مرض البوليميا و علاجه

مرض البوليميا و علاجه

0 المراجعات

البوليميا: الشره المرضي العصبي
يُشار إلى البوليميا (بالإنجليزية: Bulimia) باسم النهام العصبي أو الشّره المرضي العصبي، وهو اضطرابٌ عقلي يمكن أن يصيب أيّ شخصٍ من أيّ جنسٍ كان ومن أيّ فئةٍ عمرية، يقع فيه المُصاب بالإفراط في تناول كمياتٍ كبيرة من الطعام خلال وقتٍ قصير نتيجة شعوره بالغضب أو التوتر أو الانزعاج في محاولةٍ منه التغلّب على المشاعر السّلبية، ومن ثمّ يحاول فقدان هذه الكميات والتخلّص منها عن طريق التّقيؤ الذّاتي، أو تناول الأدوية المُسهِلة أو مدرّات البول، أو من خلال الصّيام، أو ممارسة الرياضة بشكلٍ مُفرط، فضلاً عن أن المُصاب فيه يُركّز على وزنه وشكله بشدّة، مما يجعله يرى نفسه بحجمٍ أكبر مما هو عليه، وهي حالةٌ خطيرة تستدعي مراجعة الطبيب لتلقّي العلاج المُناسب في أسرع وقتٍ ممكن، والتّعافي بسرعة.[١]
أسباب البوليميا
ما زال الباحثون غير متأكدين من السبب الرئيسي للبوليميا، لكن في اعتقادهم أنّ مزيجًا من جينات الشّخص والأحداث التي يتعرّض لها في حياته قد تكون السبب في ذلك، إلى جانب العوامل التالية التي رجّحوا بأن يكون لها دورٌ في ذلك:[٦]

احترام الذّات.
الخبرات الاجتماعية.
التاريخ الصّحي للعائلة.
وجود أمراضٍ أخرى في الصّحة العقلية
الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالبوليميا
تصيب البوليميا أيّ شخصٍ من أيّ عمر أو عِرْق أو جنس، ولكن وجود بعض العوامل يزيد من احتمالية الإصابة به مقارنةً بالآخرين، وهذه العوامل هي:[٧]

فئات صغار السن، مثل اليافعين والمراهقين.
الإناث أكثر إصابة من الرجال.
وجود أقارب عانوا من مشكلة البوليميا سابقًا.
المعاناة من صدمةٍ نفسية، أو عاطفية.
الأشخاص الذين يتبعون حميةً غذائية قاسية.

تشخيص البوليميا
قد يكون من الصّعب أحيانًا تشخيص البوليميا، لأن المُصاب به غالبًا ما يُحاول إبقاء الأمر سريًا، لكن يمكن لأخصائي الصّحة النفسية تشخيص الحالة بالاعتماد على الأساليب التالية:[٨]

الفحص الجسدي: والذي يتمثّل بالتحقق من السّيرة المَرضية للشخص بما فيها التاريخ العائلي من الاضطرابات السّلوكية، والعلامات أو الأعراض المُحتمَل تواجدها لديه، والاستفسار عن مجموعةٍ من الأمور هي:
تقييم تغيّرات الوزن.
الاستفسار عن التصوّرات الذاتية للوزن.
سؤال الشّخص عن طبيعة أكله واستخدامه للمُسهِلات أو أدوية الحمية.
سؤال الشّخص عن أيّة آلامٍ أو أعراضٍ يواجهها، مثل تساقط الشعر، أو تغيّر في نسيج الجلد، أو عدم تحمّل البرد، أو الضّعف العام، أو الإمساك، أو الانتفاخ في البطن.
التحاليل المخبرية: بما في ذلك تحليل الدم، وتحليل البول.


وتتمثّل المعايير التشّخيصية للبوليميا حسب الدليل الإحصائي للاضطرابات العقلية DSM-5 بما يلي:[٩]

وجود نوبات متكررة من الشّراهة عند الأكل: تتميز نوبة الشراهة عند الأكل بكل مما يلي:
تناول كميات كبيرة من الطعام أكثر من حاجة معظم الأشخاص خلال فترة زمنية قصيرة -على سبيل المثال خلال ساعتين-.
الشّعور بعدم السيطرة على الأكل -على سبيل المثال، الشعور بعدم القدرة على التوقف عن الأكل أو التحكم في طبيعة أو كمية الأكل-.
السلوك أو الممارسات التعويضية غير المناسبة المتكررة من أجل منع زيادة الوزن، مثل تحفيز التقيؤ الذاتي، أو إساءة استخدام المليّنات، أو مدرات البول، أو الصيام، أو الإفراط في ممارسة الرياضة.
عدد مرات حدوث الشراهة عند الأكل والسلوك التعويضي غير المناسب: والذي يُقدّر بمعدّل مرة واحدة على الأقلّ في الأسبوع لمدة ثلاثة أشهر.
تأثير التقييم الذاتي بشكلٍ غير ملائم على شكل الجسم ووزنه.
علاج البوليميا
قد تكون رحلة علاج البوليميا طويلةً بعض الشيء، لكن كلما كان العلاج مبكّرًا، قلّت احتمالية حدوث المضاعفات عند المُصاب،[١٠] إذ يحيل الطبيب المُصاب بعد تأكيد تشخيصه إلى فريقٍ من الأطباء وخبراء التّغذية للمساعدة على التّعافي،[٦] وعادةً ما تتمثّل خطّة علاج البوليميا بما يلي:

العلاج الغذائي: في البداية يُعالَج الشخص الذي يتقيأ بانتظام، فقد يتسبب ذلك في حدوث اختلالات في أملاح الجسم قد تكون مهددة للحياة، وفي حال المعاناة من مشاكل خطيرة في القلب أو الكلى أو كان هنالك خطرٌ من إيذاء النفس عندئذٍ سيكون هناك حاجة إلى دخول المستشفى.[٦][١٠]
العلاج النفسي: يُشار العلاج النفسي أحيانًا باسم العلاج بالكلام، وهو عبارة عن استشارةٍ نفسية للمساعدة على تغيير الأفكار أو السّلوكيات الضارّة المتعلّقة بالأكل، إذ يركّز هذا النوع من العلاج على أهمية التحدث عن مشاعر المُصاب وتأثيرها على سلوكه.[١٠]
استشارات تغذوية: يساعد اختصاصي التغذية على تناول الطّعام بطريقةٍ صحية أكثر من قبل.[٦][٢]
الاشتراك في مجموعات الدعم: والتي تلتقي فيها الفتيات أو النساء وأحيانًا أسرهن ويتبادلن قصصهن.[٦][٢]
العلاج الدوائي: مثل فلوكستين (Fluoxetine)؛ هو الدواء الوحيد المُعتمَد من قِبَل منظّمة الغذاء والدواء (FDA) لعلاج البوليميا عند البالغين فقط.[٦][٢]
نصائح للتعامل مع أعراض البوليميا
يمكن أن يساعد اتّباع بعض النصائح على تخفيف حدّة أعراض البوليميا، وهذه النصائح هي:[٢]

اعتنِ بجسمك: وذلك من خلال تضمين الأطعمة الصّحية في نظامك الغذائي، والتأكد من حصولك على العناصر الغذائية التي تحتاجها.
استشر طبيبك حول فترة ممارستك للرياضة، ومقدار التمارين وشدّتها.
تواصل مع الآخرين: إذ يساعدك تكوين الصّداقات في التغلّب على العادات غير الصّحية، والشّعور بالتّحسن.
تجنّب المحفّزات لتناول الطعام: إذ عليك الابتعاد عن صور وسائل التوصل الاجتماعي لأشخاصٍ يمتلكون أجسامًا غير واقعية بالنسبة للمعظم، فضلاً عن ضرورة ابتعادك عن ميزان الوزن والمرآة، والتّعامل بشكلٍ صحيح مع حالات القلق والتوتر التي تتعرّض لها.
هل يمكن الوقاية من البوليميا؟
نعم. يكون ذلك ببناء الثّقة لدى الطفل حول وزنه، وفخره بأمورٍ تتخطّى شكل جسمه فقط، إلى جانب ضرورة اجتماع العائلة خلال فترات تناول الطعام، لجعله أمرًا ممتعًا، والحدّ قدر الإمكان من اضطرابات تناول الأكل.[٤]

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

1

متابعين

0

متابعهم

1

مقالات مشابة