
بهار الأمعاء: القيمة الغذائية للكزبرة ودورها في تعزيز الهضم والصحة العامة
بهار الأمعاء: القيمة الغذائية للكزبرة ودورها في تعزيز الهضم والصحة العامة
نبات حولي، شاع استعمال ثماره الناضجة بعد جفافها لوحدها أو مع غيرها من التوابل، تستخدم أوراقه الخضراء في تحضير بعض أطباق الطعام؛ لإكسابها مذاقه ونكهته المميزين.
وثمار الكزبره تخزن بعد التجفيف، أو كمسحوق داخل عبوات محكمة القفل ويحفظ في مكان بارد.
جاء ذكر الكزبره في بردية إيبرس حوالي 1550 ق.م، وفي كتابات الإغريق كاتو وبليني.
وقد تم استخدام الكزبرة من قبل الأطباء المسلمون الأوائل في علاج بعض الأمراض.
أسماء النبات:
ورد في كتاب “ تذكرة أولي الألباب ” لداود الأنطاكي تسميات الكزبره بالزاي المعجمة، ويقال: بالسين المهملة، وهي: القرديون والتقدة والكشنيز أو التقدة البري
ماذا تعني كلمة الكزبرة ؟
بالإنجليزية هي Coriander، وهو مشتق من اليونانية أي: حشرة البق abug، Kopis، واسمها العلمي: sativun Corianderum .
الفصيلة:
الخيمية Umbelliferae.
وصف النبات:
عبارة عن عشب حولي يصل ارتفاعه إلى 70 سم، وسيقان متفرعة، وأوراقه السفلية عريضة والعلوية مجزأة، أزهاره بيضاء أو بنفسجية على شكل نورات خيمية.
شكل الثمار:
كروية لونها بني فاتح إلى أخضر، تتباين في شكل ثمارها وحجمها ونسبة الزيت الطيار فيها حسب أصنافها كالروسي والمغربي والهندي .
زراعتها:
تزرع في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، وشرق ووسط قارة أوروبا.
مكوناته الفعالة:
تمتاز الأجزاء الخضرية باحتوائها على الألياف الغذائية، والمركبات الكيمونباتية مثل: فلافونيدات ، ومضادات الأكسدة مثل: فيتامين ج وفيتامين أ على شكل كاروتين والكلوروفيل، وعنصر ي الحديد والماغنيسيوم.
وتحتوي الثمار على زيت طيار بنسبة تصل إلى 1 % ، ويستخلص بواسطة التقطير البخاري، وفيه 70 % لينالول وبينين ، وتصل نسبة الرماد (معادن) فيها 5-7 % من وزنها.
والثمار غير الناضجة لها رائحة عفنة، تنتقل إلى الزيت عند استخلاصه بطريقة التقطير البخاري، وتحدث تغيرات (تزنخ) في الزيت عند التخزين داخل عبوات وتعرضها لمدة طويلة للحرارة والضوء.
وزيت الكزبرة لا لون له، ويذوب في الغول بتركيز بنسبة 3/1، ويخزن في درجة حرارة لا تزيد عن 20 درجة مئوية بعيدا عن ضوء الشمس، وله خواص أروماتية وقاطعة لرياح البطن، وله استخدامات في صناعة بعض العطور.
في الطب القديم:
قال الفيلسوف ديسقوريدس : (إذا تضمد به مع دقيق الباقلا؛ حللت الخنازير (تضخم الغدد الليمفاوية في الرقبة)، وبذرها إذا شرب منه خرج الدود، وإذا خلط بدهن الورد ولطخ على الأورام الحارة الملتهبة الظاهرة في الجلد نفع منها).
قال الأنطاكي : (مركبة القوى، وتستعمل رطبة فتبطئ بانحدار الطعام فتوافق من به الانزلاق فتحبس القيء وتمنع اللهب والعطش والحكة والجرب والرمد والسلاق والتهيج).
وقال ابن سينا عن ثمارها : ( ينفع من الخفقان الحار، ويبطئ الهضم ، ويقوي المعدة، ويمنع القيء ).
وقال أبو القاسم الغساني : ( نافعة من هيجان المرة الصفراء، محللة للأورام الحادة، نافعة من التهاب المعدة، وإذا حمص وشرب عقل البطن).
فوائده في العلاج:
للجهاز الهضمي:
إن تناول الكزبرة على شكل الأوراق أو مسحوق ثمارها الجافة مفيدة في تخفيف المغص المعوي والتشنجات، وزيتها يذهب رياح البطن، وله خواص مسكنة للمغص.
مرض السكر:
إن تناول مسحوق ثمارها مع الطعام يقلل من شدة ارتفاع تركيز سكر الدم، واستعماله يكون على شكل منقوع، بأن تملأ ملعقة صغيرة من المسحوق وتوضع في كأس ماء ساخن، ثم تترك لمدة خمس دقائق، ثم يشرب بعد كل وجبة طعام.
خافضة للكولسترول المرتفع:
هناك دراسة قام بها فريق في جامعة كيرالا بالهند على حيوانات التجارب، ونشرت نتائجها عام 1997م وهي: فائدة تناول مسحوق ثمار الكزبرة مع الوجبات في خفض تركيز الدهون الثلاثية المرتفعة، والكولسترول المرتفع وخفض تركيز الكوليسترول السيء وزيادة تركيز الكوليسترول الجيد.
مدر لحيض المرأة:
يفيد استعمال مستخلص الثمار الجافة ، أو الزيت داخليا أو كدوش مهبلي في إدرار الطمث للمرأة ، وعند الاستعمال يحدث الإجهاض؛ لاحتواء زيتها على مركب بينين والذي يسبب تقلصات في عضلات الرحم .
المرجع:
ص ص : 119- 115
من النباتات الطبية في المدينة المنورة : العنصل - الكزبره - المر، مجلة بحوث المدينة المنورة ودراساتها، مركز بحوث ودراسات المدينة المنورة ، العدد الثاني والثلاثون، 2010م.