل بالغطس المتناوب للحوض في مياه ساخنة وباردة، وهو إجراء قيم لأنه ليس فقط يعطي تسكيناً وإراحة من عوارض الألم والانزعاج، بل يساعد في تخفيض الاحتقان مما يساهم في عودة البنية الجسدية في تلك المنطقة إلى وضعها الطبيعي. والوسيلة مفيدة على الأخص في تسكين ما يعرف بركود النسيج الضام وهو حالة احتقان حاد في الأنسجة، ولهذا تعد هذه الوسيلة فريدة من نوعها من الناحية العلاجية.
إملأ المغطس بحوالي أو ما يعادل ارتفاع 10 سنتم من الماء المحتمل السخونة ثم اجلس في الماء ما بين نصف دقيقة ودقيقة.
إلى جانب المغطس يجب أن يتواجد وعاء يتسع لارتفاع 10 سنتم من الماء البارد ويكون حجمه كافيا ليمكنك من الجلوس فيه. ويفضل أن يكون وعاء بلاستيكياً كبيرا.
وفكرة هذا المغطس هي الجلوس في الماء مع طوي الركبتين وبحيث يغمر الماء الردفين ومنطقة الحوض (إلى ما هو ليس بأعلى من السُّرة ). بعد الغطس في الماء الساخن ينتقل الشخص بسرعة للغطس في الماء البارد ولمدة نصف دقيقة إلى دقيقة أخرى، وبعدها يكرر نمط الغطس ذاته مرة ثانية في مياه ساخنة أولا ً يليه مياه باردة ولنفس الفترة الزمنية المقررة.
وإذا لم يكن بالإمكان ترتيب المغطس الثاني أو الوعاء البارد عندها تصفى المياه الساخنة في المغطس وتُستبدل بمياه باردة. هذا يؤخر عنصر التناقض المطلوب في الحرارة لكنه أفضل من لا شيء.
وبين الغطس الساخن والغطس البارد تتم صيانة الحرارة بلف الجسم بمنشفة مع التأكد في الوقت ذاته أن غرفة الغطس تبقى دافئة.
هذا التناوب بين الغطس في مياه ساخنة ثم في مياه باردة له تأثير مفيد للغاية على الدوران الموضعي للدم، ويمكن ممارسته يوميا إذا أمكن أو بين يوم وآخر عندما لا يحصل استعمال الوسيلة المائية الأولى.
وإذا لم يكن بالإمكان الغطس المتناوب في مياه ساخنة وباردة يمكن استعمال منشفة باردة ومنشفة ساخنة لتوليد التأثير ذاته. لهذه الغاية تُغْمس أول منشفة بالمياه الساخنة ثم تُلف حول ما بين الفخذين وأسفل الظهرر بحيث تُغطي أيضا منطقة الشرج. ويتم استبدال عدة مناشف ساخنة فوق المنطقة ذاتها على مدى 15 دقيقة لتوليد التأثير المطلوب. ويجب أن تكون حرارة المنشفة ساخنة جيداً وبقوة ولكن ليس بشكل زائد بحيث تسبب الانزعاج في هذه المنطقة الحساسة من الجسد. ويجب أن تبقى كل منشفة ملتصقة بالجسد ما بين دقيقة ودقيقتين قبل استبدالها بمنشفة أخرى. وبعد 15 دقيقة يتم تطبيق المنشفة الباردة في المنطقة ذاتها من الجسد بعد تغميس المنشفة في مياه باردة . تطبق المناشف الباردة بسرعة وتترك في مكانها مدة دقيقة تقريباً.
التمارين الرياضية:
هذه التمارين عنصر آخر يساعد على تحسين صحة منطقة الحوض في الجسد، فالإنحناء وطوي الجسد ثم تمدده هي تمارين مفيدة لأنها تساعد في تفكيك أي احتقان في المنطقة المذكورة. ويعد المشي السريع يوميا فكرة جيدة في هذا الإطار.
من ناحية أخرى تُعد تمارين اليوغا مفيدة على الأخص خاصة التمارين التي تقلب الجسد رأساً على عقب، أو تحقق طويه طوياً شبه كامل، وأنصح بها جدا. وطبعا في المرحلة الأولى تُمارس هذه التمارين بإشراف شخص مختص بتدريب الآخرين عليها.
وأقدم تالياً بعض أوضاع اليوغا البسيطة التي يمكن ممارستها وهي مفيدة في تحسين قدرة البروستات على التصريف وتحسين دورة الدم في منطقة البروستات.
أول هذه التمارين هي وضع الركوع البسيط، وتحقيقه سهل باستثناء حالة الإصابة بمشاكل في الركبتين والوركين، وفي هذه الحالة لا يجب ممارسة التمرين. وقبل تطبيق الوضع اخلع حذاءك وأي ثياب ثقيلة وتأكد، من أن الأرض ليست خشنة، وبإمكانك استعمال سجادة لهذا الغرض. وتأكد من كون غرفة التمرين دافئة.
الوضع الأول:
اجلس على السجادة مع إسناد عقبي (كعبي) قدميك إلى الأرض وبطوي الركبتين إلى الأعلى محافظاً على استقامة الظهر.
تنفس بعمق واسترخاء ثم باعد ببطء بين قدميك حتى يغرق الردفين إلى الداخل ويلتصقان بالأرض. تنفس بعمق عدة مرات بحيث تسمح باسترخاء عضلات الساقين كليا مع الزفير. حافظ على استقامة ظهرك خلال التمرين. هذا التمرين له تأثير مُحفَّز للدورة الدموية في منطقة الحوض ويجب إبقاؤه مدة دقيقة أو دقيقتين. يُمارس التمرين يومياً.
الوضع الثاني:
هذا الوضع يتطلب قليلا من التمرين والممارسة التطبيقية. استلقِ على ظهرك (دون وضع وسادة تحت الرأس) ثم مدد ذراعيك جانبياً إلى جانبي جسدك بزاوية تصل إلى 45 درجة مع الجسد وبحيث تتسطح راحتا اليدين إلى الأرض. ضُمْ نَعْلي قدميك إلى بعضهما ثم اسحب ساقيك إلى الأعلى طاوياً ركبتيك بحيث يتوزع ثقلهما بالتساوي مع رفع نعلي قدميك إلى الأعلى. مع رفعك لساقيك يرتفع الردفان قليلا من الأرض وتكون هذه حدود الوضع وبحيث يتم المحافظة عليه مدة دقيقة تقريباً. تنفس بعمق وبطء خلال التمرين حتى تشعر برغبة في التدحرج إلى الخلف والأسفل حتى الاستلقاء ومتسطحاً على الأرض. من الصعب المحافظة على هذا الوضع التمريني بعد ارتفاع الردفين قليلا عن الأرض لذلك ضع وسادة تحت الردفين للمساعدة في إسناد الوضع.
هذا الوضع الذي يمثل جاذبية مقلوبة (بحيث تتدلى أعضاء الحوض رأساً على عقب) ومع تباعد الساقين يحقق إطلاقاً للضغط القابع على أرض الحوض وبالتالي يفيد البروستات. يُمارس هذا الوضع يومياً.
الوضع الثالث:
هذا وضع بديل عن الوضع الثاني. اركع على الأرض مُلقياً بوزنك على ركبتيك ويديك المسندتين إلى الأرض. إطوِ ذراعيك نزولاً حتى يصل جبينك إلى الأرض ويستند إليها وبحيث يرتفع ردفاك إلى الأعلى. في هذا الوضع الذي يقلب الأعضاء الداخلية رأسا على عقب ويُطلق أو يُحرر الضغط من أرض الحوض يجب التنفس بعمق وفي الوقت ذاته سحب البطن إلى الداخل والأعلى كما لو كنت تسحب السُّرّة باتجاه الظهر. أمسك هذا الوضع وتنفسك عدة ثوان، ثم أطلق تنفسك واسمح لبطنك بالاسترخاء مرة أخرى. يكرر هذا الوضع عشر مرات وبعد إكمال التمرين اجلس قليلاً ثم انهض حتى لا تصاب بالدوار وهذا يصح على كل التمارين التي تمارس على الأرض خاصة إذا أرفقت بالتنفس العميق مع الملاحظة بأن أي شخص مصاب بالزرق في العين (الماء الزرقاء Glaucoma) أو بارتفاع ضغط الدم يجب أن يتجنب هذا التمرين دون موافقة الطبيب.
هذه التمارين مقترحة كجزء من محاولة عامة لتحسين قوة عضلات البطن وتحسين الدورة الدموية في منطقة الحوض. ويوجد الكثير من أوضاع اليوغا ويمكن معرفتها من خلال كتب خاصة أو من خلال حضور دروس اليوغا.
إسعاف البروستات ذاتياً بنقاط الضغط والانعكاس:
لقد أظهرت أبحاث طب تقويم العظام أن بعض المساحات المحددة على سطح الجسد تتغير من حيث المضمون والمحتوى وتصبح حساسة للضغط تجاوبا مع مشاكل محددة في الأعضاء الداخلية. وعندما يحصل اضطراب في البروستات تتواجد منطقتا انعكاس أساسيتين تصبحان حساستين للضغط: أولهما المساحة القائمة على جانب الفخذ على بعد حوالي ثلث المسافة بين الورك والركبة، وتصبح عادة مشدودة ويوصف الإحساس بها عادة بالإحساس بوجود جسأة لينة أو نسيج كثيف طري ولين قليلاً. وعندما يتم العثور على هذه المساحة والتي يمكن أن تمتد حوالي 14 سنتم أو أكثر وتعطي شعورا بكونها حساسة لضغط معتدل، يشير ذلك إلى احتقان السائل اللمفاوي (سائل مصلي عديم اللون) في البروستات، وتشير الحالة ذاتها إلى خلل وظيفي في الرحم من الممكن تأكيد احتمال كون هذه الحالة انعكاساً ناشطاً ( رد فعل انعكاسي) من خلال جس المساحة الثانية التي تقع عند قاعدة الظهر بين عظمة الحوض البارزة التي تقع بين جانب آخر فقرة في العمود الفقري والعمود الفقري نفسه. وأي شعور بضيق وانشداد وحساسية في هذه المنطقة والذي يُرْفَق بوجود منطقة حساسة في جانب الفخذ يكون تأكيداً وإثباتاً بوجود بعض النشاط الانعكاسي في البروستات (أو الرحم). وتعرف هذه المساحات بمنعكسات تشابمان Chapman reflexs على اسم طبي التقويم العظمي الذي رسمها سنة 1930م. وتسمى أيضاً بمنعكسات عصبية لمفاوية أي الانعكاس الذي يسبب احتقان السائل اللمفاوي.
ويشمل علاج هذه النقاط أو المساحات تطبيق ضغط معتدل أولاً في منطقة الفخذ وصولا إلى منطقة الظهر وبحيث يتم طبيق ضغط بالباهم حوالي 20 ثانية على أكثر نقاط المساحة طراوة على الفخذين. وتتم معالجة الفخذين بهذه الطريقة إذا وجد أن كلاهما يتضمن نقاط انعكاس طرية ضمن المنعكس المتكاثف. ويتبع ذلك فترة ضغط مشابه على مساحات الانعكاس في الظهر (كلا الجانبين في الظهر فيحال وجود نقاط طرية تتجاوب مع الضغط).
ولقد أظهر أن تأثير تطبيق هذا الضغط يُخفض من الاحتقان اللمفاوي في أي مساحة متصلة بالنقاط المذكورة التي هي في هذه الحالة مساحة غدة البروستات. ويشير الاحتقان اللمفاوي إلى أن الدورة الدموية والتصريف الدموي في تلك المساحة المحتقنة غير ملائم وقد يشير إلى احتمال وجود التهاب. من الواضح أن هذا التنبيه أو التدليك الانعكاسي لا يشكل شفاء للحالة لكنه يساعد في تخفيض الانتفاخ الموضعي وقد يسبب تسكين العوارض لفترة قصيرة على الأقل. لهذا يجب أن ينظر إلى هذا التدليك كوسيلة إسعاف أولي تعطى خلال استعمال الإجراءات الطويلة الأمد (مثل الحمية الغذائية).
ولتجنب تهييج النسيج الموضعي يجب تطبيق هذه الوسيلة الأخيرة أكثر من مرة واحدة في اليوم وتطبق فقط عندما تكون مساحة الانعكاس أو الاحتقان حساسة. وتطبيق الوسيلة أكثر من مرة يحقق نتائج أفضل حيث أنه من الممكن إجهاد الانعكاس ذاته وتهييجه لتحريك السائل اللمفاوي المحتقن. وإذا وجد أنه من الصعب ضغط النقاط القائمة في قاعدة العمود الفقري، عندها يكون الاستلقاء على الأرض ووضع كرة غولف أو كرة مضرب في موقع استراتيجي تحت النقاط المذكورة يسمح بتطبيق درجة ملائمة من الضغط.
ويمكن اعتبار هذه الوسيلة تشخيصية تكهنية بمعنى أنها تبلغك بمدى تقدم حالتك، لأنه مع تحسن تصريف السائل اللمفاوي المحتقن ( باستعمال الوسائل المائية والحمية الغذائية) لا تعود هذه الانعكاسات إلى الحصول وتصبح مساحاتها على الجسم غير طرية.
وللحصول على فهم عميق للمنعكسات اللمفاوية العصبية من حيث تأثيرها في أجزاء أخرى من الجسد لا بد من مراجعة كتب متخصصة في هذا الموضوع وعن النسيج اللين والطري وطريقة معالجته.
نكرر وجود صلة لا تنفصم بين البنية والوظائف الجسدية ويجب أن نستعمل كلاهما عبر الوسائل المذكورة لتعزيز صحة أي منطقة جسدية في الحوض وبالتحديد مساحة البروستات. ونأمل ألا تعتبر الوسائل التي ناقشناها خاصة المائية منها وسائل قديمة بحيث يتم تجنبها. بل توجد براهين كثيرة على فعالية هذه الوسائل وفي بعض الأحيان تكون لها فعالية قصوى ولكن لا يجب النظر إليها بأنها كافية للسماح بتجاهل الإجراءات الغذائية ، لأن الجانب الغذائي من مشاكل البروستات هو مفتاح العافية والشفاء.