دايت الكيتو ( Keto Diet)

دايت الكيتو ( Keto Diet)

0 reviews

تعد السمنة أحد أهم المشكلات التى تواجه البشر منذ الأزل ،حيث أنه خسارة الوزن واحد من أصعب التحديات التي يصعب التغلب عليها .

 

فزيادة الوزن أمر غير محبوب على الاطلاق حيث أن المجتمع عادة يربط بين مظهر الشخص وانجازاته حيث يظن البعض أن أغلب الناجحين يتميزون بالرشاقة و الجسم المثالي. بينما ينظر البعض إلى الشخص البدين على أنه قليل الذكاء ،كسول و غير مؤهل للعمل ،لهذا أغلب المناصب تكون مشغولة بمن هم ذوو جسد رشيق و متناسق و ليس من هم بدينون و ذوو الحركة البطيئة 

 

لهذا فإن الأشخاص الذين يعانون من السمنة يكونون دائما فى صراع داخلى مع نفسه و مع المجتمع و بالفعل قد يحاول أن يخسر وزنه أكثر من مرة ولكنه يفشل 

 

و لكن ما هى المشكلة الأساسية التي تواجه اى شخص يحاول أن يخسر وزنه والتي تمنعه عن النجاح في هذه المشكلة ؟

 

السبب الأساسي الذى يمنع اى شخص من خسارة الوزن هو الحِرمان ، حيث أنه لا يستطيع الفرد أن يحرم نفسه و يتحمل بعده عن الطعام اللذيذ الذى يعشقه ، بل إنه لا احد يتحمل الجوع الذى يسببه الحرمان عن الطعام و الذى يجعله يفقد صوابه و لا يهتم بأى مظهر ، انا فقط أريد أن آكل

 

فى عام 1921 كان هناك طبيب أمريكى يدعى Russel Wilder  و الذى كان مختصا بمرض السكرى و يقوم بأبحاثه و طرق علاجاته ، ثم فجأة خطرت فكرة رائعة فى ذهن دكتور Wilder و هى هل يمكن أن يخسر الإنسان وزنه دون أن يشعر بالجوع ؟

 

هرمون الأنسولين هو الهرمون الوحيد الذى يؤدى إلى زيادة في الوزن ،حيث أنه الهرمون الوحيد الذى يعمل على تخزين و بناء النسيج الدهني فى الجسم و لإنه ليس له بديل فى هذه الوظيفة فإن هذا يفسر خسارة الوزن عند مرضى السكر بسبب غياب الانسولين

 

المحفز الأساسى لإفراز هرمون الأنسولين هو جلوكوز الدم ، ففى حالة ارتفاع نسبة جلوكوز الدم بعد تناول الوجبات فإنه يفرز الانسولين بسرعة كى يعمل على تقليل نسبة جلوكوز الدم عن طريق تخزينه فى النسيج الدهني للجسم 

 

و لكن فى حالة غياب الجلوكوز فإنه لا يفرز هرمون الأنسولين و بالتالى لا يتكون دهون فى جسم الانسان مما يؤدى إلى خسارة الوزن و هذه هى الفكرة الرائعة التى خطرت في بال دكتور Wilder

 

فى عشرينيات القرن الماضى عندما سمع العالم عن نظام غذائي يجعلك أن تفقد الوزن على الرغم من تناول الطعام بكثرة ،اصيب البشر بالجنون و بالاخص هؤلاء أصحاب الوزن الثقيل حيث يمكن أن يفقد وزنه من دون أن يحرم من الطعام ،و هذا هو الذى جعل من هذا الطبيب عبقرى فهذا كان دليل على الفهم العميق لعلم الفسيولوجي 

 

و منذ ذلك الحين و بدأ الناس فى جميع أنحاء العالم باتباع هذا النظام الغذائى المعروف بالكيتو ( Keto) حتى أنه إلى يومنا هذا مازال البعض يستخدمون هذا النظام بهدف خسارة الوزن 

 

ما يحدث فى نظام الكيتو هو أنه يمتنع الشخص تماما تماما عن تناول جميع الكربوهيدرات و ذلك لمنع ارتفاع جلوكوز الدم و ذلك لمنع إفراز هرمون الأنسولين و لكن يمكنه تناول الطعام الدهنى و البروتينات و الخضراوات كما يشاء حيث أن تأثير هذه الأطعمة على هرمون الأنسولين ليس كبيرا مثل تأثير الكربوهيدرات 

 

و لإن المصدر الاساسى للطاقة فى الجسم هو الجلوكوز ففى غياب الجلوكوز يبدأ الجسم استخدام مصدر آخر للطاقة و هو الدهون حيث يقوم الجسم بتكسير النسيج الدهني ثم تحويله إلى جلوكوز فى الكبد ، و تكسير النسيج الدهني يؤدى إلى فقدان الوزن و هذا هو الهدف الأساسى من النظام ، و لكن ما هى أضراره ؟

 

للأسف من نواتج تكسير النسيج الدهني يخرج بعض النواتج المعروفة ب الأجسام الكيتونية ( keton bodies ) و التى تعمل كمصدر للطاقة فى الجسم فى حالة غياب الجلوكوز ، هذه الأجسام تؤدى إلى زيادة حامضية الدم فيما يعرف ب ketoacidosis ، والذى قد يؤدى إلى فقدان الوعى ( غيبوبة ) و احيانا يؤدى إلى الوفاة،  بالإضافة إلى رائحة الاسيتون التى تخرج من الفم بسبب هذه الأجسام الكيتونية 

 

جميع هذه الأضرار هى التى جعلت من نظام الكيتو على الرغم من أنه يعد فكرة رائعة فى علاج السمنة إلا أنه من أخطر الأنظمة الغذائية التي يتبعها الإنسان حيث أنه يمكن أن نعتبر أن هذا النظام يقوم فيه الشخص بخداع جسده على أنه مريض السكر حيث لا يفرز هرمون الأنسولين و بالتالى يخسر الشخص وزنه كمثله كمثل مريض السكر 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by

articles

16

followers

4

followings

1

similar articles