مستجدات علاج مرض السرطان
مستجدات علاج السرطان في عام 2025: ثورة علمية نحو علاجات أكثر دقة وأملاً
يُعدّ السرطان أحد أبرز التحديات الصحية في القرن الحادي والعشرين، إذ لا يزال مسؤولًا عن ملايين الوفيات سنويًا حول العالم. ومع التقدم المتسارع في علوم الوراثة والذكاء الاصطناعي والعلاج المناعي، يشهد عام 2025 نقلة نوعية في طرق تشخيص وعلاج الأورام السرطانية، بما يفتح آفاقًا جديدة للأمل لدى المرضى.
أولًا: العلاجات المناعية تتوسع إلى آفاق جديدة
شهدت السنوات الأخيرة طفرة هائلة في العلاج المناعي، الذي يعتمد على تحفيز الجهاز المناعي لمهاجمة الخلايا السرطانية. في عام 2025، تمت الموافقة على نسخة جديدة من دواء Keytruda يمكن إعطاؤها تحت الجلد بدلًا من الوريد، مما يجعل عملية العلاج أسرع وأكثر راحة للمرضى. كما توسّع استخدام هذا الدواء لعلاج أنواع جديدة من السرطان، مثل سرطانات المعدة والرأس والعنق.
إضافة إلى ذلك، أظهرت التجارب السريرية الحديثة فعالية العلاج بالخلايا التائية المعدّلة (CAR-T) في مواجهة الأورام الصلبة، بعد أن كان مقتصرًا على سرطانات الدم. فقد بيّنت دراسة بريطانية نُشرت عام 2025 أن هذا النوع من العلاج زاد من متوسط البقاء على قيد الحياة بنسبة 40٪ لدى المصابين بسرطان المعدة والمريء.
ثانيًا: العلاجات الموجّهة والجينية
أحدثت العلاجات الموجهة ثورة في الطب الحديث من خلال استهداف الطفرات الجينية المسؤولة عن نمو الورم. ومن أبرز الأمثلة على ذلك استخدام دواء Olaparib في علاج سرطان البنكرياس لدى المرضى الحاملين لطفرة BRCA2، حيث نجح العلاج في تحقيق فترات خمود طويلة للمرض.
كما يجري حالياً تطوير العلاجات المركّبة (Antibody-Drug Conjugates) التي تمزج بين الأجسام المضادة والأدوية الكيميائية القاتلة للخلايا السرطانية، لتعمل بدقة متناهية على الخلايا المصابة فقط دون التأثير في الأنسجة السليمة. ومن بين أبرز هذه الأدوية في التجارب السريرية: Ifinatamab deruxtecan الذي أظهر نتائج مشجعة في علاج سرطانات الرئة والبروستاتا المقاومة للعلاج التقليدي.
ثالثًا: لقاحات السرطان القائمة على تقنية mRNA
بعد النجاح الذي حققته لقاحات كوفيد-19، تم تطبيق تقنية الحمض النووي الريبي (mRNA) في تصميم لقاحات شخصية للسرطان. هذه اللقاحات تُبرمج جهاز المناعة لاستهداف طفرات محددة في ورم كل مريض. التجارب الجارية في الولايات المتحدة وأوروبا أظهرت استجابات مناعية قوية ضد أورام البنكرياس والرئة، مع مؤشرات على تقليل خطر عودة المرض بعد العلاج.
رابعًا: العلاج بالموجات فوق الصوتية المركّزة (Histotripsy)
تُعد تقنية Histotripsy من أكثر الابتكارات الواعدة في مجال العلاج غير الجراحي. إذ تستخدم موجات فوق صوتية عالية التركيز لتفتيت الخلايا السرطانية من دون إحداث أضرار حرارية أو جراحية كبيرة. بدأ استخدام هذه التقنية فعليًا في أوروبا لعلاج أورام الكبد، ويتوقع أن تمتد قريبًا إلى أورام الكلى والبروستاتا.
خامسًا: دور الذكاء الاصطناعي والطب الدقيق
يُعد الذكاء الاصطناعي أداة ثورية في مجال الأورام. فهو يساعد الأطباء على تحليل البيانات الوراثية والبروتينية والسريرية لتحديد أفضل خطة علاجية لكل مريض. في عام 2025، أصبحت أنظمة الذكاء الاصطناعي قادرة على التنبؤ بمدى استجابة الورم للعلاج الكيميائي أو المناعي بدقة تتجاوز 80٪، مما يقلل من الوقت والتكاليف ويجنب المرضى الآثار الجانبية غير الضرورية.
سادسًا: مستجدات على المستوى المغربي والإقليمي
على الصعيد الإقليمي، خطا المغرب خطوات مهمة في تحسين الوصول إلى أدوية السرطان المبتكرة. فقد أعلنت وزارة الصحة عن تخفيض أسعار أكثر من 100 دواء، من بينها أدوية لعلاج سرطانات الثدي والرئة والبنكرياس. كما ارتفع عدد الأدوية المضادة للسرطان المعتمدة رسميًا في البلاد إلى نحو 39 دواء مبتكرًا حتى عام 2024، مما يعكس التزامًا واضحًا بتعزيز العدالة العلاجية ودعم المرضى.
سابعًا: مستقبل العلاج – نحو الشفاء التام
تتجه الأبحاث الحديثة نحو الجمع بين أكثر من نوع علاج في وقت واحد، مثل الدمج بين العلاج المناعي والموجّه أو بين العلاج الكيميائي واللقاح الجيني، بهدف القضاء الكامل على الخلايا السرطانية ومنعها من العودة. كما يجري العمل على تطوير علاجات بالخلايا الجذعية لإصلاح الأنسجة المتضررة بعد الجراحة أو العلاج الكيميائي.
المراجع العلمية:
1. The Guardian, Immunotherapy trial helps cancer patients live 40% longer, 2025.
2. Reuters, FDA approves subcutaneous Keytruda, 2025.
3. The Times, NHS cancer ultrasound treatment (Histotripsy), 2025.
4. PubMed, Access to innovative anticancer drugs in Morocco, 2024.
5. OnedayMD, Immunotherapy and personalised cancer care, 2025.
