الكذب عند الأطفال ( الأسباب والعلاج ) :
الكذب عند الأطفال ( الأسباب والعلاج ) :
مُقدمة :
يُعتبر الكَذب عند الأطفال من أسوأ السلوكيات التي قد يتَّبعها وينهجها الطفل، وتتسبب في قلق وضيق وتوتر للأبوين. وخاصة عندما يظهر في سن مبكرة. حيث أن هذا السلوك ليس له ضرر على الطفل فقط بل على من حوله أيضاً، حيث يُشكل خطورة في بناء شخصية الطفل المتكامل السليم والصحيح. وهذا الكذب في الغالب لا يكون عادة أو نهج مٌتبع باستمرار. بل يقوم الطفل به خوفاً من العقاب والتعنيف واللوم، أو للتهرب من شيء ما. ومن المحتمل أن يظل هذا الكذب حتى يكبر الطفل ليصبح عادة إذا لم يتم التعامل معه بشكل تربوي صحيح، وهذا الأمر يستدعي الانتباه من قبل الآباء لسرعة علاج المُشكلة مُنذ البداية.
أسباب الكذب عند الأطفال :
أولًا : الخوف من العقاب.
يُعد من أكثر الأسباب شيوعًا. عندما يشعر الطفل أن الصدق سيقوده إلى اللوم والتوبيخ شديد أو عقوبة قاسية، وفي هذه الحالة، لا يكون الهدف الخداع بقدر ما هو التجنب والابتعاد عن الألم النفسي.
ثانيًا: الرغبة في لفت الانتباه.
قد يلجأ بعض الأطفال للكذب ليحصلوا على اهتمام الأهل والأقارب أو المعلمين، خاصة إذا شعروا بالإهمال أو المقارنة المستمرة بغيرهم من الأخوة والأقارب وزملاء الدراسة.
ثالثًا : الخيال الواسع.
وذلك يظهر لدى الأطفال في سن ما قبل المدرسة. حيث قد لا يميّز الطفل بشكل واضح بين الواقع والخيال، فيسرد أحداثًا غير حقيقية دون قصد الكذب.
رابعًا : تقليد الكبار.
عندما يلاحظ الطفل والديه أو من حوله يكذبون في مواقف يومية بسيطة، يتعلم أن الكذب سلوك مقبول عند الحاجة، فيقوم بالتقليد.
خامسًا : ضعف الثقة بالنفس.
بعض الأطفال يكذبون للإحساس بالنقص وليظهروا بصورة أفضل أمام الآخرين، فيدّعون النجاح أو الشجاعة أو امتلاك أشياء لا يملكونها.
أنـــــواع الكــــــذب :
هل هناك أنواع للكذب عند الاطفال؟
تختلف أسباب الكذب عند الأطفال من طفل لآخر، وبناءً على ذلك يمكن تصنيف الكذب لدى الأطفال إلى عدة أنواع كما يلي:
- - تقليد الآخرين : إذ يبدأ الطفل بتقليد أبويه، بالرغم من عدم تعمدهما الكذب.
- - الكذب من أجل الآخرين : وهو محاولة الكذب لتغطية أو حماية شخص آخر.
- - الكذب الخيالي : لجذب انتباه الآخرين إليه.
- - الكذب من أجل استعطاف الآخرين والحصول على شيء ما.
- - الكذب للخوف من بعض العواقب مثل: التوبيخ أو العتاب واللوم.
- - الكذب الاجتماعي : وهو محاولة الهروب من أمر ما بادعاء الانشغال أو المرض.
- - الكذب المرضي: ويحدث ذلك لبعض الأطفال نتيجة سوء المعاملة مثلاً من شخص ما، الأمر الذي يجعلهم يغيرون الحقائق دون تعمد الكذب.
أخطر أنواع الكذب هو :
- - الرغبة في إلحاق الضرر بالآخرين : إذ يصبح الطفل عدوانياً.
- - الأنانية وحماية النفس على حساب الغير: حيث يصبح الطفل مستعداً لإقتلاع ما ليس حقه بأي وسيلة، ويصبح الكذب عادة لديه.
حلول تربوية فعّالة :
- خلق بيئة آمنة للصدق :على الأهل أن يُشعروا الطفل بأن قول الحقيقة وأن الصدق يُنجي ، حتى لو كانت مزعجًا.
- القــــــــدوة الحسنــــــة: يجب على الكبار الالتزام بالصدق في أقوالهم وأفعالهم، لأن الطفل يتعلم بالسلوك أكثر من الكلام.
- التمييز بين الكذب المتعمد والخيال: عدم اتهام الطفل بالكذب في كل مرة يروي فيها قصة غير واقعية، بل توجيهه وتقويمه برفق وبلطف لتفهم الفرق بين الحقيقة والخيال.
- تعزيز الثقة بالنفس : من خلال التشجيع، وعدم المقارنات، وإظهار جهود الطفل مهما كانت بسيطة، وأخذ رأيه وإشعاره بقيمته مما يقلل حاجته للكذب لإثبات ذاته.
- الحوار الهادئ : مناقشة الطفل بهدوء حول سبب كذبه تساعد على فهم الدافع الحقيقي ومعالجته من جذوره بدلاً من إشعار الطفل بوقوفه في موقف محاكمة.
خاتمة
الكذب عند الأطفال ليس دائمًا علامة على سوء الأخلاق، بل غالبًا ما يكون رسالة غير مباشرة عن خوف أو احتياج أو اضطراب داخلي. التعامل الواعي والمتوازن مع هذا السلوك يساعد في تربية طفل صادق، واثق بنفسه، وقادر على تحمّل المسؤولية في المستقبل.
