فيروس هربس والإصابة بمرض الزهايمر

فيروس هربس والإصابة بمرض الزهايمر

0 reviews

  فيروس هربس والإصابة بمرض الزهايمر

قد يفاجأ بعض الأشخاص عند سماع أنه يوجد علاقة بين فيروس هربس والإصابة بمرض الزهايمر؟.

فهل يُمكن للفيروس المتسبب في قروح البرد الشائعة (الهربس البسيط) أن يُحفّز الإصابة بمرض الزهايمر؟

image about  فيروس هربس والإصابة بمرض الزهايمر

تخيل هذا الفيروس نفسه الذي يُسبب قروح البرد المزعجة والذي يعتبره الكثيرون عدوى بسيطة قد يلعب دورًا أيضًا في الإصابة بمرض الزهايمر، وهو اضطراب عصبي تنكسي مدمر يصيب الكثير من الأشخاص في العالم يصيب ما يقرب من ٥٥ مليون شخص.

أعراض مرض الزهايمر:

  • تدهور إدراكي تدريجي.
  • تدهور تدريجي ثم فقدان الذاكرة.
  • ضعف في التفكير.
  • فقدان الاستقلالية.
  • من الناحية البيولوجية فإن هذا المرض يرتبط بتراكم لويحات الأميلويد وتشابكات بروتين تاو في الدماغ مما يتسبب في موت الخلايا العصبية وفقدان وظائفها.

عوامل تساعد على الإصابة بالزهايمر 

  • عوامل وراثية مثل خلل في جين( APOE-ε4).
  • أسلوب الحياة.  
  • العوامل البيئية المحيطة. 

 لكن هناك مجموعات متزايدة من الأبحاث تُشير إلى أن العدوى بفيروس الهربس البسيط من النوع الأول (HSV-1)، المُسبب لمعظم قروح البرد، قد يكون سببا في تطور الخرف.

أنواع فيروس هربس 

هناك ثمانية أنواع معروفة من فيروسات الهربس تصيب البشر منها:

  •  فيروس الهربس البسيط من النوع الأول (HSV-1) والنوع الثاني (HSV-2). 
  • فيروس الحماق النطاقي (VZV). 
  • فيروس الهربس البشري 6 (HHV-6). 

يتميز كل نوع بخصائص مميزة، وقد يسبب أعراضًا سريرية مختلفة.

 أخذ العلماء على عاتقهم  ولسنوات عديدة في البحث عن السبب الجذري لمرض الزهايمر، مُركزين على لويحات الأميلويد والعوامل الوراثية وكذلك متشابكات تاو. 

ولكن ماذا لو كان فيروس تجاهلناه في الغالب وهو فيروس يحمله أكثر من ثلثي البالغين يُساهم سرًا في تلف الدماغ طوال الوقت؟

 

في هذه المقالة نتناول ببساطة  بعضا من هذه الدراسات العلمية المُعقدة. ذلك لأن هذا الأمر يتعلق بما قد يعنيه هذا الارتباط لك ولمستقبلك ولعائلتك في الوقاية من مرض الزهايمر. 

1.نظرية هربس والزهايمر وما نعرفه عنها حتى الآن:

يُعد فيروس الهربس البسيط من النوع الأول (HSV-1) شائعًا للغاية. يُصاب به معظمنا في مرحلة الطفولة من خلال القبلات، أو مشاركة الأدوات، أو أي اتصال مباشر آخر. وعادةً ما يكون كامنًا في الخلايا العصبية، وينشط أحيانًا يسبب قرح البرد. ولكن ماذا يفعل أيضا؟

قد يصل فيروس الهربس البسيط من النوع الأول (HSV-1) لدى بعض الأشخاص إلى الدماغ، ربما عن طريق الأنف أو مجرى الدم. وتشير الأبحاث إلى أنه عندما يصادف أن يلتقي فيروس الهربس البسيط من النوع الأول (HSV-1) بعامل خطر وراثي (مثل جين APOE-ε4)، في نفس الشخص فإن هذا يزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر بشكل كبير.

يعتقد بعض العلماء أن لويحات الأميلويد، التي لطالما اعتُبرت السبب الرئيسي في مرض الزهايمر، ما هي في الواقع إلا محاولة من الدماغ لاحتجاز الفيروس و تحييده وهنا يعتبرون الأميلويد وسيلة دفاع؟ .

 

2. دراسات رئيسية  تقدم الدليل القاطع على وجود علاقة مباشرة بين هذا الفيروس والإصابة بالزهايمر

في اكتشاف علمي لعام 2018: 

وجدت دراسة نُشرت في مجلة Neuron أن الحمض النووي لفيروس الهربس البسيط من النوع الأول (HSV-1) في أدمغة مرضى الزهايمر موجود بمستويات أعلى بكثير من تلك الموجودة في الأدمغة السليمة.

وقد تتبعت دراسة تايوانية أكثر من 30,000 شخص، ووجدت أن من عولجوا بأدوية مضادة للهربس انخفض لديهم خطر الإصابة بالخرف بنسبة 90% على مدى عقد من الزمن.

وفي دراسات معملية  على الحيوانات:

 أظهرت الفئران المصابة بفيروس الهربس البسيط من النوع الأول تغيرات دماغية شبيهة بمرض الزهايمر، بما في ذلك تراكم الأميلويد ومشاكل في الذاكرة.

 

3. كيف يمكن لفيروس القروح الباردة أن يضر بدماغك؟

 

  • الالتهاب المزمن: قد تؤدي التفاعلات المناعية للدماغ للفيروس إلى تلف طويل الأمد.
  •  قد يعبث فيروس الهربس البسيط من النوع الأول (HSV-1) ببروتينات تاو، وهو عامل رئيسي آخر في مرض الزهايمر مكونا تشابكات تاو.
  •  حتى بدون أعراض واضحة، قد يُلحق الفيروس ضررًا بطيئًا بالخلايا العصبية من خلال تكرار هجماته الصامتة على الجسم على المدى الطويل.

هل يُمكن لعلاج الهربس أن يمنع الإصابة بمرض الزهايمر؟

هنا تبدأ الأمور بالإثارة. إذا كان فيروس الهربس البسيط من النوع الأول (HSV-1) يُساهم في الإصابة بمرض الزهايمر، فهل يُمكن للأدوية المضادة للفيروسات الموجودة أن تُساعد في الوقاية من المرض أو إبطائه؟

يُجرى حاليًا اختبار استعمال دواء الأسيكلوفير (دواء شائع لعلاج الهربس) على مرضى الزهايمر.

وهناك نتائج أولية التي تُشيراليها بعض الدراسات أن الاستخدام طويل الأمد للأدوية المضادة للفيروسات قد يُقلل من خطر الإصابة بالخرف.

إذا تم تأكيد أن فيروس الهربس البسيط من النوع الأول (HSV-1) هو مُحفز، فقد يُصبح لقاح الهربس أداة فعّالة للوقاية من مرض الزهايمر و تصنيع  لقاح مُستقبلي للوقاية منه.

لم ينتهِ النقاش بعد، لكن الأدلة مثيرة للاهتمام بما يكفي لدرجة أن أموال الأبحاث الكبرى تتدفق الآن على هذه الفكرة.

 

ما يمكنك فعله الآن

بينما ننتظر المزيد من الإجابات، إليك كيفية تقليل خطر إصابتك:

1. السيطرة على قروح البرد: إذا كنت تُصاب بها كثيرًا، فتحدث إلى طبيبك بشأن العلاجات المضادة للفيروسات.

2. تعزيز دفاعاتك: يُبقي جهاز المناعة القوي فيروس الهربس البسيط من النوع الأول تحت السيطرة. النوم، وإدارة التوتر، واتباع نظام غذائي صحي أمورًا مهمة.

3. ابقَ على اطلاع: هذا البحث يتقدم بسرعة. ترقب النتائج الجديدة.

هناك أفقٌ مُفعمٌ بالأمل. لعقودٍ من الزمن، كان مرض الزهايمر يُشكّل خطرًا لا يُقهر. ولكن إذا كان بإمكانك مكافحة فيروسٍ شائعٍ أن يُقلّل من خطر الإصابة، فسيكون ذلك نقطةَ تحولٍ جذرية.لم نصل إلى هذه المرحلة بعد، ولكن لأول مرة، هناك أملٌ حقيقيٌّ في أن الوقاية من الزهايمر قد تكون يومًا ما بنفس سهولة علاج قرحة البرد.

 

الخاتمة

في المرة القادمة التي تشعر فيها باقتراب ظهور قرحة البرد، تذكّر: يتساءل العلم الآن عمّا إذا كان لهذا الفيروس المُزعج آثارٌ أكبر مما تخيّلناه. وهذه قصةٌ تستحقّ المتابعة.

 

comments ( 0 )
please login to be able to comment
article by
articles

1

followings

0

followings

1

similar articles