
وجع بيتزرع من بدري
الحروب النفسية في سن المراهقة
المراهقة مرحلة حساسة جدًا في حياة أي إنسان، مرحلة فيها الطفل بيتحوّل لإنسان شبه بالغ، جسمه بيتغير، عقله بيتوسع، ومشاعره بتتقلب من لحظة للتانية. المجتمع غالبًا بيشوف المراهق على إنه "متمرد" أو "عايز يلفت النظر"، لكن اللي ناس كتير ما تعرفوش إن المراهق ممكن يبقى جوه معركة نفسية حقيقية، معركة ساكتة محدش شايفها.
الأهل ساعات يستخفوا بالمشاعر دي ويقولوا: "عيال وهتكبر"، لكن الحقيقة إن الإهمال في السن ده ممكن يزرع أمراض نفسية تفضل مع الشخص طول عمره. تعالوا نتكلم ببساطة عن أشهر المشاكل النفسية اللي بتواجه المراهقين، وليه بتحصل، وازاي نقدر نساعدهم.
القلق المستمر: قلوب بتجري أسرع من الواقع
القلق مش بس عند الكبار، المراهق ممكن يبقى عايش طول الوقت في حالة خوف وتوتر. الضغوط الدراسية، المقارنات اللي الأهل بيعملوها بينه وبين صحابه أو قرايبه، الخوف من المستقبل.. كلها بتخلي المراهق مش قادر ينام، أو يدوّخ فجأة من غير سبب.
مثال: بنت في 16 سنة كانت كل ما يدخل عليها امتحان، تجيلها نوبة هلع: دقات قلب سريعة، عرق شديد، وإحساس إنها هتفقد الوعي. أهلها كانوا فاكرينها "بتمثل"، لكن اتضح إنها عندها اضطراب قلق حقيقي محتاج علاج.
الاكتئاب: الحزن اللي ملوش ملامح
كتير من الأهالي لو لقوا ابنهم أو بنتهم قاعدين في أوضتهم ساكتين، يقولوا: "عندهم مراهقة"، لكن ساعات ده بيكون اكتئاب. الاكتئاب في السن ده مش دايمًا يبقى دموع، ممكن يبقى عزلة، نوم طويل، فقدان اهتمام بالحياة.
في ولد جارنا، بعد ما انفصل والده عن أمه، بدأ يقضي معظم وقته نايم وما بقاش يحب يخرج مع أصحابه. في الأول افتكروا إنه "بيعمل دراما"، لكن بعد فترة اتشخص باكتئاب متوسط وكان محتاج جلسات علاج نفسي.
اضطرابات الأكل: حرب مع المراية
ضغط السوشيال ميديا وصور "الجسم المثالي" بيخلي المراهقين – خصوصًا البنات – يدخلوا في دوامة كره لجسمهم. واحدة ممكن تمتنع عن الأكل خالص علشان تخس بسرعة (Anorexia)، والتانية ممكن تاكل بشراهة وبعدين تحاول ترجع الأكل (Bulimia). الاتنين خطيرين جدًا وبيأثروا على الصحة الجسدية والنفسية.
تخيلي بنت في 15 سنة قررت تعيش على تفاحة وزجاجة مياه بس في اليوم، لمجرد إنها عايزة تبقى شبه موديل شافتها على إنستجرام!
الإدمان السلوكي: الهروب للشاشة
مش لازم الإدمان يبقى مخدرات. فيه مراهقين بيدمنوا ألعاب أونلاين أو سوشيال ميديا. يقعدوا بالساعات في عالم افتراضي بعيد عن الواقع. ده بيخليهم معزولين، علاقاتهم الاجتماعية بتضعف، ومستواهم الدراسي ينهار.
فيه ولد كنت أعرفه بيقعد 12 ساعة قدام الكمبيوتر، مش بيذاكر ولا بينام كويس، لحد ما صحته النفسية والجسدية انهارت.
مشاكل الثقة بالنفس: كلمات بتكسر من غير ما نحس
المراهق اللي طول الوقت بيسمع "إنت مش نافع" أو "شوف غيرك أشطر"، بيترسخ جواه صوت داخلي بيقول له إنه قليل. ده يخليه يكبر وهو متردد، خايف، أو أوقات متمرد زيادة عن اللزوم علشان يثبت إنه قوي.
الكلام الجارح اللي بيتقال في لحظة غضب ممكن يفضل محفور في عقل المراهق سنين طويلة.
طيب إزاي نساعد المراهقين؟
نسمعهم كويس: المراهق محتاج يحس إن في حد مهتم بكلامه من غير ما يحكم عليه.
نتجنب السخرية أو التقليل: كلمة "إنت بتبالغ" أو "دي حاجات تفاهة" ممكن تكسرهم أكتر.
نوفر لهم بيئة آمنة: البيت لازم يكون مساحة مريحة بعيد عن الخناقات المستمرة.
نطلب مساعدة مختص: لو ظهرت علامات قوية زي عزلة مبالغ فيها، أفكار سوداوية، أو اضطراب أكل، لازم نستعين بطبيب نفسي أو معالج.
الخلاصة
المراهق مش طفل بيتدلع ولا شخص كبير كامل النضج، هو في مرحلة وسط حساسة جدًا. أي كلمة أو موقف ممكن يسيب جرح نفسي مش باين دلوقتي لكن بيظهر بعدين. لو احتوينا المراهق وفهمنا أزماته، هنساعده يبقى شخص سوي قادر يواجه الدنيا. أما لو تجاهلنا مشاعره، هنلاقيه بيخوض حرب نفسية صامتة محدش سامع صرخاتها.