الاكتئاب والتكنولوجيا "أثر التطور التكنولوجي على الصحة النفسية" د.سمر السباعى

الاكتئاب والتكنولوجيا "أثر التطور التكنولوجي على الصحة النفسية" د.سمر السباعى

0 المراجعات

الاكتئاب والتكنولوجيا

أثر التطور التكنولوجي على الصحة النفسية

تعدّ الصحة النفسية قضية هامة في مجتمعنا المعاصر، حيث يعاني العديد من الأشخاص من اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب. ومن ناحية أخرى، تشكل التكنولوجيا الحديثة جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث أصبحت الأجهزة الذكية وإدمان التكنولوجيا والسوشيال ميديا ووسائل التواصل الاجتماعي أمرًا واضحًا. يثير تفاعل التكنولوجيا مع الصحة النفسية تساؤلات هامة حول تأثيرها على الاكتئاب وكيفية التعامل معه. في هذه المقالة، سنلقي نظرة على تأثير التكنولوجيا على الاكتئاب وسبل العلاج المتاحة.

أسباب الاكتئاب الناتج عن التكنولوجيا:

تعدّ التكنولوجيا عاملًا قد يسهم في زيادة انتشار الاكتئاب لعدة أسباب

  • الانعزال الاجتماعي: التواصل الرقمي قد يؤدي إلى انعزال اجتماعي، حيث ينخرط الأفراد في عوالمهم الرقمية بشكل مفرط، مما يؤثر على علاقاتهم الحقيقية؛ مما يؤدي إلى الشعور بالوحدة والانعزال.
  • المقارنة الاجتماعية: وسائل التواصل تفتح الباب أمام المقارنات الاجتماعية المستمرة، مما يضع الفرد في مواقف قد تؤدي إلى الشعور بالقلق والاكتئاب.
  • ضياع الوقت على الجوال: نتيجة لتكنولوجيا الاتصال المستمرة، مما يسبب عدم التقدم وعف الثقة بالذات ويمكن أن يتطور الأمر إلى اكتئاب.
  • اضطرابات النوم: يمكن أن تؤثر الشاشات الساطعة والتعرض المستمر للمعلومات على الهرمونات والنوم، مما يؤثر سلبًا على المزاج ويزيد من فرص التطور الاكتئابى.

أعراض الاكتئاب الناتج عن التكنولوجيا:

Free Man in Green Crew Neck T-shirt Holding Black Tablet Computer Stock Photo

تتنوع أعراض الاكتئاب وقد تتفاقم أو تتأثر بالتكنولوجيا. يمكن أن يؤدي الاعتماد المفرط على الأجهزة الإلكترونية إلى زيادة القلق والتوتر، حيث يتعرض الفرد لمحتوى سلبي ومحفزات إلكترونية بشكل مستمر.

  • تغير في المزاج: يُلاحظ تغيرات في المزاج، مثل الانزعاج أو الغضب الزائد، والتي يمكن أن تكون علامات على الاكتئاب.
  • اضطرابات النوم: يعاني الكثيرون من الأرق وقلة النوم نتيجة لاستخدام الأجهزة الرقمية قبل النوم.
  • فقدان الاهتمام والتركيز: يمكن أن يؤدي الاستخدام المفرط للتكنولوجيا إلى خفض الانتباه والتركيز، وقد يفقد الاهتمام بالأنشطة التي كان يستمتع بها في الماضي.
  • الشعور بالإرهاق وتقليل النشاط البدني: قد تزيد التكنولوجيا من الشعور بالإرهاق وتقليل النشاط البدني مما يؤثر على انجاز الفرد وتقدمه.
  • تقلبات الشهية والوزن: فقد يعاني الأشخاص المصابون بالاكتئاب من تغيرات في الشهية، حيث قد يشعرون بفقدان الشهية وفقدان الاهتمام بالطعام، أو زيادة في الشهية واستهلاك الطعام. وتلك التقلبات في الشهية قد تؤدي إلى تغيرات في الوزن، حيث يمكن أن يحدث زيادة أو فقدان في الوزن بشكل ملحوظ.
  • اليأس من المستقبل: فقد يشعر الفرد بفقدان الأمل واليأس من تحقيق أهدافه المستقبلية تلك الحالة قد تؤثر على تحفيز الشخص وقدرته على التخطيط للمستقبل، مما يزيد من تفاقم الاكتئاب والشعور بالعجز والإحباط.

طرق علاج الاكتئاب الناتج عن التكنولوجيا:

Free Anonymous female therapist and client sitting in armchairs during session in modern office Stock Photo

على الرغم من التأثيرات السلبية للتكنولوجيا على الاكتئاب، يمكن التعامل معها بطرق فعالة. إليك بعض الطرق التي يمكن أن تساعد في التخفيف من تأثير التكنولوجيا على الاكتئاب:

  • التقرب الى الله: الاقتراب من الله تعالى من خلال الذكر والعبادة يمكن أن يكون وسيلة فعّالة للتغلب على الاكتئاب والأمراض النفسية.
  • الحد من الاستخدام: تحديد وقت محدد لاستخدام وسائل التواصل والأجهزة الرقمية يمكن أن يقلل من تأثيرها السلبي. 
  • تخصيص وقت للأنشطة: إدراك أهمية الاستراحة من الشاشات، وتخصيص وقت للنشاطات الممتعة التي لا تتضمن تكنولوجيا.
  • التواصل الحقيقي: تعزيز التواصل الحقيقي مع الأصدقاء والعائلة والأشخاص الذين نثق بهم يمكن أن يسهم في تقليل الانعزال الاجتماعي.
  • البقاء نشطًا بدنيًا: ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، تساعد في تحسين المزاج وتقليل القلق والتوتر. استغلال وسائل التكنولوجيا الحديثة، مثل تطبيقات اللياقة البدنية والأجهزة القابلة للارتداء، لمتابعة النشاط البدني والحفاظ على نمط حياة صحي.
  • التوازن بين الواقع الحقيقي والافتراضي: قم بتخصيص وقت للانغماس في العالم الحقيقي خارج التكنولوجيا. امضِ وقتًا مع العائلة والأصدقاء، واستكشف الأنشطة والهوايات التي تستمتع بها بعيدًا عن الشاشات.
  • ممارسة الرياضة بانتظام: فالنشاط البدني المنتظم يعمل على تحرير الهرمونات السعيدة في الدماغ مثل الإندورفين، والتي تساعد في تحسين المزاج وتقليل الاكتئاب.
  • الالتزام بعادات الأكل والنوم المنتظمة قدر الإمكان: فالتغذية السليمة والنوم الجيد يمكن أن يساعدان في استعادة التوازن الجسماني والنفسي. هذه العادات الصحية تعزز الصحة العامة وتقلل من التقلبات المزاجية وأعراض الاكتئاب.
  • البحث عن تطبيقات وموارد صحية: توجد العديد من التطبيقات والموارد المتاحة عبر التكنولوجيا التي تهدف إلى مساعدة الأشخاص المصابين بالاكتئاب. يمكن أن توفر تقنيات التنفس والتأمل، والتعليمات الصوتية المساعدة في التخفيف من القلق والاكتئاب.
  • البحث عن دعم نفسي: إذا كنت تعاني من اكتئاب مستمر، فقد يكون من الضروري الاستعانة بأصحاب الخبرة في مجال الصحة النفسية لإرشادك لكيفية التعامل مع التحديات الناتجة عن التكنولوجيا.
  • الختام

التكنولوجيا تلعب دورًا حيويًا في حياة الأفراد، ومع ذلك، يجب على الأفراد النظر في تأثيرها على الصحة النفسية. من خلال فهم هذه التأثيرات وتبني استراتيجيات صحية لاستخدام التكنولوجيا، يمكن تحسين جودة الحياة النفسية وتقليل مخاطر الاكتئاب في عالمنا الرقمي.

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

3

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة