لماذا انت تعب و مرهق دوماً

 

أولًا: الدماغ هو المستهلك الأكبر للطاقة

رغم أن الدماغ لا يُشكّل سوى 2% تقريبًا من وزن الجسم، إلا أنه يستهلك أكثر من 20% من طاقته. هذا يعني أن أي خلل في العمليات الدماغية أو النفسية يمكن أن يُترجم سريعًا إلى شعور بالإجهاد العقلي والجسدي. فحين يتعرض الدماغ لضغط دائم أو أفكار سلبية، يبقى في حالة "تأهّب"، ما يُشبه وضع الطوارئ، ويستهلك طاقة هائلة، حتى لو كان الجسم في حالة راحة.

 

ثانيًا: الإجهاد النفسي والقلق الصامت

قد يمر الإنسان بحالات من التوتر أو القلق دون أن يلاحظها بشكل مباشر. هذه الحالات تُسمى أحيانًا "القلق الصامت"، حيث لا توجد أعراض واضحة مثل تسارع ضربات القلب أو نوبات هلع، لكن العقل في الخلفية يواجه ضغوطًا متراكمة. التفكير الزائد، القلق بشأن المستقبل، أو حتى الإحساس بالفراغ والروتين، كلها عوامل تستنزف الدماغ. في هذه الحالة، يبقى الجهاز العصبي في حالة "تنشيط مستمر"، مما يمنع الجسم من الدخول في الراحة الحقيقية، حتى أثناء النوم.

 

ثالثًا: اختلال النواقل العصبية

في حالات الإرهاق المزمن، أظهرت الدراسات أن هناك تغييرات في مستوى بعض النواقل العصبية مثل الدوبامين والسيروتونين، وهي مواد كيميائية تلعب دورًا رئيسيًا في تنظيم المزاج، الطاقة، والحافز. انخفاض هذه المواد قد يجعل الإنسان يشعر بالتعب العقلي والجسدي، حتى لو لم يقم بأي مجهود يُذكر. هذه الحالة قريبة من ما يحدث في الاكتئاب أو الإرهاق العصبي.

 

رابعًا: الالتهاب الخفي

أحيانًا، يُصاب الجسم بحالة من "الالتهاب الخفيف المزمن"، وهو ليس كالالتهاب الذي نلاحظه مع الحمى أو العدوى، بل هو تهيّج داخلي منخفض المستوى. هذا النوع من الالتهاب قد يكون ناتجًا عن التوتر، قلة الحركة، أو حتى كثرة الجلوس. ويؤثر هذا الالتهاب على الدماغ بشكل خاص، حيث يرسل إشارات تعب وإرهاق من دون سبب عضوي واضح.

 

خامسًا: نقص المغذيات الدقيقة

حتى مع التغذية الجيدة، قد يعاني الجسم من نقص في بعض العناصر المهمة مثل الحديد، فيتامين B12، المغنيسيوم، أو فيتامين D. هذه العناصر تلعب دورًا مهمًا في إنتاج الطاقة ونقل الإشارات العصبية. نقص بسيط فيها قد يُربك التوازن العصبي، ويجعل الدماغ يعمل ببطء، مما يؤدي إلى الشعور بالإرهاق العقلي.