حقائق لا تعرفها عن آلام ظهرك و أسباب حدوث الإنزلاق الغضروفي
قد يعتقد الكثير أن أوجاع الظهر تكمن في مشكلة مرتبطة بالغضروف الموجود بين الفقرات والذي يمثل الداعم الأول لمرونة العمود الفقري و سلاسة حركته ، لكن عليك معرفة أن مشاكل العمود الفقري تتمثل أيضاً في العديد من الأسباب الأخرى التي سنتناولها تباعاً في هذا المقال.
عالرغم من أن الغضروف يُعد المتهم الأول في مشاكل العمود الفقري وآلامه المزمنة إلا أن العضلات المحيطة بالعمود الفقري هي المتهم الخفي في هذه اللعبة ؛ حيث إن العضلات من الناحية التشريحية تنقسم لشقين وكلاً منهما له وظيفته الخاصة ؛ الشق الأول وهو العضلات العميقة جداً والملاصق للعمود الفقري وهي الداعم الأول والفعلي لثبات العمود الفقري و السماح لحركته الانسيابية أن تكون في أمان وذلك لأن هذه العضلات تتلاصق بشكل تام مع فقرات الجسم ومن جميع الاتجاهات وبزوايا متعددة مما يمكنها من الانقباض الأوتوماتيكي أثناء حركات الجسم المختلفة ، و من هنا يأتي دور الشق الثاني و هي العضلات السطحية و التي تتسم بكبر مساحتها وقدرتها على الانقباض بشكل أكبر مما يسمح لحركة العمود الفقري في الثني و الفرد أو الدوران.
لذا إن حدث أي اختلال في الأداء العضلي الذي تم شرحه سابقاً سيؤدي ذلك إلى اختلال حركي و الذي بدوره من الممكن أن يسبب في سهولة الانزلاق الغضروفي أو حدوث عدم ثبات في الفقرات أثناء التجانس الحركي وسهولة الضغط على الأعصاب الخاصة بهذه المنطقة ومن ثم حدوث ألام الظهر.
شيء آخر قد يغفل عنه مُشخصي ألام الظهر و المتخصصين بعلاجه وهو اختلال الأداء الوظيفي الحركي ، وهو أحد الأسباب الكامنة في إصابات الشباب حديثي السن وممارسي الرياضات المختلفة مما يُعرضهم لخطر حقيقي أثناء تدريباتهم أو أداء مهامهم الحياتية. ذلك لأن الحركة التي يقوم بها هؤلاء الشباب لها نمط معين ينتج عن تزامن في نشاط بعض العضلات بشكل أولي عن عضلات أخرى أثناء عمل الحركة المطلوبة وإن لم يتم هذا التزامن في الوقت المحدد له فسينتج عنه اختلال حركي و بمرور الوقت والتكرار سيصبح نمطاً خاطئاً متكرراً يمارسه العقل قبل الجسد مما يؤدي فيما بعد لجهوزية الجسم لإصابات لا يمكن تفاديها و لا الوقاية منها.
إلي هنا ولم نكتف بسرد بقية الأسباب المتعلقة بآلام الظهر كارتخاء الأربطة المحيطة بالعمود الفقري أو التهابها أو الانزلاق الفقاري الذي سنسرد عنه موضوعاً كاملاً لمدى خطورته وسهولة حدوثه نتيجة للشروخ الإجهادية التي تصيب الفقرات ولم نتحدث أيضاً عن ضيق القناة الشوكية وما تتسبه من ألام مزعجة حقاً وغيرها من الأسباب المتعددة التي قد يغفل عنها حتى بعض الأطباء في التعرف عليها أو تداركها.
أخيراً من الواجب أن أُقدم في هذه المقالة بعضاً من النصائح المهمة للحفاظ على العمود الفقري وسلامته ؛ من المُتعارف عليه أن اتخاذ وضعية ما لفترة طويلة فهذا يؤثر على الأنسجة المحيطة بهذه المنطقة وأنه من الأفضل تغيير الأوضاع بشكل مستمر بل أيضاً أكدت الأبحاث العلمية الحديثة أنه لا توجد وضعية صحيحة أو مُثلى للجلوس أو الاتكاء وأن أفضل شيئاً هو تغيير الأوضاع بشكل مستمر وروتيني.
لنظرة أخيرة عن هذا الموضوع فإنني أقول إن التعامل مع الجسم البشري وخاصة العمود الفقري هو كالسهل الممتنع، له مفاتيحه الخاصة والتي تتطلب منا الجهد لفهم طبيعة وماهية عمل الجسد كبنيان واحد ومتصل ببعضه البعض يحكمه أداء عصبي عالي الدقة وأنه من الصعب الحكم على إصابة أي جزء من أجزاء الجسد دون الأخذ في الاعتبار بقية الأجزاء.
في نهاية مقالي أود أن أكون أفدتكم ولو بشيء بسيط عن ألام الظهر العصرية وعلى وعد أن نكمل قصتنا في هذا الموضوع المثير ولنا في الحديث بقية إن شاء الله.