قوة العقل الباطن ( كيف تسخر عقلك الباطن لتحقيق نجاحات مستحيلة )

قوة العقل الباطن ( كيف تسخر عقلك الباطن لتحقيق نجاحات مستحيلة )

0 المراجعات

قوة العقل الباطن ( كيف تسخر عقلك الباطن لتحقيق أهدافك )

يعتبر العقل الباطن جزء من عقل الأنسان الذي يعمل جنباً الى جنب مع العقل الواعي و يعد مسئولاً عن المشاعر و السلوكيات الغير شعورية. كما يعتمد جزء كبير من تحقيق النجاح و الأهداف الحياتية على مدى فهمنا للعقل الباطن و ألية عمله و كيفية السيطرة عليه و ذلك لاستغلاله في تحقيق و إحداث التأثيرات الإيجابية المطلوبة.

في هذه المقالة عزيزي القارئ سوف نشرح قوة العقل الباطن و الأهم كيف تتمكن من برمجة العقل الباطن و التحكم في كيفية عمله للنجاح في تحقيق أهدافك  و إحداث التأثيرات الإيجابية سواء عليك او على الظروف المحيطة من حولك.

عقل الأنسان

وفقاً لدراسة العلماء لعقل الإنسان يتم تقسيم ( تصنيف ) العقل الى ثالثة أجزاء و هي :

1- العقل الواعي ( conscious mind )

2- العقل الغير واعي  ( unconscious mind )

3- العقل الباطن ( subconscious mind )

يعتبر العقل الواعي هو العقل الذي يدرك جميع الموجودات بالحواس من حوله وهو الذي يستخدمه جميعنا يوميا لإداء السلوكيات الاعتيادية, بينما يعد العقل الغير واعي و العقل الباطن مرتبط بعضهما بالأخر فاحدهما يقوم بحفظ البيانات و الأخر يقوم بالتحكم بهذه البيانات .

و الجدير بالذكر عزيزي القارئ انه قد اشارت بعض الدراسات العلمية لعقل الانسان الى اننا نستخدم عقلنا الواعي بنسبة تصل الى 5% فقط بينما نعتمد على العقل الباطن في مهام الحفظ و السلوكيات الغير شعورية بنسبة 95%.

ما هو العقل الباطن

يعتبر العقل الباطن هو المسئول عن كل التصرفات و السلوكيات التي نؤديها بدون وعي و من ابسط الأمثلة على ذلك هو عملية التنفس و كذلك نجد رمش او ومض العين و غيرها من السلوكيات الغير شعورية التي يعد العقل الباطن هو المسئول عنها.

لذلك دعني اسألك عزيزي القارئ : إيهما اكثر أهمية و قوة ( العقل الواعي الذي يتحكم بـ 5% من افعالنا, ام العقل الباطن الذي يتحكم بـ 95% من هذه الأفعال ) ؟

السمات التي تميز العقل الواعي و العقل الباطن :

وفقاً لما ورد بكتاب “قوة عقلك الباطن للكاتب الأيرلندي جوزيف ميرفي” , فقد تم تلخيص اهم السمات التي تمكنا من التعرف على الفرق بين العقل الواعي و العقل الباطن كالاتي :

العقل الواعي : 

  • - ذكي يستطيع التمييز بين الصواب و الخطأ او السلوكيات المفيدة و المضرة منها .
  • - ضعيف و محدود الذاكرة جدا .
  • - لديه تأثير ضعيف على الانسان و الظروف المحيطة به .

العقل الباطن :

  • - ضعيف الذكاء ولا يميز بين الصواب و الخطأ او الشيء المفيد و المضر  حيث أشار العلماء الى ان اغلب الأمراض النفسية او أنواع الخلل الشعوري مثل الفوبيا او القلق المفرط يرجع سببها الى العقل الباطن حيث يعتبر هذا الخلل الشعوري في الأصل عبارة عن فكرة, فالخوف فكرة و الهلع فكرة و القلق المفرط فكرة. فالعقل الباطن يعتبر هو مصدر هذه الأفكار حيث كما ذكرنا سابقاً انه لا يميز بين الأفكار المفيدة ذات التأثير الإيجابي و الأفكار المضرة ذات التأثير السلبي .
  •  
  • - يملك ذاكرة حديدية عظيمة , فكل ما نشعر به مثل شيء سمعته او شاهدته او شممته او استشعرت ملمسه يقوم العقل الباطن بتخزينه
    و اذا تساءلنا لماذا لا نستطيع ان نتذكر كل هذه الأشياء عند الحاجة! هذا ببساطة يرجع لعدم قدرة العقل الواعي على استرجاعه من العقل الباطن .
  • و مثال على ذلك , كثيراً منا قد شاهد اشخاص موهوبة بتقليد أصوات المشاهير و نراهم جميعاً على منصات التواصل الاجتماعي او مسابقات أصحاب المواهب , حيث ترجع موهبة هؤلاء الى قدرة العقل الواعي لديهم على استرجاع و تذكر هذه الأصوات من العقل الباطن وهو الأمر المثير للدهشة.
  •  
  • - لديه تأثير قوي على نفسيتك و جسمك و الظروف المحيطة بك , فقد يؤثر عقلك الباطن على نفسيتك بغرس و تطوير أفكار سلبية كالخوف و الوساوس و القلق و غيرها من المشاعر و الأفكار السلبية . و كذلك قد يصل تأثير العقل الباطن على الجسد , فكثيراً منا قد سمع بظاهرة الحمل الكاذب و هي الحالة التي تقتنع بها الأنثى بأنها تحمل طفلاً حيث تبدأ اعراض الحمل الظاهرية بالظهور على جسدها مثل انتفاخ البطن و القيء و غيرها من الأعراض , حيث يقوم العقل الباطن بتصديق الفكرة و تطويرها و من ثم يبدأ التأثير على الجسد بظهور هذه الأعراض .
  • و كذلك يستطيع العقل الباطن التأثير على الظروف الخارجية المحيطة بك و هنا عزيزي القارئ لا نتحدث عن الظواهر الغيبية و الخرافات بل عن قدرة مجموعة من الأفكار على احداث تغيرات ملموسة على الظروف المحيطة .

كيفية التحكم في العقل الباطن ( تسخير قوة العقل الباطن )

العقل الواعي البوابة الخفية الى العقل الباطن

يستخدم العقل الواعي مجموعة من الأدوات للحصول على المعلومات و هي مجموعة الحواس الخمس الطبيعية لدينا ( السمع - الإبصار - اللمس - التذوق - الشم ) 
فإذا كان لديك كوب من الشاي الساخن فلن تتمكن من معرفة ان الكوب ساخن الا عند لمسك للكوب باليد و منها تنتقل هذه المعلومة الى عقلك الواعي و هكذا قياساً على جميع معرفتك الشعورية و الحسية للموجودات من حولك , فكلها تخضع لنفس القانون الخاص بتعرف العقل الواعي عليها .

على النقيض فالعقل الباطن يملك أداة واحدة للحصول على المعلومات و من خلال هذه الأداة و وفقاً لمدى فهمنا لقوانين العقل الباطن نستطيع ان نحدد المعلومات التي سوف نمررها الى العقل الباطن ليبدأ في الاستجابة اليها وهو ما يعرف بالسيطرة على قوة العقل الباطن .

و اليك عزيزي القارئ هذه الأداة و هي ( العقل الواعي ) !

فـ لكي يصدق عقلك الباطن بأنك سعيد فلا بد ان يخبره العقل الواعي بأنك سعيد و كذلك لكي يصدق عقلك الباطن بأنك لا تعاني من فوبيا المرتفعات فلابد ان يخبره عقلك الواعي بذلك 
و هكذا …

و عليك عزيزي القارئ الانتباه الى انه على الرغم من قدر البساطة التي قد تبدوا عليه هذه العملية الا انها تتطلب الكثير من التقنيات و التدريب و التكرار النمطي و هو ما يعرف ( بقوة التكرار
و هي التقنية المتبعة للسيطرة على العقل الباطن و دفعه نحو الاقتناع بما نمرر له من أفكار خلال الوعي او العقل الواعي .

قوة التكرار للتحكم في العقل الباطن

اذا كنت من محبي نظرية المؤامرة فاليك عزيزي القارئ هذا الدليل على ما يعرف ( بقوة التكرار ) , فهناك العديد من الجهات التي طبقت عليك هذه التقنية من تكرار الفكرة الى دفعك للوصول الى اقتناعها . فعلى سبيل المثال لا الحصر , نجد العديد من شركات المنتجات المختلفة كالمنظفات و منتجات العناية بالبشرة و المطاعم و السيارات و المشروبات الغازية و شركات الاتصالات .. الخ . حيث تتبع جميعها نفس التقنية من تكرار الإعلانات المروجة لهذه المنتجات حتى تدفع المتلقي للوصول الى التصديق بالحاجة اليها و اقتنائها .
و اذا كنت من محبي الأفلام و السينما فاليك عزيزي فيلم Focus للممثل الأمريكي Will Smith حيث تتبنى قصة الفيلم نفس الفكرة و هي تقنية التكرار للسيطرة على العقل الباطن .

ان قوة التكرار للتحكم في العقل الباطن لا تصدر عن مجموعة من الاراء الشخصية حول هذا الشأن و لكنها حقيقة واقعية تم ثبوت نتائجها خلال العديد من الدراسات و الأبحاث العلمية ولا اخفيك سراً عزيزي القارئ انك قد تعتبر احد ضحايا هذه التقنية سواء كانت تكرار لأفكار سياسية او تكرار الحاجة لمنتج او تكرار الدعم و التعظيم لشخص ما او الكره و العداء لأخرى و الى اخره من الأمثلة و النماذج التي ربما خضع عقلك الباطن الى اعتناقها و التصديق بها .

انتبه عزيزي القارئ من تكرار جمل سلبية او أفكار سلبية او مشاهد سلبية  فهنا لا نتحدث عن تكرار اللفظ لكمة بعينها و لكن تكرار التصديق الغير واعي لفكرة او شعور سلبي و هو ما ينعكس على حياتك و يؤثر مستقبلاً على مدى قدرتك على تحقيق اهدافك .

خطورة تقنية التكرار و التحكم بقوة العقل الباطن ( الإطار الأخلاقي )

اذا تأملنا قليلاً سنجد في حياتنا العديد من الممارسات التي يُستهدف بها نشر فكرة معينة او احداث تغيير معين كان تواجده صعباً بالظروف الطبيعية و في بعض الأحيان مستحيلاً ,
و ترجع خطورة هذا الموضوع الى مدى طبيعة الإطار الأخلاقي لمروجي هذا الأفكار !  ما هي أهدافهم ؟!  ما هي خططهم ؟! .

حيث نشاهد العديد من أفكار السعار الجنسي و الشذوذ الفكري و العنف و العنصرية قد تتبناها بعض مؤسسات صناعة السينما او المؤسسات الإعلامية الكبرى من خلال دس هذا الأفكار و المشاهد خلال العديد من الأعمال و المنتجات السينمائية او الإعلانية , و هو بقليل من التأمل نجد انها تعتنق ذات الفكرة حول قوة تكرار الأفكار و المشاهد و قدرة هذا التكرار على التحكم بالعقل الباطن للمتلقي , فأنتبه عزيزي القارئ الى ما يمرر الى حواسك الخمس .

 

“ ما يمكن ان تصبح عليه مستقبلاً هو ناتج تكرار أفكار الحاضر ”

فاذا كانت الأفكار التي تمرر الى عقلك الباطن بنمط متكرر تدور حول كونك فقيراً فغالباً ما ستظل فقيراً بالمستقبل او اكثر فقراً 
و اذا كانت الأفكار التي تمرر الى عقلك الباطن بتكرار نجاحك و تصورك لهذا النجاح و تأثيره الإيجابي على جميع جوانب حياتك و مدى سعادتك لتحقيقه , فمع الالتزام و العمل المستمر و السعي و الأخذ بالأسباب غالبا ما ستصل الى هذه النجاحات التي كانت مجرد فكرة او صورة بعقلك الباطن يوماً ما .

أحرص عزيزي القارئ على تكرار الأفكار الإيجابية حول السعادة و النجاح و الثراء و تحقيق الأهداف حتى و إن لم تكن حقيقة في وقتك الحاضر , فكن مؤمناً مع السعي و العمل بأنها سوف تصبح واقعاً ملموساً بالمستقبل .

 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

1

متابعهم

2

مقالات مشابة