الأمراض الجديدة و الوقايه منها
حتى الآن، لا يوجد مرض يعرف باسم "إنفلونزا القرود" في الأدبيات الطبية، ولا توجد تقارير رسمية عن حالات انتشاره عالميًا. قد يكون هناك لبس في المصطلح، وربما تشير إلى أمراض أخرى تنتقل من القرود إلى البشر أو تركز على الأمراض ذات الصلة مثل فيروس "جدري القرود" (Monkeypox) الذي ينتقل أحيانًا من الحيوانات البرية إلى البشر.
### 1. **ما هو جدري القرود؟**
جدري القرود هو مرض نادر ينتقل من الحيوانات إلى البشر، وينتج عن فيروس مرتبط بفيروس الجدري. تم اكتشافه لأول مرة في القرود في أواخر الخمسينيات، ومن ثم في البشر في السبعينيات في مناطق غرب ووسط أفريقيا. وعلى الرغم من تسميته، فإن القرود ليست المستودع الرئيسي للفيروس بل يُعتقد أن القوارض الأفريقية هي المضيف الأساسي.
### 2. **الأعراض:**
تظهر أعراض جدري القرود عادةً بعد فترة حضانة تتراوح بين 5 إلى 21 يومًا. تشمل الأعراض الشائعة:
- **الحمى**: ارتفاع في درجة الحرارة.
- **الصداع**: ألم في الرأس.
- **آلام العضلات**: ألم في الجسم والعضلات.
- **الإرهاق**: شعور بالتعب والإرهاق.
- **الطفح الجلدي**: بعد أيام من الحمى، يظهر طفح جلدي يبدأ غالبًا في الوجه ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. الطفح يبدأ كبقع حمراء تتحول إلى بثور ومن ثم قشور.
- **تورم العقد اللمفاوية**: تضخم في العقد اللمفاوية، وهو عرض يميز جدري القرود عن أمراض الطفح الأخرى.
### 3. **طرق الوقاية:**
للوقاية من العدوى بفيروس جدري القرود، يمكن اتباع التدابير التالية:
- **تجنب الاتصال المباشر** مع الحيوانات البرية التي قد تحمل الفيروس، وخاصة القوارض والقرود.
- **ممارسة النظافة الشخصية** بغسل اليدين بانتظام باستخدام الصابون والماء.
- **تجنب ملامسة المواد** التي قد تكون ملوثة بالفيروس، مثل الفراش أو الملابس التي استخدمها شخص مصاب.
- **استخدام معدات الوقاية الشخصية** عند التعامل مع الحالات المؤكدة أو المشتبه بها.
- **التوعية والتثقيف** حول طرق الانتقال والوقاية، خاصة في المناطق التي ينتشر فيها المرض.
### 4. **طرق العلاج:**
حاليًا، لا يوجد علاج محدد لجدري القرود، ولكن تتم إدارة الأعراض عبر:
- **الرعاية الداعمة**: معالجة الحمى وآلام الجسم وتقديم السوائل للحفاظ على الترطيب.
- **الأدوية المضادة للفيروسات**: قد يتم استخدام أدوية مضادة للفيروسات مثل "Tecovirimat" في حالات معينة.
- **التطعيم**: اللقاح ضد الجدري قد يوفر حماية جزئية ضد جدري القرود، ويُستخدم في بعض الأحيان كإجراء وقائي للعمال الصحيين أو الأفراد المعرضين للخطر.
### 5. **عدد الحالات وآراء الأطباء:**
حتى عام 2022، شهدت بعض الدول زيادة في حالات الإصابة بجدري القرود، خاصة في أفريقيا وفي بعض المناطق خارجها. تشمل هذه المناطق المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، والعديد من الدول الأوروبية. وفي معظم الحالات، تم تتبع الإصابة إلى اتصال مباشر مع حيوانات مصابة أو انتقال العدوى بين البشر.
الأطباء والمتخصصون في مجال الأمراض المعدية يؤكدون على أهمية متابعة المرضى وحالات الاتصال بهم بدقة، مع التركيز على تدابير الوقاية المناسبة لمنع الانتشار.
### 6. **التوجيهات العامة:**
ينصح الخبراء بأن تظل هناك يقظة حول هذا المرض وتحديث المعلومات المتعلقة به باستمرار. كما يوصى بتوعية الناس وتثقيفهم حول كيفية تجنب العدوى والحفاظ على صحتهم وصحة الآخرين.
### 7. **خاتمة:**
بينما لا يوجد دليل على وجود "إنفلونزا القرود" كمرض مستقل، فإن جدري القرود يمثل تهديدًا صحيًا حقيقيًا، خاصة في بعض المناطق الأفريقية. من المهم أن يتم توفير الموارد المناسبة لرصد هذا المرض والوقاية منه، والتعاون الدولي للتعامل مع أي تفشٍ قد يحدث.