ما هو العصب السابع ؟
العصب السابع: ما هو وأهم وظائفه وتأثير تأذيه على الجسم
العصب السابع، أو العصب الوجهي، هو واحد من أهم الأعصاب في جسم الإنسان. يلعب دورًا حيويًا في القدرة على التعبير عن المشاعر والقيام بحركات الوجه، بالإضافة إلى وظائف أخرى مهمة. سنتعرف في هذا المقال على كل ما تحتاج معرفته عن العصب السابع، وظائفه، الأضرار التي قد تحدث عند تأذيه، وأهم العلاجات المتاحة.
ما هو العصب السابع؟
العصب السابع هو أحد الأعصاب القحفية الاثني عشر التي تنشأ من الدماغ، ويمتد من جذع الدماغ ليغذي عضلات الوجه. يُعتبر هذا العصب المسؤول الرئيسي عن حركات الوجه المختلفة مثل الابتسام، العبوس، والضحك. كما يلعب دورًا في بعض الوظائف الحسية مثل التذوق.
وظائف العصب السابع
يلعب العصب السابع عدة أدوار مهمة في جسم الإنسان تشمل:
1. التحكم في حركات الوجه
يمنح العصب السابع القدرة على تحريك عضلات الوجه، مما يساعد في التعبير عن المشاعر المختلفة مثل السعادة، الحزن، والدهشة. بفضله، يستطيع الإنسان القيام بحركات معقدة مثل غلق العينين، نفخ الخدين، وتحريك الشفاه.
2. التحكم في إفراز الدموع واللعاب
العصب السابع يتحكم في الغدد الدمعية واللعابية، مما يسهم في ترطيب العين والفم. هذه الوظيفة مهمة للحفاظ على صحة العين ومنع الجفاف الذي قد يؤدي إلى مشاكل بصرية.
3. الإحساس بالطعم
يساعد العصب السابع في نقل إشارات الطعم من الثلثين الأماميين من اللسان إلى الدماغ، مما يمكّن الشخص من تذوق الأطعمة والاستمتاع بها.
4. المساهمة في حماية الأذن
يقوم العصب السابع بتشغيل عضلة الركابي في الأذن الوسطى، التي تعمل على تقليل شدة الأصوات العالية، مما يحمي الأذن من الأصوات الضارة.
الأضرار الناتجة عن تأذي العصب السابع
تأذي العصب السابع يمكن أن يؤدي إلى مشاكل عديدة تؤثر على حياة المريض اليومية. من أبرز الأضرار:
1. شلل الوجه النصفي (شلل بيل)
يُعتبر شلل بيل أحد أكثر الحالات شيوعًا التي تُصيب العصب السابع. يحدث نتيجة التهاب أو ضغط على العصب، ويؤدي إلى فقدان القدرة على التحكم في عضلات الوجه في جانب واحد، مما يسبب تدلي الوجه وصعوبة في القيام بتعبيرات الوجه الطبيعية.
2. ضعف القدرة على التذوق
عند تأثر العصب السابع، قد يفقد المريض قدرته على الإحساس بالطعم في الجزء الأمامي من اللسان، مما يؤثر على استمتاعه بالأطعمة وقدرته على التمييز بين النكهات المختلفة.
3. جفاف العين والفم
قد يؤدي تأذي العصب إلى ضعف في إفراز الدموع واللعاب، مما يسبب جفاف العين والفم. هذا الجفاف قد يتسبب في مشاكل صحية مثل التهابات العين وصعوبة في البلع.
4. تشنجات عضلية
قد يعاني بعض المرضى من تشنجات مؤلمة في عضلات الوجه، مما يؤدي إلى صعوبة في التحكم بحركات الوجه.
5. مشاكل في السمع
في بعض الحالات، قد يؤدي تأذي العصب إلى مشاكل في السمع مثل زيادة الحساسية للأصوات العالية.
أسباب تأذي العصب السابع
تتنوع الأسباب التي قد تؤدي إلى تلف العصب السابع، ومنها:
- العدوى الفيروسية: يُعتبر فيروس الهربس البسيط السبب الأكثر شيوعًا لشلل بيل. يمكن أن تسبب فيروسات أخرى مثل فيروس الحماق النطاقي وفيروس إبشتاين-بار تلف العصب أيضًا.
- إصابات الرأس: قد تؤدي الإصابات المباشرة في منطقة الرأس أو الوجه إلى تلف العصب.
- الأورام: نمو الأورام في الدماغ أو بالقرب من مسار العصب يمكن أن يضغط عليه ويؤدي إلى تلفه.
- السكتات الدماغية: نقص التروية الدموية إلى منطقة معينة في الدماغ قد يؤدي إلى تلف الأعصاب، بما فيها العصب السابع.
- أمراض المناعة الذاتية: مثل متلازمة غيلان باريه، حيث يهاجم الجهاز المناعي الأعصاب ويسبب ضعفها.
كيفية التشخيص
التشخيص يعتمد بشكل أساسي على الفحص السريري للمريض، حيث يختبر الطبيب حركات عضلات الوجه. قد يتطلب الأمر إجراء فحوصات إضافية مثل:
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): لتحديد وجود أورام أو أي مشكلات أخرى في الدماغ.
- التصوير المقطعي المحوسب (CT): للكشف عن أي إصابات في العظام أو الأنسجة المحيطة بالعصب.
طرق العلاج
العلاج يعتمد على سبب تأذي العصب ومدى شدته. تشمل العلاجات المتاحة:
1. العلاج الدوائي
يمكن استخدام الكورتيكوستيرويدات لتخفيف الالتهاب وتقليل الضغط على العصب. كما يمكن استخدام مضادات الفيروسات إذا كان السبب عدوى فيروسية.
2. العلاج الطبيعي
يشمل تمارين لتحفيز عضلات الوجه وتحسين القدرة على التحكم بها. قد يتطلب الأمر جلسات علاجية مكثفة لتحقيق أفضل النتائج.
3. الجراحة
في الحالات النادرة جدًا، قد يكون التدخل الجراحي ضروريًا لإزالة الضغط عن العصب أو إصلاح الأضرار التي لحقت به.
التعايش مع تأذي العصب السابع
التعايش مع مشاكل العصب السابع يتطلب دعمًا نفسيًا واتباعًا لتوصيات الأطباء. يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي وتعلم تقنيات للتعامل مع ضعف عضلات الوجه في تحسين جودة الحياة.
خاتمة
العصب السابع هو جزء حيوي ومهم من النظام العصبي، وأي تلف فيه قد يؤثر بشكل كبير على حياة الشخص. فهم وظائفه وأسباب تلفه يساعد في التعرف على المشاكل مبكرًا واتخاذ الإجراءات اللازمة للعلاج، مما يعزز فرص الشفاء ويقلل من التأثيرات السلبية على حياة المريض.