خطوات عملية لبناء العادات الصحية وتحويلها إلى روتين يومي

العادات الصحية هي أحد العوامل الأساسية التي تساعد الإنسان على التطور والتغيير نحو الأفضل، إذ يمكن من خلالها تحديد مدى نجاحه أو فشله. لذا، فإن فهم كيفية اكتساب العادات الجيدة والتخلص من العادات السيئة يعد خطوة أساسية لتحقيق تغيير إيجابي في حياتنا وهناك العديد من الوسائل التي يمكن اتباعها للتحسين والتطور، ولكن قبل ذلك، دعونا نتعرف أولًا على مفهوم العادات الصحية.

مفهوم العادات الصحية 

العادة هي سلوك يكتسبه الانسان ويكرره بإنتظام ويحتفظ دماغ الإنسان بهذا السلوك في العقد القاعدية وبعد فترة يقوم به الإنسان تلقائيًا وبدون وعي منه ويعتاد الدماغ على القيام بتلك العادة بدون بذل أي مجهود مثل معرفة الانسان كيف يمشي ويرتدي ملابسه وكيف يأكل ويتحدث وكل هذه الامور التي يفعلها الانسان تلقائيا بدون بذل مجهود في التفكير،  ويمكن أن تكون هذه العادات سلبية أو إيجابية وبالتالي ستؤثر على حياتك لذلك ستلاحظ أن الناجحين في حياتهم يتمتعون بعادات إيجابية بينما يعاني البعض من الفشل بسبب وجود العادات السلبية في حياتهم‘ فالعادات قادرة على تحديد مسار حياتك لذلك سنقدم لك في هذا المقال عادات إيجابية ستغير حياتك للأفضل وسنساعدك في معرفة كيفية اكتساب هذه العادات.

كيفية يمكن اكتساب العادات الصحية؟ 

يصعب على الإنسان اكتساب العادات الجديدة في البداية وبعد ذلك يصبح الأمر سهلًا والعادة الجديدة تصبح روتينًا يوميًا يفعله تلقائيًا ولكن كيف تتحول العادات الجديدة لروتين يومي تخيل معي أن كل عادة تفلعها في البداية بصعوبة يصبح روتين تفعله بدون تفكير بالتأكيد هذا سيساعدك كثيرًا للتقدم في حياتك وإليك ثمانية خطوات لبناء العادة.

أهمية العادات الصحية في تحقيق النجاح المهني

تحديد العادات الصحية

اخترعادة إيجابية واحدة تريد أن تكسبها وتصبح من روتينك اليومي مثل القراءة أوممارسة الرياضة أو تعلم لغة جديدة أو حتى شرب الماء بإنتظام.

حدد الهدف

لن تستطيع القيام بعادة جديدة وأنت لا تعرف ما الهدف منها اسأل نفسك لماذا تريد اكتساب هذه العادة؟ وما النفع الذي سيعود عليك؟ منها وقتها ستكون الاجابة هي الحافز لك للقيام بهذه العادة.

خطوات صغيرة

ابدأ بخطوات صغيرة العادة الجديدة لا نبدأها بخطوات كبيرة بل نتخذ في البداية خطوات صغيرة فلا يمكنك تغيير كل شئ من المرة الأولى مثلا إذا أردت أن تكتسب عادة القراءة فلا تصعب العادة عليك في البداية وتضع في خطتك أنك ستقرأ 50صفحة كل يوم وبالتأكيد في البداية سيكون الامر مستحيلا وستشعر بالاحباط ولكن إذا وضعت لنفسك في البداية هدف وهو قراءة 3صفحات يوميا وتزيد من عدد الصفحات بالتدريج ستجد نتيجة افضل.

تتبع العادة

كما قلنا أن العادات تبدأ بخطوات صغيرة ومع الانتظام ستلاحظ أنك تستطيع أخذ خطوات أكبر‘ وتتبع العادة سيساعدك في معرفة حجم الخطوات التي اخذتها فمثلا إذا دونت كم صفحة قرأتها خلال أول أسبوع من ممارسة عادة القراءة ستجد أنك استطعت قراءة ثلاثة صفحات يوميا واذا تتبعت العادة في الاسبوع الثاني ستجد انك تمكنت من قراءة 5 صفحات في اليوم وهكذا ستلاحظ تمكنك من ممارسة العادة بالتدريج وسيصبح الامر بعد ذلك روتين يومي تفعله بدون مجهود وتتبع العادة سيكون محفزا ومشجعا لك ويشعرك بالإنجاز.

وضع حافز

من المهم أن تشجع نفسك على ممارسة العادة وذلك عن طريق وضع مكافأة لك عندما تلتزم بالعادة وتحقق الإنجاز المطلوب.

خلق بيئة ملائمة 

تهيئة البيئة المحيطة بك لتناسب العادة التي تريد ممارستها سيشجعك أكثر على ممارسة العادة مثلا إذا أردت ممارسة الرياضة في المنزل يمكنك تجهيز ركن خاص في المنزل لتضع به الأدوات الرياضية وعند الوقت المحدد لممارسة الرياضة قم بتحضير الملابس الرياضية واذهب إلى هذا الركن.

التكرار والانتظام 

التكرار هو سر تحويل العادة إلى روتين ولتجعل العادة الجديدة جزءًا من روتينك اليومي عليك بالإنتظام على هذه العادة وتكرارها يوميًا لذلك عليك أن تتحلى بالصبر لأن اكتساب العادات يستغرق وقتًا ومجهودًا.

خمس ثواني 

إذا شعرت بالكسل والتسويف فإليك قاعدة الخمس ثوانٍ فإذا وجدت نفسك تشعر بالكسل عن القيام بهذه العادة وتفكر في تسويفها قم بالعد من واحد لخمسة وعند الوصول لرقم خمسة قم من مكانك لممارسة هذه العادة بدون تفكير.

ولمعرفة المزيد عن العادات وتأثيرها يمكنك مشاهدة تلخيص كتاب قوة العادات للمؤلف تشارلز دويج الذي يناقش فيه كيف تتشكل العادات في الدماغ؟ وكيف تكتسب عادة جديدة وتتخلص من عادة قديمة؟

وبعدما عرفت كيف تكتسب العادات الجديدة سأقدم لك أهم العادات الايجابية التي قد تكون بسيطة ولكن أثرها على حياتك سيكون كبير.

التخطيط المسبق وتحديد الاولويات

هل فكرت من قبل لماذا التخطيط له أهمية كبيرة؟ إذا خططت لليوم التالي سيصبح لديك حافزًا للإستيقاظ مبكرًا لأنك تعلم ما عليك فعله ولن تضيع وقتك لانك حددت أولوياتك في هذا اليوم وعليك فقط أن تضع 3 مهام رئيسية تريد إنجازها خلال اليوم ولا ينتهي اليوم دون تحقيقها. 

الصباح للأهم

بعد أن وضعت ثلاثة مهام لإنجازها خلال اليوم ستمثل هذه المهام الأولويات التي يجب عليك فعلها ولا يمكن التهاون بها, ويفضل أن يكون وقت تنفيذ هذه المهام هو الصباح الباكر وهو الوقت المثالي للإنتاجية والتركيز لذلك اجعل الصباح للمهام التي تطلب تركيزًا عاليًا.

القضاء على الفوضى

تنظيم الوقت ليس رفاهية فتنظيم الوقت هو الاساس في القضاء على الفوضى التي تشعرك بإزدحام يومك وأن الوقت يمر سريعا بدون أداء مهامك لذلك يجب عليك تنظيم أولوياتك أولا ثم وضع وقت محدد لها وعدم الانشغال بأمور أخرى في وقت أداء هذه المهام مع مراعاة أخذ فترات راحة بين المهام. 

وقت النهاية 

ومن الأمور التي ستساعدك على تنظيم وقتك بشكل بأفضل هي وضع وقت لنهاية كل مهمة وهذا سيجعلك تلتزم بأداء أعمالك قبل الموعد المحدد.

الامتنان

الاعتياد على وجود النعم في حياتنا جعلنا نغفل عن الشعور بالإمتنان لكل هذه النعم وأصبحنا نركز فقط على ما نعانيه من مشكلات لذلك انصحك بتخصيص وقتًا يوميًا لكتابة 10 أشياء ممتن لوجودها في حياتك فهذا سيجعلك تشعر بإيجابية ويحسن من حالتك النفسية.

تفريغ الأفكار

مع كثرة المسؤوليات والمهام المطلوبة قد تنسى بعض المهام المطلوبة أو تشعر بتشتت افكارك لذلك من المهم تفريغ كل الأفكار التي تدور في عقلك بتدوينها على الورق أو الهاتف وهذا سيساعدك على التخطيط بشكل أفضل وتحديد أولوياتك.

البعد عن مكان العمل

الأفضل قضاء وقت الراحة بعيدًا عن مكان عملك حتى لو بتغيير الكرسي الذي تجلس عليه فترات طويلة للعمل أو الإنتقال لأي مكان قريب لإستنشاق الهواء أو المشي قليلا‘ والراحة تعني الاسترخاء وعدم إشغال الذهن بأي شئ أخر لذلك لا يفضل استخدام الهاتف أثناء وقت الراحة.

بناء العادات الصحية يحتاج إلى العديد من المهارات التي يجب على المرء أن يكتسبها. وجدير بالذكر أن هذه العادات لا تقتصر على الجانب الجسدي فحسب، بل تشمل جميع جوانب الحياة. فاكتساب العادات الإيجابية يساهم في بناء مستقبل قوي للإنسان، مما يعزز مكانته ويرفع من شأنه. لذا، يمكنك البدء الآن في تطوير مهاراتك وصقل فكرك لتحقيق حياة أكثر توازنًا وإيجابية.