كيف تتعامل مع نفسك بعد نوبة بكاء طويلة؟
كيف تتعامل مع نفسك بعد نوبة بكاء طويلة؟
في لحظات الألم أو الحزن الشديد، قد يجد الإنسان نفسه غارقًا في نوبة بكاء طويلة، ورغم أن البكاء يُعد وسيلة طبيعية للتنفيس عن المشاعر، إلا أن ما يلي تلك النوبة من إرهاق نفسي وجسدي قد يكون صعبًا، في هذا المقال نستعرض كيف تتعامل مع نفسك بعد نوبة بكاء طويلة؟ مع نصائح من خبراء الصحة النفسية تساعدك على استعادة توازنك الداخلي.
ما الذي يحدث لجسمك ونفسيتك بعد نوبة بكاء؟
نوبه البكاء ليست مجرد دموع، بل عملية بيولوجية عاطفية معقدة، خلال البكاء يفرز الجسم هرمونات تُخفف التوتر مثل: الأوكسيتوسين أو الإندورفينات لكن بعد انتهاء النوبة، قد تشعر بـ:
- تعب جسدي بسبب توتر العضلات وارتفاع ضغط الدم المؤقت.
- صداع أو دوخة نتيجة فقدان السوائل.
- حالة حزن أو فراغ عاطفي لأن الجسم انتقل فجأة من الانفعال إلى الهدوء.
لذلك من المهم أن تعرف كيف تتعامل مع نفسك بعد نوبة بكاء طويلة؟ بطريقة صحيحة عن طريق:
- السماح بالتعافي: وهو أن تعطي الفرصة لنفسك أن تشعر بالحزن وتقول لنفسك كيف ابكي فالبكاء جزء طبيعي من الحزن.
- الإسترخاء: وهو ممارسة تمرينات التنفس العميق للتقليل من حدة التوتر وتهدئة الأعصاب.
- تغيير المكان: غادر المكان وغير وضعية جلوسك فبمجرد تغيير المكان تشعر بتحسن أكبر.
- شرب الماء: يساعد شرب الماء على التخفيف من جفاف الفم خاصة اثناء البكاء.
- غسيل الوجه بالماء البارد: الماء البارد يُحفّز الدورة الدموية، ويُساعد على تهدئة العينين المنتفختين بعد البكاء، كما يمنحك إحساسًا بالانتعاش وبدء صفحة جديدة.
الكثير من الاشخاص يتساءلون كيف أتخلص من نوبة البكاء؟
- بعد نوبة البكاء، تجنّب اللوم أو القسوة على الذات، قل لنفسك كلمات تشجيعية مثل "مررت بوقت صعب، لكني ما زلت قويًّا"هذه الجمل الصغيرة تزرع فيك الدعم الداخلي الذي تحتاجه.
- تقبل مشاعرك: لا تتجاهل مشاعرك وعبر عن كل ما تشعر به في مذكرات شخصية أو حتى تسجيل صوتي لتفريغ مشاعرك السلبية.
- قم بنشاط بسيط ومريح: بعد فترة الحزن مارس نشاطًا يساعدك على الهدوء النفسي مثل الصلاة أو المشي في الهواء أو قراءة الكتب.
- تعلم من الماضي: وهو أن تخرج بحكمه أو درس تعلمته من هذه التجربة التي مررت بها.
أسباب سرعة التأثر والبكاء
هناك العديد من الأسباب والعوامل التي تجعل الفتاة سريعة البكاء ومنها عوامل نفسية كالاكتئاب والقلق والتوتر، وعوامل أخرى فسيولوجية مثل التغيرات الهرمونية والوراثية، وقد يكون ما يرد على أذهان الكثير من الناس وهو كيف ابكي بسرعة ما هو إلا استجابة لمشاعر مختلطة أو مؤشر لاضطرابات عصبية يعيشها الانسان دون ان يعلم كيفية البكاء، ولماذا يبكي ومن تلك الأسباب:
- الإجهاد والقلق: والضغوطات الحياتية الزائدة الذي تؤثر سلبًا على مشاعر الفرد تجعله أكثر عرضة للبكاء.
- الصدمات العاطفية: وهي مرور الفرد بتجارب مؤلمة وتدفعه للبكاء عند تذكرها وتزيد من فرص الحزن.
- المشاعر المختلطة: فأحيانًا قد ينتاب الفرد مشاعر حزن وفرح وألم في نفس الوقت مما يدفعه للبكاء.
- الحساسية العالية: الأفراد الذين لديهم حساسية عالية وتعرضوا لمواقف سلبية قد يكونوا أكثر سرعة في البكاء من ذويهم.
- أمراض معينة: وقد يكون سرعة البكاء بسبب أمراض عصبية مثل السكتة الدماغية والتصلب المتعدد.
- التعب والإرهاق: وعدم أخذ القسط الكافي من النوم والشعور بالإرهاق العام، والذي يؤثر سلبًا على الحالة المزاجية للفرد يمكن أن يكون سبب في سرعة البكاء.
- التغيرات الهرمونية: والتي تزيد من فرصة الحساسية العاطفية وتؤثر على الحالة المزاجية مثل الحمل والدورة الشهرية أو إنقطاع الطمث.
علاج البكاء بدون سبب في علم النفس
يعتبر علم النفس أن البكاء بدون سبب هو خلل في المشاعر النفسية والعاطفية مما يحتاج إلى استشارة أخصائي نفسي لتحديد السبب ووضع خطة علاجية أو التحدث مع شخص موثوق فيه .
ومن أهم خطوات العلاج وكيف أتخلص من نوبة البكاء؟ قبول المشاعر وتحديد الضغوط أو الأفكار المسببة لهذه المشاعر السلبية وتحليل السبب ممارسة أنشطة ممتعة والتواصل مع الآخرين وممارسة تقنيات الاسترخاء حيث:
- تقبل المشاعر: إذا كنت تشعر بألم أو حزن وتريد البكاء فافعل ذلك فورًا ربما هذا تنفيس عن مشاعر سلبية بداخلك وتشعر بعدها بالراحة.
- ممارسة تقنيات الإسترخاء: ساعد نفسك بممارسة بعض أنشطة الإسترخاء والتأمل والمشي وممارسة الرياضة.
- تحليل السبب: حاول أن تفهم سبب حالة الحزن والبكاء التي تنتابك، وحاول التنفيس عنها التحدث مع شخص موثوق فيه أو الكتابة.
- التواصل مع الآخرين: تواصل مع أصدقائك أوأقاربك أو أي شخص تثق فيه ليقدم لك النصيحة المناسبة تخفيف الضغط النفسي الذي تعيشه ويشاركه مشاعرك النفسية والعاطفية.
- ممارسه الأنشطة الممتعة: والتي تفرغ فيها من طاقتك السلبية كالكتابة والرسم والقراءة أو قضاء وقت مع الطبيعة.
سبب البكاء بدون دموع
هل تعلم أن هناك بكاء بدون دموع وقد يرجع ذلك إلى عدة أسباب:
- مشكلات طبية: مثل جفاف العين أو الإنسداد في قنوات الدمع وذلك لعدم إنتاج العين كمية كافية من الدموع.
- مشكلات نفسية: مثل كبت المشاعر وفيها يحاول العقل الدفاع عن نفسه من الألم الشديد مما يمنع ظهور الدموع.
- الإرهاق النفسي والجسدي: فالضغط النفسي الشديد وقلة النوم يؤثران بشكل مباشر على المشاعر والإنفعالات التي تصدر من الشخص فتظهر بشكل مباشر كبكاء دون دموع.
- أسباب عضوية: ومن أشهرها خلل الجهاز العصبي الودي والذي يتحكم في الأمور الغير إرادية في الجسم.
ماذا يفعل الله عند بكاء العبد حزنا؟
الرحمة والإستجابة: الله سبحانه وتعالى يرحم العبد عند بكائه ويستجيب لدعائه، ويثيبه على هذا الصبر فقد تكون هذه الدموع سبب في تطهيره من الذنوب.
الفرج بعد الضيق: الله سبحانه وتعالى يبتلي المؤمن ليختبر صبره وإيمانه، فالله يحب الصابرين ويجزيهم بصبرهم هذا في الدنيا والاخره.
التبليغ عن الشدة: إذا كان البكاء بسبب ظلم وقع على العبد فالله سبحانه وتعالى يتدخل لرفع هذا الظلم عن عبده.
مضاعفة الأجر: البكاء في الدنيا بسبب حزن أو مصائب في الدنيا أو خوف من الله فالله سبحانه يضاعف أجر هذا العبد.
ماذا يحدث اذا بكيت ونمت؟
يؤدي البكاء قبل النوم إلى :
- - ارتفاع ضغط الدم أو نزيف في المخ أو ارتفاع ضربات القلب.
- - حدوث نوبات قلبية وبرودة في الأطراف.
- - شعور بالتوتر والصداع بسبب شد عضلات الرقبة أو الرأس أو الجيوب الأنفية.
أما إذا بكيت أثناء النوم فقد يسبب ذلك الكوابيس واضطرابات نفسية ومزاجية ومشاكل صحية أخرى.
خاتمة
في ختام هذا المقال، ينبغي أن ندرك أنّ البكاء ليس ضعفًا، بل هو استجابة إنسانية طبيعية تعبّر عن عمق المشاعر، وصدق الإحساس، وما بعد البكاء هو اللحظة التي تحتاج فيها إلى أن تحتضن نفسك بالرحمة والهدوء، لا باللوم أو العتاب، تعامل مع ذاتك بلطف، وامنحها الوقت لتستعيد توازنها النفسي والعاطفي، فكل دمعة تسقط تحمل في طيّاتها راحةً خفية، وتفتح طريقًا جديدًا نحو النضج والقوة الداخلية.
تذكّر دائمًا أنّ الراحة بعد الألم حق، وأنّ الشفاء يبدأ من قبولك لنفسك كما هي، ومن البكاء تنبت بدايات جديدة أكثر صفاءً وثباتًا.
