العناية بالنفس للأم: سر البيت الهادئ

العناية بالنفس للأم: سر البيت الهادئ

0 reviews

هل شعرتِ يوماً أنكِ نسيتِ نفسك وسط مسؤوليات الأمومة؟أطفال يحتاجون رعايتك، بيت ينتظر تنظيمك، وزوج يتطلّب اهتمامك… وفي النهاية تجدين نفسك آخر القائمة. كثير من الأمهات يعتقدن أن التضحية بأنفسهن هي الطريق الأمثل للعطاء، لكن الحقيقة مختلفة تماماً: الأم التي تُهمل نفسها لا تستطيع أن تمنح من تحبهم الراحة ولا الحب الكامل.

العناية بالنفس للأم ليست رفاهية، بل ضرورة أساسية تجعلها أكثر قدرة على العطاء، وأعمق في حبها وحنانها.

 

هل العناية بالنفس للأم أنانية؟

كثيراً ما تُتهم الأم التي تخصص وقتاً لنفسها بالأنانية أو الهروب من واجباتها. لكن العكس هو الصحيح: العناية بالنفس وقود يجعلها أكثر قدرة على العطاء؛ فالأم المرتاحة نفسياً وجسدياً تستطيع أن تحتوي أبناءها بصبر ودفء، بينما الأم المستنزفة تُرهق من حولها دون قصد؛ لذا تذكري دائماً: عنايتك بنفسك هي عنايتك بأسرتك أيضاً.

أتذكر يوماً حين كنت مرهقة جداً، ولم أجد وقتاً حتى لأشرب كوب شاي… حينها أدركت أن تجاهلي لنفسي جعلني أكثر توتراً مع أطفالي.

ومع أن الأمهات يدركن أهمية هذه الحقيقة، إلا أن الواقع أحياناً يضع أمامهن عوائق تجعل الاهتمام بالنفس صعباً.

 

عوائق تمنع الأم من العناية بنفسها وكيف تتغلب عليها

غالباً ما تشعر الأم بالذنب حين تفكر أن تمنح نفسها وقتاً، وكأنها تسرق من وقت أولادها. أحياناً يكون ضغط المهام اليومية أو غياب الدعم سبباً يجعل العناية بالنفس آخر الأولويات. لكن الحقيقة أن مواجهة هذه العوائق تبدأ بخطوات صغيرة:

  • تغيير الفكرة: تذكري أن راحتك قوة لأولادك وليست أنانية.
  • تنظيم الوقت: حتى عشر دقائق لنفسك في اليوم تصنع فرقاً.
  • طلب المساعدة: مشاركة الزوج أو أحد المقربين في بعض المسؤوليات ليست ضعفاً، بل حكمة 

 

وبعد أن تعرفنا على العوائق وكيفية التعامل معها، يبقى السؤال: كيف تبدئين فعلياً في إدخال العناية بنفسك إلى روتينك اليومي؟

 

خطوات بسيطة للعناية بالنفس للأم في حياتها اليومية

العناية بالنفس للأم لا تعني تغييرات كبيرة أو وقتاً طويلاً، بل لحظات صغيرة متفرقة تحدث فارقاً كبيراً في يومكِ. إليكِ بعض الأفكار التي قد تساعدك على البدء:

  • الاستيقاظ قبل الأطفال بربع ساعة لشرب كوب قهوة أو شاي بهدوء.

 

  • تخصيص وقت قصير لهواية محببة: قراءة، كتابة، أو حتى العناية بالنباتات.

 

  • أخذ قيلولة قصيرة تعيد النشاط للجسد.

 

  • طلب المساعدة من الزوج أو العائلة عند الحاجة.

 

  • الخروج في نزهة قصيرة، حتى لو كانت عشر دقائق في الهواء الطلق.

 

تأثير العناية بالنفس للأم علي هدوء البيت

الأم التي تمنح نفسها لحظات من الراحة تعود أكثر هدوءاً ودفئاً. أطفالها يتعلمون منها معنى التوازن، وكيفية التعامل مع الضغوط بحب وسكينة؛ فالأم السعيدة ليست أكثر قدرة على العطاء فقط، بل تزرع في بيتها طمأنينة لا تُقدّر بثمن.

 

تذكير صغير لكِ

الأمومة لا تعني أن نُرهق قلوبنا في سبيل الآخرين، بل أن نبحث عن التوازن الذي يجعلنا أكثر عطاءً وسعادة. تذكري دائمًا أن العناية بنفسك هي بداية السعادة لبيتك، وأن الأم السعيدة تزرع السعادة في قلوب أسرتها، تماماً كما تحتاج الوردة إلى قطرة ماء وأشعة شمس لتزهر وتمنح المكان جمالاً، تحتاج الأم إلى لحظات عناية بنفسها لتفيض بالحنان والدفء على بيتها. فالعناية بالنفس ليست ترفاً، بل سرّ البيت الهادئ؛ لذا ابدئي بخطوة صغيرة اليوم، ولاتنتظري الظروف المثالية.

 

وأنتِ يا عزيزتي القارئة، كيف تمنحين نفسك لحظات من العناية وسط مسؤولياتك اليومية؟ شاركيني تجربتك في التعليقات، فقد تكون فكرتك البسيطة بداية لعادة جميلة في حياة أم أخرى، وجربي اليوم خطوة واحدة فقط من هذه الخطوات، وراقبي أثرها على نفسك وبيتك.



📌قد يهمك ايضاً:

⬅️ رسالة إلي أم جديدة: اتركي الكمال جانباً، كوني حقيقية

⬅️ الصحة النفسية وسط الضغوط اليومية: كيف تحافظين علي هدوئك وسلامك الداخلي

⬅️ أول سنة أمومة: خمسة أشياء لم يخبرني بها أحد

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

4

followings

4

followings

1

similar articles