جرعة نفسية تلطيفية ......

جرعة نفسية تلطيفية ......

0 المراجعات

أستغرب ؟! لماذا الإفراط في الحزن عندما يموت الإنسان؟! 

الإنسان مخلوق ومن افضل مخلوقات الله ، كيف لا وهو خليفة الله في الكون ، وهذه مكرمة ربانية حصريا في الإنسان ، فهل يوجد افضل من هذا التكريم لك أيها الإنسان . أيضاً الحياة والموت مخلوقات ، فلينظر الإنسان بتدبر في مخلوقات الله برا وجوا وبحرا ، تجد أنها قائمة على الزوجية الثنائيات ، ما عدا الخالق هو الواحد الأحد الفرد الصمد ، وليس كما يقول الفلاسفة بأن الكون برمته قائم على وحدة وصراع الأضداد ، فالكون كله قائم على التمايز والتكامل معا في آن واحد. انظر في عالمك الداخلي بتبصر وتدبر أيها الإنسان ، تجد هذه الزوجية الثنائية واضحة المعالم ، فمخك مقسوم إلى نصفين ، نصف المخ الأيمن ونصف المخ الأيسر، وقلبك نصفين ,والجنة والنار ، والخير والشر ، والصحة والمرض ، والمد والجزر ، والقطب السالب والقطب الموجب ، والليل والنهار ، والذكر والأنثى ، فلولا وجود القطب الموجب والسالب معا لما تمكن أديسون--من الكشف عن نعمة الكهرباء،،--- إلخ.هذا التضاد في الثنائية هدفه المحافظة على التوازن ، وفي حال القصور في عمل التضاد ، فإنه يؤدي إلى الفوضى أو عدم التوازن . الموت مضاد للحياة ، فهما كمخلوقين مختلفين عن بعضهما البعض شكلا ومضموناً ، كل مخلوق فيهما يتميز ويتفرد بخصائص تميزه عن الآخر ، لكنهما في نفس الوقت يوجد بينهما تكامل ، فهما مكملين لبعضهما البعض ، ولا يمكن لأحدهما أن يعمل بمعزل عن الآخر ، فهما وجهان لعملة واحدة ، وهذه دورة ، فالكون بأكمله لا يقبل القسمة إلا على واحد في حالة التوازن . في داخلنا تحدث عمليات البناء والهدم معا . من لحظة الإخصاب وحتى سن الشيخوخة ، تسود عملية البناء على عملية الهدم في حالة التوازن والوضع الصحي ، لكن مع حلول سن الشيخوخة ، تسود عملية الهدم على عملية البناء ، وعملية الهدم هذه هي بمثابة عملية تمهيدية - تحضيرية كإنذار أو تحذير باقتراب نهاية دورة الحياة أو بنفاذ بطارية الحياة . هذا يعني مؤشر اقتراب الانتقال من دورة الحياة المؤقتة قصيرة الأمد إلى دورة الموت طويلة الأمد ، فدورة حياتنا فيها بناء وهدم معا ، أما دورة الموت فيها هدم فقط ، أي فيهاالتحليل أوالتفكيك لهذا الميت إلى عناصره الأساسية الأولية التي نشأ عنها في الأصل ، وهذا بحد ذاته يجب أن يكون باعثا على السكينة والطمأنينة ، بأننا نموت لنحيا من جديد لاحقا ، فلينظر الإنسان مما خلق ,فالحياة والموت نعمة من الله ، لكن قد يصنع بعضنا من حياته موتا ، والبعض الآخر قد يكون في موته حياة ، فكله يعتمد بالدرجة الأولى علينا أولا وأخيرا ، وعليه لا تيأس ولا تقنط وتجنب أن تصاب باضطراب نفسي هدام إسمه " قلق الموت"، فالموت والحياة دورة فيها سلسلة محطات ننتقل فيها من شكل الى أخر ، فامواتنا غابت أجسادهم عنا ، لكننا بين الفينة والأخرى نراهم في نومننا . الإنسان يتألف من جسم ونفس معا . عندما ننام ونبدأ نحلم ، فهذا يعني حدوث حالة وفاة ، أي مغادرة النفس وخروجها من العالم المحسوس إلى العالم اللامحسوس ، وهنا تلتقي نفسك بأنفس قد تعرفها وأنفس لأول مرة تراها ، قد تعود النفس إلى وعائها الجسمي الحسي ونستيقظ أحياء ، وقد لا تعود ، فخروجها ومغادرتها وعودتها إليه ، هذه الرحلة القصيرة جدا تسمى وفاة ، أما خروجها وعدم عودتها تسمى موت ، فالإنسان عندما يموت نقول مات وليس. المتوفى. 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

35

متابعين

2

متابعهم

8

مقالات مشابة