
فحص البروستات وتدليكها
يُعد فحص غدة البروستات من قبل الطبيب بتحسس حدودها وملمسها خلال الفحص الطبي العام إجراء متعارف عليها ومنتظم.
ويسمى الفحص الجَسّ (الفحص باللمس) Palpation، ولا يوجد ما يمنع إجراء هذا الفحص من قبل صديق أو فرد من أفراد العائلة للحصول على دليل عن درجة القساوة والتضخم وأي تحسن لاحق في الغدة. ويشمل فحص و/ أو تدليك ا لبروستات إدخال إصبع اليد بلطف بعد تغليفه واليد بقفَّاز طبي إلى داخل منطقة الشرج بطريقة دقيقة. وهذا يدعو بوضوح إلى نوع من الثقة والاحترام المتبادلين بين الفاحص والمفحوص.
البروستات الطبيعية:
يكون حجم البروستات الطبيعية بحجم حبة الجوز وبفَصّين اثنين (كما في الجوزة غير المنكسرة) مع حَزّ وسطي. لذلك عند اللمس يجب الشعور بطول يصل إلى إنش ونصف الإنش (ما يعادل 3 سنتمترات تقريباً) مع حَزّ غير عميق في خط الوسط.
ويُقارن التماسك الصحيح لغدة البروستات بما يمكن لمسه عند صنع قبضة باليد الواحدة وملامسة النسيج العضلي الواقع بين قاعدة الباهم وقاعدة السبابة (الإصبع الأول). وهذا الموقع عضلي وليس قاسياً كما أنه ليس طرياً وليناً.
فحص البروستات يدوياً:
من الأفضل للشخص المطلوب فحصه أن يُفرِّغ مثانته وأمعاءه قبل بدء الفحص (ورغم ذلك تبقى إمكانية حصول رغبة ملحة بالتبول خلال الفحص). بعدها يجب أن يركع هذا الشخص على الأرض أمام سرير منخفض بحيث يُسنِد صدره وبطنه إلى السرير بشكل مريح وباسترخاء.
وهناك وضع بديل يتمثل بأن يستلقي المفحوص على السرير مواجهاً طرفه ويطوي ركبتيه باتجاه صدره، وعندها يقف الفاحص أمام الشخص وينحني باتجاه حوضه حتى يتمكن من إجراء الفحص.
يجب أن يرتدي الشخص الفاحص قُفَّازات طبية مثل قفازات الجراح التي يمكن الحصول عليها في منعظم الصيدليات، وتزييت إصبع السبابة – أي الإصبع الفاحص – بمادة جيلاتينية معقَّمة أو بالفازلين. ولا يجب أبداً تزييت الإصبع بمادة طبية أو معطًّرة.
كذلك يجب التأكد من قص ظفر الإصبع الفاحص جيداً لتجنب إمكانية ا لخدش أو الإزعاج غير الضروري.
بعدها يقوم الفاحص بضغط الإصبع الفاحص بلطف في شرج المفحوص (باب البدن). وفي البداية لا يجب بذل جهد للنفاذ إلى داخل الشرج والمستقيم بل ومع استرخاء العضلات الخارجية للشرج يُدْخِل الفاحص إصبعه بلفط ولكن بثبات وحزم حتى الحدود التي يمكنه الوصول إليها.
وفي حال الشعور بأي مقاومة لدى إدخال الإصبع في الشرج، لا يجب استعمال القوة بل انتظار استرخاء العضلات من تلقاء ذاتها.
وعند نفاذ الإصبع الفاحص إلى الشرج والمستقيم، يجب على الفاحص ضغط الإصبع إلى الأسفل قليلاً من أسفل الرأس أي رأس الإصبع حتى يمكن تحسس الكتلة التي هي بحجم الجوزة أي البروستات أو غدة البروستات.
إذا لم يبدُ طول الغدة زائداً أي ليس أكثر من 3 سنتمترات عندها من المحتمل ألا تكون البروستات متضخمة أو أن تكون متضخمة قليلاً فقط. وفي بعض الحالات يمكن أن تصل البروستات إلى حجم البرتقالة. ويجب أن يكون ملمس البروستات ناعماً ومتيناً بالنسبة لإصبع الفحص وليس طرياً وليناً أو قاسياً عُقَيْدياً (فيه عقد صغيرة).
ويجب أن يكون الفاحص قادراً على اكتشاف الحَزّ الوسطي، وإذا أعطت البروستات شعوراً بالانتفاخ (أي مع انتفاخات وعُقد) والقساوة عندها لا بد من طلب نصيحة الطبيب.
تدليل البروستات
خلال تموضع الشخص في وضع الفحص من الممكن تدليك الغدة قليلاً بواسطة طرقها أو ضربها بلطف وثبات كما لو كانت تُحْلب من محتوياتها. ويجب على الفاحص أن يستعمل سلسلة من الضربات البطيئة والثابتة بدءاً من أبعد طرف للغدة باتجاه المستقيم (بسحب الإصبع باتجاه الفاحص).
خلال التدليك يجب أن يتلقى فصَّا الغدة والحزّ القائم بينهما وكذلك مساحة اتصال أو التصاق الفصّين بالنسيج المحيط عدة ضربات ضغط ثابتة وبطيئة الحركة من " وسادة" الإصبع المِجَسّ (الجزء الطري منه) ولا يجب أن يستغرق هذا التدليك أكثر من دقيقة واحدة. ويمكن لتدليك كهذا أن يساعد كثيراً في إعادة البروستات المحتقنة إلى وضعنا الطبيعي خاصة إذا ما أرفق التدليك بوسائل غذائية ووسائل أخرى.
خلال التدليك قد تحصل رغبة بالتبول وقد تصبح ملحة بحيث لا يقدر المفحوص على ضبطها. لذلك يجب اتخاذ الحيطة المناسبة قبل بدء التدليك مثل وضع ما يمكن أن يمتص البول تحت الشخص المفحوص.
وإذا أشار جَسّ البروستات إلى وجود عُقَد أو إنتفاخات عندها لا يجب تدليكها، كذلك لا يجب تدليلك البروستات إذا كانت طرية جداً ومائعة. ويُمارَس التدليك فقط إذا كانت الغدة متينة وغيرر منتفخة بل متضخمة أكثر من حجم الجوزة.
يمكن ممارسة تدليلك البروستات مرة أو مرتين في الأسبوع في مرحلة العلاج ويُمارَس الفحص مرة واحدة كل أسبوعين لتقييم مدى التحسن الذي يصبح ملحوظاً مع عودة الغدة ببطء إلى حجمها الطبيعي.