شعور الضياع، أسبابه ونتائجه:

شعور الضياع، أسبابه ونتائجه:

0 المراجعات

شعور الضياع، أسبابه ونتائجه

نحن البشر كتلة من المشاعر ومزيج عجيب من الأحاسيس المختلفة. وبالطبع كلنا نمتلك الكثير من المشاعر والأحاسيس،
كالفرح والحزن، كالخوف والأمان، كاليأس والأمل، كالحب والكراهية.
ومن السهل أن يتعايش الشخص منا مع مشاعره مهما كانت الظروف.
لكن من الصعب أن يعيش شعور الضياع، أن يضيع بين كل تلك المشاعر المختلفة فلا يعرف كيف يقنع نفسه أي شعور يعيش، فأصعب شعور هو شعور الضياع،
أن يكون المرء في حيرة من حاله. يغرق ببحر من الأحاسيس ويضيع بين كم كبير من المشاعر المتناقضة، فيكون تائها داخل جسده، ويكون ضائعا داخل روحه.
فشعور الضياع،
أصعب ما قد يمر على الإنسان،
لا يعلم أيَّ المشاعر تتملكه،
تارة تراه يريد الابتعاد عن هذا العالم،
وتارة يريد القرب من أحدهم،
تارة تراه يبتسم للذكريات،
وتارة يجاهد نفسه لينساها،
تارة تراه اجتماعيا،
وتارة متوحدا.

بعد الدراسات الكثيرة من العلماء وبحوثهم الكثيرة عن هذه الحالة وأمثالها، قالوا عن هذا الإنسان أنه منفصم بالشخصية.
قالوا ذلك بعدما حللوا التصرفات التي يظهرها رغما عنه، فهو لا يستطيع أن يتحكم بأفعاله عندما يكون ضائعا وتائها داخل نفسه.
وهم لا يعلمون أن هذا الذي يقولون عن منفصم يوجد بداخله شعور يهد جبالا ويكسر صخور،
لا يعلمون أنّ بداخله نارا تحرق قلبه. 
لا يعلمون أنه انفصم بروحه عنه عالم كله كذب ونفاق وأصبح وحيدا بعالم لطيف مليء بالحب،
عالم رسمه بأحلامه عندما رأى هذا العالم كله نفاق فعاش بعالم أحلامه.
لكن عندما لم يجد أحدا غيره بذلك العالم شعر بالوحدة وصار ضائعا بين كلا العالمين.
ضائع لا يدري في أي عالم يمضي، قد أصبح تائها تماما فتراه يريد القرب من أحدهم،
لكنه خائف من الرفض، 
ويريد أن يكون اجتماعيا ويبني صداقات،
لكنه خائف من الخذلان،
ويريد أن يبتسم للمستقبل، لكنه خائف من الماضي، وهذا الخوف لم يأتي عبثا، لم يأتي بلا أي سبب، إنما أتى بعد ماغدر به كل من حوله وغدرت به الحياة وكُسر خاطره حتى نزف قلبه.

ثم ماذا؟! 
ثم يأت بعض الفلاسفة،
ويقولون أنه منفصم الشخصية وأنه مجنون.!

صدق من قال لا يألم الجرح إلا من به ألم.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

3

متابعين

3

متابعهم

1

مقالات مشابة