تقرير فليكسنر الشر الذي مهَّد السبيلَ لاستحواذ النفط على الطب!
تقرير فليكسنر
الشر الذي مهَّد السبيلَ لاستحواذ النفط على الطب!
انتقل الطبُّ من تمثيل ذلك التوازن الدقيق بين العلم والفن- والذي عبرتْ عنه أشكالٌ خاصةٌ عدةٌ وجسدتْ لامركزيته للانفتاح على التغيير وَفق ما يتطلبه التقدم- إلى نظامِ مرسومٍ أحادي المسار، جازمٍ مشترك لا يقبل الدحضَ. فكيف تأتى بلوغ ذلك؟ والأهم من ذلك، كيف ولِمَ تحولَ الطبُّ بشكل كبير من استخدام النباتات الطبية لمساعدة الجسم على الشفاء بشكل طبيعي إلى استهداف أعراض المرض فقط باستخدام المركبات الصناعية الكيميائية- البتروكيماوية. ونعني باختصار، استعمال هذه العقاقير الصيدلية؟
للإجابة عن هذه الأسئلة المهمة، لا بد من الرجوع إلى ورقةٍ علمية نُشرت سنة 1910، ويتعلق الأمر بتقرير فليكسنر المعروف بـــــ Flexner Report، وهو التقرير الذي غير نهائيا مسارَ الطب الغربي لتحقيق كافة الأهداف والمقاصد. وقد ارتبطت بوادرُ هذا التقرير حين كُلِّفَ أبراهام فليكسنر من لدن شركات كبرى ورابطة التسويق الأمريكية (AMA) لإجراء تقييم لخمس وخمسين ومائة (155) مدرسة طبية بربوع أمريكا الشمالية حيثُ قام الرجلُ بتقييم طرائق التدريس المختلفة في كل مدرسة لجمع المعلومات ومن ثمة وضعُ النظام الطبي الموحد لبلوغ نتائج مثمرة كما راهن على ذلك رؤساؤه في هذا العمل.
قبل نشر تقرير فليكسنر، كان ما ينعته كثيرٌ من الناس اليوم بالطب “البديل” مجردَ طب قديم. وقد استغل الأطباء الممارسون جملةً من الخيارات العلاجية مثل العلاج التجانسي/ التشاكلي الذي تم تدريسه في كليات الطب في جميع أنحاء البلاد، كما كان طب النباتات يحظى بتقدير كبير داخل قاعات التعليم العالي، مضطلعا بدوره الخاص ضمن الاتحاد الفلسفي الواسع للتعليم الطبي.
احتل التعليم الطبي خلال القرنِ التاسعَ عشرَ المقامَ الأول في التدريس، وكان يدرَّسُ بإحدى الطرائق الثلاث الآتية:
- برامج تدريب مهني من خلاله يقدم الممارسون المحليون التعليمات العملية الفردية لطلابهم.
- المدارس ذات الملكية الخاصة، حيث يحاضر الأطباء مجموعاتٍ من الطلاب بكليات طب خاصة.
- برامج تكوين بالجامعة، حيث يتلقى الطلاب تدريبا يشمل جانبا نظريا وآخرَ عمليا: التنظير الديدكتيكي بقاعات المحاضرة التابعة للجامعة، ثم التدريب العملي السريري بالمشفيات.
وبناءً عليه، اختلفت طبيعة التكوين في الطب قبل سنة 1910 بشكل كبير في الولايات المتحدة الأمريكية تبعا للمؤسسة، ونوع المدرسة التي يدرَّس بها. وكما كان الأمر مع معظم مؤسسات التعليم العالي آنذاك، اتخذ السعي وراء استجلاء الحقيقة بالبحث العلمي أشكالا خاصةً عدةً، وأدرك الناسُ ذلك بوصفه أمرا طبيعيا تماما. وثمة مدارسُ متعددةٌ للفكرِ وكافةِ مناهج الطب، ولكل منها نجاعته الحقيقية. وغدا الأمر في التعليم الطبي نموذجَ سوقٍ حرةٍ، وتمحورَ هذا النموذجُ حولَ الانفتاح وقَبول الأفكار الجديدة، لا تحت تحكم فئة قليلة وهيمنتها المركزية. وكانت السابقة الإيديولوجية للطب من الأنماط الفكرية التي رفضت بطبيعتها تقنياتِ إدارة الأمراض؛ تلك التقنياتِ التي يعتريها الفسادُ بسهولة والتي نراها كثيرا اليومَ. ولهذا السبب، ازدهر الطبُّ بوصفه فنَّ الشفاء ازدهارا رائعا خلال تلك الفترة.
طُرِحت تلك الأفكارُ التي قاومت بنجاح كبير ذلك الفحص الدقيق، في واجهةِ ما كان مقبولا بشكل عام على أنه العلم الطبي السليم. وفي واقع الأمر، يمكن تحقيق أعظم التطورات في الطب من قِبل أيِّ شخصٍ ذي عقل استقصائي مستطلع، مزودٍ بالوسائل والمتطلبات التي تقود إلى النجاح والتوفيق، وذلك من دون موانع بيروقراطية لا مسوغَ لها.
استفدتُ من صديقي العزيز روبيرت سكوت بيل Dr. Robert Scott Bell؛ دكتور في الطب التجانسي/ التشاكلي خلال مقابلة أجريت معه في سلسلة “البحث عن العلاج” شيئا حولَ طبيعة الطب قبل تقرير فليكسنر، وهو ما أذهلني حقا. يقول: “قدمتْ مدارسُ الطب خلال أواخر القرنِ التاسعَ عشرَ وصدرِ القرن العشرين الشيءَ الكثيرَ المتباينَ؛ فثمة مدارس الطب التجانسي، وأخرى للطب الطبيعي، ومدارس انتقائية لطب النباتات... وغيرها، ولم تكن هناك طريقة وحيدة للتكوين في هذا المجال. كلُّ ما حدث أن مؤسسات “ركيفلر Rockefeller” و“كارنيجي Carnegie” ركزتْ اهتمامَها لتؤسسَ مقاربةً موحدة باعتماد المعايرة. وبمعنى آخر، توحيد المنهج.”
وسرعان ما هدمت تلك المعايرةُ أو ذاك المنهجُ الموحدُ النموذجَ اللامركزيَّ للتعليم الطبي، فتم إدراج مجمل الطب تحت طائلة هيمنة أقلية طبية وحيدة مركزيا، والخروج عنها ازدراءٌ ضمنيٌّ من منظورِ مؤسسيها وذوي النظرة إليها من خارج على السواء. لقد ولت أيامُ البحثِ العلمي الفعلي الحقيقي، وضُحي به لصالح النموذج القادم للطب السلطوي/ الاستبدادي، وقد كان تقرير فليكسنر أكبر عاملٍ مهَّدَ السبيل لذلك.
الحيلةُ الطبيةُ الكبرى لإمبراطورية ركيفْلر النفطية
قد يتساءل القارئ الآن عما ورد في هذا التقرير اللعين لفليكسنر، والذي هدم بقوة الطرائقَ المعمول بها قديما. ويتعلق الجواب أكثر بما لم يتم تضمينه فيه. وبشكل أوضح، الطرائق التي تلاعبت بها هذه الإغفالات بنجاح بالرأي العام من أجل تفنيد الطريقة القديمة للتعليم الطبي في أمريكا التي وُصفت بطريقة مخلخلة عقيمة في حاجة ماسة إلى الإصلاح.
إدراكا بأن الأمريكيين قد اندمجوا تماما مع فكرة التعليم الطبي بوصفه نموذجَ سوقٍ حرةٍ، أدركَ مسيرو كل من مجموعة ركيفلر ومجموعة كارنيجي بوصفها المؤسسات الكبرى الممولة والمدعمة للتقرير أنها لا تستطيع الخروج مباشرة لتقول إنها ترغب في معايرة الطب وَفق نظام موحد تحت سيطرتها. ومن أجل هذه الرغبة، كان على هؤلاء أن يكشفوا طريقةً لإقناع الرأي العام بأن التعليم الطبي في حاجة ماسة إلى الإصلاح. وهو ما تأتى لهم بترويج فكرة مُفادها أن كلياتِ الطب ومدارسَه تنهب الناسَ من أجل مكاسبها الخاصة.
سلك عملُ العديدِ من مدارس الطب بالجامعات وكلياتها على السَّواء نهجًا قوامه أقسام تدريس تسعى للربح. وقبلت هذه المدارسُ تقريبا كلَّ من رغب في التعلم المؤدى عنه، وتباينَ المنهج الدراسي على نطاقٍ واسعٍ تبعا للمؤسسة التي يُدرَّس بها، فضلا عن المدرسين المشرفين على تنفيذ هذا المنهج. ولإقناع الناس بأن هذا النموذج مفتوح المصدر للتعليم الطبي يشكل إساءةً بطريقة ما للمجتمع، وجب تغيير شيء يشكل عمدةً. وبعد التمكن من تحقيق ذلك، يغدو ممكنا إلغاء النظام القديم ومن ثم الدخول في نظامٍ طبي معايَر (موحد)، متحكَّم فيه أيما تحكم؛ بحيث تسهل محاكاتُه، فيُعتمَد تدريسُه على نحو عام عالمي بكليات الطب جميعِها.
وعلى أنماط المدارس الثلاث التي أشرتُ إليها في معرض طرائق تدريس الطب قبل 1910 أن تنزاحَ إذا كان تنزيل رؤية ركيفلر لنظام التكوين الطبي الأكثر “معايرةً وعسرًا وتكلفا” ستتم على نطاق واسع على حدِّ تعبير واضع التقرير المذكور (أبراهام فليكسنر).
كان بعض أشكال التعليم الطبي في ذلك الوقت بإقرار الجميع هراءً فعلا. ولكن ثمة خِطةً بعيدةً عن الأنظار راهنت على طمس العديد من الأشكال المشروعة للطب، التي من شأنها أن تنافسَ هذا النظامَ الجديدَ مما قاد بنجاح إلى تحويل الطب إلى صرف الحبوب الموصوفة طبيا بوصفها علاجاتٍ موحدةً معايَرةً لجملة متنوعة من التشخيصات الطبية المعمول بها. وقبل تقرير فليكسنر لم تكن هناك أيُّ صناعة صيدلية حقيقية في حد ذاتها، كما ليس ثمة سلطةٌ حاكمةٌ وحيدة تفرض نفسَها على مسار الطب. ولكن حصل التبدل بسرعة بعدما رأت صناعة النفط إمكانات الربح بطرح فكرتها الجديدة.
قال لي الدكتور بيل Bell: “بدأ مسيرو ركيفلر يكتشفون من خلال الكيمياء العضوية أنه بإمكانهم تغيير الجزيئات النفطية في شتى أنواع الأشياء. ومن ثم طوروها إلى عقاقيرَ خاضعةٍ للبراءات، أو جزئيات دوائية”. يضيف قائلا: “إنها صناعة مربحة للغاية، ولكي تلقى قَبولا لدى الجمهور -وهي بكل صراحة سُمٌّ على عسل- وجبَ على هؤلاء فرضُ هيمنتهم على نظام التعليم.”
كُلِّفت نخبةٌ من الباحثين بإشراف أبراهام فليكسنر (وبدرجة أقل شقيقه سيمون Simon) بتطوير إطار جديد للطب في أمريكا الشمالية. وقد حفزتها مجموعتا ركيفلر وكارنيجي بتنسيق مع رابطة التسويق الأمريكية. وهذه النخبةُ المسلحة بعقولٍ لامعةٍ سهلةِ المراس استطاعت أن تغيرَ وحدها مسار التعليم الطبي بأمريكا الشمالية. وخلال النصف الثاني من القرنِ التاسعَ عشر، حفزت جهودُ رابطة التسويق الأمريكية من خلال ضغوطها على الحكومة تلكَ العلامةَ التجارية “الصارمة للتعليم الطبي التجريبي المهيكَل” ونعني مجموعة ركيفلر وآخرين ممن كانوا نصب أعين مسيري تلك الرابطة لما لهذه المجموعات من فضل وريادة في تقرير فليكسنر. وقد كان الأستاذُ فليكسنر نفسُه والنخبةُ التي أشرف عليها على السواء مجردَ بيادق تم تحريكها لربح الرهان وبلوغ اللعبة النهائية.
وبحكم الالتقاء والتضافر خلال صدرِ القرن العشرين، طورت المجموعة المسماة “حَلقة هوبكينز” Hopkins Circle صرحا كاملا جديدا للتعليم الطبي، وهو عملٌ حقق فعلا رهانَ رابطة التسويق الأمريكية ومجموعتي ركيفلر وكارنيجي. فحصل نجاحٌ كبير لمجموعة Big boys وفي المقابل خسارةٌ جسيمة للأمريكيين، ناهيك عن مدارس الطب المختلفة التي توقفت تماما عن العمل. وهذا ما أعلن عنه محررو مجلة الجمعية الطبية الأمريكية (JAMA) سنة 1901 حول أهدافهم بشأن التعليم الطبي: “من المأمول أنه مع ازدياد تطبيق النماذج المعيارية على نحو عام، سيقل عددها قريبا على نحو وافٍ، والأنسب منها وحده الأجدر بالبقاء”.
نظر هؤلاء الداعمون إلى الأمرِ نظرة إيجابية؛ ذلك أن من شأن جهودهم أن تقود إلى تضييق كبير في ميدان التنافس عندما يتعلق الأمر بالتعليم الطبي. والواقع أن طمسَ الفلسفات الطبية كان هو الغاية الكبرى منذ البداية، وهو ما سيسمح في وقت لاحق لمؤسسات كبرى بأن تخسف بالطب، وعلى رأسها كلية الطب بجامعة جونز هوبكينز Johns Hopkins التي تُعد اليومَ من منظور كثيرين المعيارَ الذهبي والمؤسسةَ المثال للتعليم الطبي القائم على أسس علمية.
يقول الدكتور بيل: “ستتمكن هذه المصالح من الهيمنة على نظام التعليم، ونشوء احتكار طبي بالتركيز أساسا على طمس كل المنافسات ومن ثم الترخيص للتعليم الطبي البتروكيميائي.” وأردف قائلا: “ذلك كان تقرير 1910 المعروف بتقرير فليكسنر. والذي كُلف بإنجازه الباحث أبراهام فليكسنر مع أخيه سيمون، وقد كان تقريرا مفَوَّضًا مدروسًا مسبقا.”
مَثَّل فليكسنر -بوصفه باحثا جالبا الحظَّ- هذه الحركةَ الجديدةَ لتأسيس الطب الـمُمَركَز. وبفضل تلك المساعدة المالية التي قدمها أخوه الأكبر سيمون؛ هذا الصيدلي الذي عمل رئيسا سابقا بمعهد ركيفلر، فضلًا عن مساعدة جون دافيسون ركيفلر نفسِه، استطاع فليكسنر أن يمضي أكثرَ من سنة ونصف في السفر حول العالم مدونا ومناقشا ما يجب تغييره لتحقيق رهان العصبة المسيرة. ففي أوروبا ظفِرَ الباحثُ بكنز من المعارف العميقة حول طريقة صياغة نموذج التعليم ببلدانها، وهو ما جمعه في بحث ميداني سماه “الكلية الأمريكية”، وهو عمل سرعان ما لفت انتباه هنري سميث بريتشيت Henry S. Pritchett؛ رئيس مجموعة كارنيجي.
قرأ هنري س. بريتشيت الكتابَ المذكورَ وكشف أنه إنجازٌ من العيار الثقيل، حيث يتماشى ونظرة مجموعته (كارنيجي) لإصلاح التعليم، الشيء الذي جعله يدعو مؤلِّف العمل (أي فليكسنر) لتقييم المشهد الطبي في كافة ربوع أمريكا الشمالية ومن ثم تطوير دراسته. وعلى الرُّغم أن خبرة فليكسنر بعيدةٌ كل البعد عن مجال الطب إلا أنه مدرسٌ بارز، وذو درايةً كبرى بمجال التعليم بحكم تجربته السابقة في الميدان، وهو الدافع الرئيس وراء انتخابه لتلك المهام من لدن هنري بريتشيت. وفي هذا الصدد يقول الدكتور توماس دوفي Thomas P. Duffy (دكتور في الطب): “وحيث إنهم نظروا إلى مشكلة التعليم الطبي على أنها مشكلة تربوية، اعتقدوا أن المدرسَ المحترفَ البارعَ مؤهَّل على وجه أفضل لمعالجة هذا البعد من المشكلة.”
ومن أبرز ما يثير اهتمامَ أولئك الذين يحاولون هدمَ النموذج التعليمي الكلاسيكي أنَّ عملَ عددٍ هائلٍ من كليات الطب لا يعدو أن يكون أفضلَ الممارسات البُدائية في الطب. وهو القلقُ نفسُه الذي عبرتْ عنه رابطة التسويق الأمريكية من خلال دعايةٍ قامت بها لاستمالة الرأي العام. ويرى مساعدو الأستاذ فليكسنر وحُماتُه أن تسجيل الطلاب بكليات تعتمد هذه البرامج الطبية المتدنية عامل وراءَ قلةِ عدد الأطباء المؤهلين والأكفاء، وبناءً عليه انتكاس المهنة.
ويصف الدكتور توماس دوفي في مقالٍ له حول دورَ فليكسنر بوصفه وكيلَ تغيير بقوله: “يمكن أن نصف مهمةَ فليكسنر وصفا غيرَ مغرٍ وليس بالضرورة أنه غير دقيق؛ ذلك أن الرجلَ كان حاقدا ليهدمَ النظام الطبي للمدارس الطبية المتدنية التي كانت تغمر البلاد بأطباء ذوي مستوى تدريب ضعيف.”
ثمة عاملٌ رئيسٌ لموقف فليكسنر الفلسفي من التعليم الطبي هو ميله الجديد إلى النموذج الألماني، الذي كشفه خلال رحلاته ودراساته بالخارج، وهو نموذج يتطلب خضوعَ طلابِ الطب الناشئين جميعِهم لتدريب علمي دقيق بمسارح مخبرية قبل أن تطأ أقدامُهم المشفياتِ الجامعيةَ للتداريب والاختبارات السريرية. وهو نظام معمول به فعلا بكلية جونز هوبكينز المذكورة آنفا، ولذلك كان ترويجُه هينا يسيرًا إن لم يكن ثمة سبب آخر غير سابقة بسيطة. ولكن انحيازَ فليكسنر وميلَه إلى العلم بوصفه “القوة الدينامية في حياة الطبيب”، وتبعا لهذا الانحياز، ذاع صيت ما يزعمه فليكسنر بما فيها تنزيل منهجه الجديد للتعليم الطبي بأمريكا، وهو ما ساعد على تحويله من فن إلى إجراء يغيب فيه التمثل.
والواقع أن ما حققه فليكسنر يعود إلى نظام توحيد العلم والطب ضمن أنموذج/براديم تعليمي اقتبسه من ألمانيا، وهو ما سارت على نهجه وروجت له مجموعات هي كارنيجي، وركيفلر، ورابطة التسويق الأمريكية، وغيرهم من وسطاء سلطويين ممن له نفوذٌ وتأثيرٌ اليومَ، فكانت النتيجةُ تغيير مسار الطب بنجاح بين عشية وضحاها.