مرض الزهايمر: كيف يبدأ؟ وكيف ينتهي؟
مرض الزهايمر: كيف يبدأ؟ وكيف ينتهي؟
درج في الآونة الأخيرة مصطلح "مرض الزهايمر" وأصبح شائعا بين الشباب، غير أنه كان مقتصرًا فقط في السابق على كبار السن بما يُعرف بمرض الشيخوخة، إذ يرتبط هذا المصطلح ارتباطًا وثيقًا بالنسيان وضعف الذاكرة، الذي انتشر مؤخرًا في الجيل الشاب.
ومن الغريب أن يتهاون الناس بخطورة هذا المصطلح، لما له من آثار سلبية تعكس على حياة المصابين به، وقد تدمر حياتهم وتقضي عليهم.
ما هو الزهايمر وما هي أعراضه؟
الزهايمر هو فقدان تدريجي لوظيفة الخلايا العصبية في الدماغ، وقد يصل الى موتها بشكل نهائي. لذا يبدأ المصاب بفقدان جزئي للذاكرة، وخصوصًا ما يعرف بالذاكرة القريبة، فقد ينسى ما أكل البارحة، أو حتى لا يتذكر ماذا فعل في الأسبوع الماضي. لذا تبدو تصرفات مريض الزهايمر غريبة ومستهجنة.
وتعد هلوسات مريض الزهايمر من أحد الأعراض المتقدمة لهذا المرض والذي يعرف يصل الى حد الخطورة فيشم أو يرى أشياء لا وجود لها وبذلك يفقد أهله الثقة به وبأفعاله ويبدأ بالخوف عليه والحرص على عدم وجوده لوحده.
ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الزهايمر؟
حتى الآن لم يكتشف العلم السبب الدقيق وراء هذا المرض، لكنه على الأرجح هو خلل واضطراب في عمل الخلايا العصبية الناقلة في الدماغ، وهذا ما يسببه عدة عوامل منها:
العمر:
ينتج عن تقدم العمر ضعف الذاكرة ونسيان الأحداث القريبة، لذا فإن المصاب بالزهايمر تنقلب حياته راسًا على عقب؛ فلا يدري ماذا حدث للتو؟ وإلى أين هو ذاهب بالتحديد؟ بل لا يعرف حتى هوية الأشخاص الذين يقابلهم بالعادة.
العوامل الوراثية والجينية:
قد يرتبط مرض الزهايمر بوجود تاريخ عائلي للإصابة بهذا المرض، وقد تعمل بعض الجينات بإحداث خلل وراثي في العائلة ينجم عنه مرض الزهايمر، ولكن بنسبة لا تتعدى 1% أي نادر الحدوث.
نمط الحياة غير الصحي:
ومنها الإفراط في تناول المشروبات الكحولية، والتدخين المفرط، والتأخر في ساعات النوم والسهر المتكرر، واستنشاق هواء فاسد بشكل دائم، وقلة ممارسة الرياضة.
اقرأ أيضًا: فوائد الرياضة للجسم والعقل
مشاكل صحية أخرى:
كالاكتئاب المفرط وعدم معالجته، أو الإصابة في الرأس بشكل مباشر، أو السمنة وداء السكري، كما أن ارتفاع الكولسترول وارتفاع ضغط الدم يؤديان إلى تسريع الإصابة بمرض الزهايمر.
كيف أعرف أن الشخص فيه زهايمر؟
نلاحظ على مريض الزهايمر تدهورًا كبيرًا في إدراكه وسلوكه مقارنةً بحالته السابقة، لذا لا بد أن نعرف كيف يبدأ مرض الزهايمر، في الحقيقة هناك أعراض كثيرة غالبا ما يعاني منها مريض الزهايمر، ومنها:
- النسيان وهو أول أعراض الزهايمر، وأكثرها شيوعًا.
- التشتت وضعف التركيز وتضييع الكثير من الأشياء.
- عدم القدرة على اتخاذ القرارات، والتخطيط في الحياة اليومية.
- ظهور أخطاء أثناء التحدث، وضعف القراءة والكتابة.
- تقلبات مزاجية مفاجئة وتغيرات سلوكية غير معتادة.
- تكرار الاسئلة واختلاق أحداث لم تحدث بالفعل وهي من أعراض الزهايمر المبكر.
أصعب مراحل الزهايمر:
تتطور أعراض مرض الزهايمر بتقدم العمر، وتصبح مؤلمة وحادة ومزعجة له ولمن حوله؛ تتمثل بتصرفات عدوانية غريبة، وبروز مشاكل صحية في الجسم مثل سلس البول وصعوبة في البلع ومضغ الطعام، و في بعض الأحيان فقدان الشهية والوزن، ما يؤدي إلى ضعف الجسم ووظائفه بشكل عام.
علاج الزهايمر:
لا يوجد علاج نهائي للزهايمر إلا أنه يمكن أن تتدهور حالته الصحية إلى أن تؤدي إلى وفاته، ولا يمكن لأي عالم أو طبيب أن يخمن كيف يموت مريض الزهايمر؟ أو كيف تكون نهايته.
لكن من المتاح أن يقي الإنسان نفسه من التعرض لهذا المرض أو تأخيره بتجنب أسبابه.
إن الزهايمر ليس مجرد تحدٍ صحي، بل هو رحلة إنسانية تلامس قلوب الكثيرين، مما يستدعي التعاطف والوعي المجتمعي لتقديم الدعم اللازم للمصابين وعائلاتهم.
كيف أحمي نفسي من الزهايمر؟
تتزايد الحاجة إلى التركيز على الوقاية منه. لحسن الحظ، هناك العديد من الطرق الفعالة التي يمكن أن تساعد في تقليل خطر الإصابة بالزهايمر والحفاظ على صحة الدماغ.
**الحفاظ على النشاط العقلي**
العقل يشبه العضلات: كلما استخدمته، أصبح أقوى. واحدة من أفضل الطرق للوقاية من الزهايمر هي تحفيز العقل بانتظام. يمكنك تحقيق ذلك من خلال تعلم مهارات جديدة، حل الألغاز، القراءة، أو حتى التفاعل في نقاشات عميقة. هذه الأنشطة تساعد على تعزيز الروابط بين الخلايا العصبية، مما يحافظ على صحة الدماغ لفترة أطول.
**النشاط البدني المنتظم**
التمرين ليس مفيدًا للجسم فقط، بل للعقل أيضًا. النشاط البدني يعزز تدفق الدم إلى الدماغ، مما يساعد في تغذية الخلايا العصبية وتقليل التهابات الدماغ. الأبحاث تظهر أن ممارسة التمارين الهوائية بانتظام، مثل المشي السريع أو الركض، قد تقلل من خطر الإصابة بالزهايمر بنسبة تصل إلى 50%. لذلك، جعل الرياضة جزءًا من روتينك اليومي يمكن أن يكون خطوة فعالة نحو الوقاية من هذا المرض.
**التغذية الصحية**
اتباع نظام غذائي صحي غني بالفواكه، الخضروات، الحبوب الكاملة، والبروتينات الصحية مثل الأسماك الدهنية يمكن أن يلعب دورًا رئيسيًا في الوقاية من الزهايمر. يُعرف النظام الغذائي المتوسطي بأنه مفيد جدًا لصحة الدماغ، حيث يحتوي على مضادات الأكسدة والدهون الصحية التي تقلل من التهابات الدماغ وتدعم نمو الخلايا العصبية.
**النوم الجيد**
النوم يلعب دورًا حيويًا في إزالة السموم من الدماغ التي تتراكم على مدار اليوم. عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالزهايمر. لذلك، من الضروري السعي للحصول على 7-8 ساعات من النوم العميق كل ليلة لتحسين صحة الدماغ.
**التحكم في التوتر**
التوتر المستمر يمكن أن يؤدي إلى إفراز هرمونات ضارة تعطل خلايا الدماغ. يمكن للتوتر المزمن أن يزيد من خطر الإصابة بالزهايمر. لذلك، من المهم ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، اليوغا، أو التنفس العميق للمساعدة في تقليل مستويات التوتر.
**التواصل الاجتماعي**
الارتباط الاجتماعي ليس مهمًا فقط للسعادة العامة، بل له تأثير مباشر على صحة الدماغ. الأشخاص الذين يشاركون في أنشطة اجتماعية، سواء عبر التواصل مع الأصدقاء أو العائلة أو الانخراط في مجموعات مجتمعية، يميلون إلى تقليل خطر الإصابة بالزهايمر.
**الخلاصة**
الوقاية من الزهايمر تعتمد على نمط حياة صحي يتضمن النشاط العقلي والبدني، التغذية الجيدة، النوم الكافي، تقليل التوتر، والتواصل الاجتماعي. عبر تبني هذه العادات اليومية، يمكنك تقليل احتمالات الإصابة بالزهايمر بشكل كبير وتحسين جودة حياتك على المدى الطويل.