معانى ومفاهيم جديدة فى سورة يوسف ....... ( 1 )

معانى ومفاهيم جديدة فى سورة يوسف ....... ( 1 )

0 المراجعات

 

القرآن الكريم ليس كتاب تاريخ أو سجلا للحوادث

إنما ورد في القرآن الكريم القصص لسببين ---

الأولى  ---- إثبات معجزة القرآن

وأنه ليس من وضع الرسول محمد صلى الله عليه وسلم

الذي لم يكن لديه علم بالأحداث

التي اشتمل عليها القصص ولا بالوقائع التي تناولها

الثاني ---- أن يستخلص الناس من هذ القصص العظات والعبر

ويتعلموا منها كيف يتصرفون إزاء المواقف المماثلة

بما يحول دون تعرضهم لما تعرض له أبطال هذه القصص

على الرغم من أن الأنبياء جميعا تعرضوا لاعتداءات تصل الى حد الجريمة

ابتداء من القذف والسب مرورا بالضرب ومختلف أنواع الإيذاء

وانتهاء بالقتل أو الشروع فيه إلا أن القرآن الكريم لم يخص نبيا منهم

وكان مجنيا عليه فيهما غير يوسف عليه السلام

جريمة تآمر اخوته عليه وهو غلام صغير

جريمة تآمر امرأة العزيز حتى دخل السجن

وبداية الجريمة النكراء كما وردت في القرآن الكريم

في سورة يوسف الآيات من 21 الى 53

أنه بعد أن التقطت القافلة يوسف من الجب وحملته إلى مصر

لتبيعة فيها على أنه عبد ثم اشترى العزيز يوسف

واخذه الى دارة ليقدمه الى زوجته

واخذه الى دارة ليقدمه الى زوجته

قائلا لها (وَقَالَ ٱلَّذِى ٱشۡتَرَٮٰهُ مِن مِّصۡرَ لِٱمۡرَأَتِهِۦۤ أَڪۡرِمِى مَثۡوَٮٰهُ عَسَىٰٓ أَن يَنفَعَنَآ أَوۡ نَتَّخِذَهُ ۥ وَلَدً۬ا ) يوسف 21

وقول العزيز(عَسَىٰٓ أَن يَنفَعَنَآ ) يقصد به في أعمال البيت وما يرتبط به من شئون

( أَوۡ نَتَّخِذَهُ ۥ وَلَدً۬ا ) يذهب اغلب المفسرين الى هذا القول بأن العزيز

لم يكن له ولد ولم يأت النساء أي عقيما لا يولد له كما قيل أنه كان حصورا

وتخيل ان العزير وهو يقول ذلك (نَتَّخِذَهُ ۥ وَلَدً۬ا ) كان واقفا او جالسا

يحدث زوجته ثم التفت الى يوسف ونظر اليه مليا

وقد علت وجهه ابتسامة رقيقة تفيض بالمودة

وليس من السهل أن يصرح رجل في مكانة العزيز

بما يتمناه من اتخاذ عبد جديد لم يمض على شرائها له

الا سويعات ولدا له ولزوجته وهو الذى لم يعرف عنه شيئا

ولقد برر جمهور المفسرين هذا التصرف من جانب العزيز

بانة يرجع إلى أنه كان على درجة عالية من الفراسة

مكنته من أن يستنتج ما عليه عبدة الجديد من كرم

محتد وطيب اصل وحسن أدب وجميل طباع فضلا عن جمال الخلقة ورفيع الخلق

رجح  المفسرين أن  الإحساس الذى انتاب العزيز ان زوجته كانت  صغيرة جميلة ماكرة لعوبا وقد أراد بالإعراب عن تمنيه أن يتخذ يوسف ولدا

وأن ينبها بأسلوب لبق إلى أن يوسف في عمر ولدهما ففي يوم أن أحضره زوجها الى الدار قال لها : ( أَوۡ نَتَّخِذَهُ ۥ وَلَدً۬ا‌ۚ ) وهو ما يمكن أن نستنتج منه انها كانت في مرحلة من العمر

يجعلها تناسب أن تكون أما لغلام في الثانية عشر وإلا ما تحدث زوجها بصيغة الجمع فقال : (نَتَّخِذَهُ ۥ )

ونخلص من ذلك إلى أن يوسف عليه السلام

يوم أن اشتراه العزيز وأخذه إلى بيته كان في حوالى الثانية عشر من عمرة يوم ان اشتراه العزيز واخذه الى بيتة وان زوجته كان على مشارف الثلاثين 

لذلك فأنها المرة الأولى في حياة يوسف عليه السلام التي تقع فيها عيناه

على امرأة ترتدي ثوبا رقيقا للغاية بل كما رأى أصباغ مختلفة منها الأحمر والازرق والأبيض والوردي

تتوزع على العينين والخدود والشفاه في تناسق عجيب وانه في الباديه لا شم رائحه العطر غير البخور التي عادة ما كانوا يحرقونها داخل خيامهم

وأما هذه الذى تضمخ امرأة العزيز جسمها به من عطور فتفوح رائحتها الطيبة حيثما ذهبت فهو مما لا عهد له به

كذلك فإنه لم يكن قد خطر على بالة في يوم من الأيام أن هناك أناسا يعيشون في مثل هذا الترف في نومهم وطعامهم وشرابهم وثيابهم 

 وانه اخذ يتجول في المكان وقد علت وجهه الدهشة  ولا شك أيضا في أن الخدم الذين يعملون في القصر قد لفت نظرهم حسن وجمال

وانبهار الغلام البدوي على السواء فأخذوا يتابعونه بنظراتهم كما لو كانوا يرون مخلوقا من غير البشر

ثم لم يلبثوا لما تعاملوا معه ان ادركوا انه بشر من مستوى راق جدا حيث فاقت اخلاقه وكافة سجاياه وخصاله جمال خلقته

واعجبوا وتعجبوا بأدبه الجم وبالهدوء الذى يناسب من هم أكبر منه سنا بكثير وبراءته وإحسانه الظن بالناس وميله الى مساعدتهم والعطف عليهم  

فأحبوه وإحاطته بالرعاية والاهتمام وتبتسم امرأة العزيز  له في مودة ورقة وترنو إليه في أعجاب ودلال بينما وقف هو أمامها

وقد اتجه بنظره الى الأرض في تعبير مهذب عما يشعر به من حياء  وهي تمعن فيه النظر في دهشة يخالطها الإشفاق المشبع بالإعجاب بالغلام الجميل

 وقد تسأله في تعجب عما يجعله لا ينظر إليها فلا يجد إجابة يرد بها على سؤالها

بل يزداد اضطرابا وخجلا فلا تملك الا ان تغفر له امتناعه عن الرد وتصرفه في رقة وهي تتبعه بنظراتها المتفحصة .

قائلة ً لنفسها ً انه لا يزال صغيرا خجولا ولكنة لن يلبث أن ينضج و يبلغ الحلم وعندئذ سيتغير ويجد في النظر إليها ولو خلسة متعة كبيرة .

وبالفعل بلغ يوسف الحلم وانتقل من طور الطفولة إلى طور الشباب والرجولة فطالت قامته  واكتسب جسمه قوة وصلابة  وبرزت عضلاته وتغير صوته 

فأصبح أعمق  وأعرض  واعلى  ونما شاربة خفيفا فوق فمه  واتصل بلحيته الانيقة وازداد شعر رأسه طولا ينسدل على كتفيه

وبدأت تفكر جديا في الحصول على مكافأتها على هذا الصبر الممض

فلم يبدأ الأمر بالمراودة كما قد يغلب على الظن وإنما سبقتها فترة من الترقب قامت المرأة خلالها بملاحظة الفتى

واستطلاع موقفه منها وشعوره نحوها لتعرف ما إذا كان مهتما بها راغبا فيها أم لا ؟

خاصة وانه مجرد خادم او عبد لديها مما يجعلها تتحفظ بإبداء رغبتها فيه

وذلك على خلاف ما إذا كانت مثلة أو كان مثلها فإن كشفها عن مشاعرها نحوه لا يقلل من مكانته

او ينال من كرامتها ولكن الفتى الجميل لم يعرها من الاهتمام أكثر مما يعيره الخادم الأمين

لسيدته التي سبق لزوجها ان اعرب عن امله في ان يتخذه ولدا لهما ومع ذلك  فقد ظل الأمل

يراودها في أن تتحرك مشاعره نحوها في يوم ما فيقبل عليها معبرا عن رغبته فيها

وبذلك توفر على نفسها الحرج  ولكنه لم يفعل  واستمر يعاملها باحترام وتقدير لا يلتفت الى الانوثة الطاغية  ولا يهتم بالمفاتن المثيرة

فهو ينفذ ما تأمره به ويؤدى عمله بأمانة  ثم يأوي الى المكان المخصص له

يخلو فيه الى نفسه ليستعيد ما حدث له  ويفكر في أبيه الذي تركه دون سابق إنذار

ويحاول أن يتصور ما يمكن أن يكون قد أصابه بعد فراقه له ثم يتجه إلي الله بالصلاة والدعاء

وأما سيدته امرأة العزيز فإنها كانت تخلو إلى نفسها فتفكر فيه ماذا يفعل ؟  وفيم يفكر ؟ وفيمن يهتم ؟ وما هو شعوره نحوها ؟ وهل يحبها أم لا ؟

وما هو السبيل لمعرفة ذلك ؟

ولماذا يقتصد في حديثة معها ويتعمد دائما ان لا يرفع عينيه لتلقى نظراته بنظراتها ؟

وهل هو الحب يريد أن يخفيه عنها ؟ أم الخجل منها ؟ أم الاحترام الشديد لها ؟ والتعظيم لمكانتها ؟!

وبمضي الوقت كان حبها له يشتد واهتمامها به يتضاعف  ولكن باءت بالفشل كل محاولاتها لتقريبه إليها وجعله يشعر بما تكنه له من حب وعطف

كما باءت بالفشل محاولاتها للتقرب إليه  ورفع الكلفة بينهما تمهيدا للكشف عن مشاعره نحوها  أو تكشف هي عن مشاعرها نحوه .

مما جعلها تنتقل الى المرحلة التالية  وهى مرحلة الملاطفة والتعبير عن الإعجاب والمودة

ولا بأس من اللجوء الى أساليب الاثارة  سواء بالعبارة  أو الحركة  او بالنظر الواضحة الدلالة على ما تكنه له وما تريده منه ولكن الفتى لم يتأثر بشيء من ذلك .

ولنا لقاء آخر من قصة سيدنا يوسف عليه السلام

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

184

متابعين

21

متابعهم

2

مقالات مشابة