البشرة الدهنية: علاماتها، وطرق العناية بها، ومميزاتها وسلبياتها
البشرة الدهنية: علاماتها، وطرق العناية بها، ومميزاتها وسلبياتها
تُعدّ البشرة الدهنية من أكثر أنواع البشرة شيوعًا بين النساء والرجال على حد سواء، وتمتاز بطبيعتها الخاصة التي تجعلها مميزة في بعض الجوانب، ومزعجة في جوانب أخرى. فبينما تمنح الزيوت الطبيعية التي تفرزها البشرة مظهرًا لامعًا ووقاية من الجفاف، إلا أنّها في الوقت ذاته قد تتسبب في مشاكل مزعجة مثل البثور والرؤوس السوداء. لذلك، فإن فهم طبيعتها والعناية الصحيحة بها هو المفتاح للحفاظ على صحتها وجمالها.
أولًا: ما هي البشرة الدهنية؟
البشرة الدهنية هي نوع من أنواع البشرة يتميّز بإفراز زائد للزيوت (الدهون) من الغدد الدهنية الموجودة تحت سطح الجلد. هذه الزيوت، المعروفة باسم **الزهم**، تُنتج بشكل طبيعي للمحافظة على رطوبة الجلد وحمايته من الجفاف، إلا أنّ زيادة إفرازها تؤدي إلى تراكمها على سطح البشرة، مما يجعلها تبدو لامعة ودهنية في أغلب الأوقات.
وعادةً ما تكون البشرة الدهنية أكثر شيوعًا لدى **الأشخاص في مرحلة المراهقة** والشباب، بسبب النشاط الهرموني الزائد الذي يحفز الغدد الدهنية على الإفراط في إنتاج الزيوت. ومع التقدّم في العمر، تميل البشرة تدريجيًا إلى أن تصبح أقرب إلى البشرة المختلطة أو العادية نتيجة لتراجع نشاط الغدد الدهنية.
ثانيًا: علامات البشرة الدهنية
يمكن تمييز البشرة الدهنية بسهولة من خلال مجموعة من العلامات الواضحة، أبرزها:
1. **اللمعان الزائد:**
تظهر البشرة وخصوصًا في منطقة “T” (الجبين والأنف والذقن) لامعة بسبب تراكم الزيوت.
2. **المسام الواسعة:**
من سمات البشرة الدهنية أن تكون مسامها كبيرة وواضحة، خصوصًا على الأنف والوجنتين.
3. **ظهور الحبوب والبثور:**
تتجمع الأوساخ وخلايا الجلد الميتة مع الدهون الزائدة لتسدّ المسام، مما يؤدي إلى ظهور حب الشباب والرؤوس السوداء والبيضاء.
4. **ثبات المكياج بصعوبة:**
تواجه صاحبات البشرة الدهنية مشكلة في ثبات مستحضرات التجميل، إذ يزول المكياج بسرعة بسبب إفراز الزيوت.
5. **ملمس دهني بعد ساعات من الغسل:**
حتى بعد تنظيف الوجه، تعود الطبقة الدهنية لتظهر خلال ساعات قليلة.
ثالثًا: أسباب البشرة الدهنية
هناك عدة عوامل تؤدي إلى زيادة إفراز الزيوت في البشرة، ومنها:
*العوامل الوراثية:** قد تكون البشرة الدهنية موروثة من أحد الوالدين.
*التغيرات الهرمونية:** كما في سن المراهقة، أو خلال الدورة الشهرية أو الحمل.
*النظام الغذائي غير الصحي:** تناول الأطعمة الدسمة والمقلية والسكرية يزيد من نشاط الغدد الدهنية.
*الإجهاد وقلة النوم:** يرفع التوتر من مستوى هرمون الكورتيزول، الذي يؤثر بدوره على إفراز الزيوت.
*استخدام منتجات غير مناسبة:** بعض المستحضرات تحتوي على زيوت أو مواد تسد المسام فتزيد المشكلة.
رابعًا: كيفية العناية بالبشرة الدهنية
العناية بالبشرة الدهنية تتطلب توازنًا دقيقًا بين إزالة الزيوت الزائدة والحفاظ على ترطيب الجلد دون إفراط.
وفيما يلي أهم خطوات العناية اليومية:
1- التنظيف المنتظم**
يجب غسل الوجه مرتين يوميًا — صباحًا ومساءً — باستخدام **غسول لطيف خالٍ من الزيوت** ومخصص للبشرة الدهنية.
يفضل اختيار غسول يحتوي على مكونات مثل **حمض الساليسيليك** أو **حمض الجليكوليك** أو **الزنك**، فهي تساعد على تنظيف المسام وتقليل الإفرازات الدهنية.
2-استخدام التونر**
بعد التنظيف، يُفضل تمرير **تونر خالٍ من الكحول** على البشرة لإزالة أي بقايا دهون وشوائب، وللمساعدة في غلق المسام.
3-الترطيب اليومي**
على الرغم من أن البشرة الدهنية تُفرز الزيوت، إلا أنها تحتاج إلى الترطيب.
اختيار **مرطب خفيف القوام (جل أو لوشن)** وغير دهني (Oil-free) يحافظ على توازن البشرة دون زيادة اللمعان.
4-استخدام واقي الشمس**
من الضروري وضع واقٍ من الشمس يوميًا بدرجة حماية (SPF 30 أو أكثر) على أن يكون **خاليًا من الزيوت**، لأن التعرض لأشعة الشمس قد يحفز الغدد الدهنية ويزيد من إنتاج الزهم.
5-التقشير الأسبوعي**
ينصح بتقشير البشرة **مرة إلى مرتين أسبوعيًا** لإزالة الخلايا الميتة وتنظيف المسام.
يمكن استخدام مقشرات تحتوي على أحماض خفيفة مثل **حمض الساليسيليك** أو **حمض اللاكتيك**، أو حتى أقنعة الطين الطبيعية.
6-اختيار المكياج المناسب**
يجب استخدام منتجات **مكتوب عليها “Non-comedogenic”** أي لا تسدّ المسام.
كما يُفضل البودرة المضغوطة على كريم الأساس السائل لتقليل اللمعان.
7-العناية الليلية**
في المساء، يمكن استخدام **سيروم يحتوي على النياسيناميد** أو **الريتينول** لتنظيم إفراز الدهون وتحسين ملمس البشرة.
خامسًا: العلاجات الطبية للبشرة الدهنية
في الحالات الشديدة التي تعاني من **حب الشباب المزمن** أو **التهابات دهنية متكررة**، يُفضل استشارة طبيب الجلدية.
وقد يصف الطبيب علاجات مثل:
* كريمات موضعية تحتوي على **الريتينويد** أو **البنزويل بيروكسيد**.
* جلسات **تنظيف عميق أو تقشير كيميائي خفيف**.
* أحيانًا قد تُستخدم أدوية فموية لتنظيم الهرمونات أو تقليل إفراز الزيوت.
سادسًا: مميزات البشرة الدهنية
رغم ما يظنه البعض من أن البشرة الدهنية مشكلة، إلا أن لها **مزايا متعددة** تجعلها مطلوبة في عالم الجمال:
1. **تأخر ظهور التجاعيد:**
الزيوت الطبيعية تمنح البشرة ترطيبًا مستمرًا، مما يقيها من الجفاف المبكر ويؤخر علامات الشيخوخة.
2. **مرونة عالية:**
الدهون تساهم في الحفاظ على مرونة الجلد وحيويته.
3. **تحمل أفضل للعوامل البيئية:**
الزهم يشكل طبقة حماية طبيعية ضد التلوث والجفاف.
4. **مظهر صحي ولمّاع:**
حين تُعتنى بها بشكل صحيح، تمنح البشرة الدهنية إشراقة طبيعية وحيوية جذابة.
سابعًا: سلبيات البشرة الدهنية
ومع هذه المميزات، لا تخلو البشرة الدهنية من السلبيات التي قد تسبب الإزعاج لصاحبها، مثل:
1. **كثرة الحبوب والرؤوس السوداء.**
2. **اللمعان الزائد المزعج خاصة في الجو الحار.**
3. **المسام الواسعة التي تجعل المظهر غير متجانس.**
4. **صعوبة ثبات المكياج لفترات طويلة.**
5. **الحاجة الدائمة للعناية والتنظيف المستمر.**
لكن مع اتباع روتين مناسب، يمكن تحويل هذه السلبيات إلى نقاط يمكن السيطرة عليها بسهولة.
ثامنًا: نصائح عامة للحفاظ على توازن البشرة الدهنية
1. شرب كميات كافية من **الماء يوميًا** للحفاظ على ترطيب الجسم.
2. تناول أطعمة غنية بـ**الخضروات والفواكه والألياف**، والتقليل من المقليات والسكريات.
3. تجنب **لمس الوجه بالأيدي** لتقليل نقل البكتيريا.
4. تغيير **أغطية الوسائد والمناشف بانتظام**.
5. عدم الإفراط في غسل الوجه، لأن التنظيف المفرط قد يحفز الغدد لإنتاج المزيد من الدهون.
6. النوم الكافي والابتعاد عن التوتر والإجهاد النفسي.
خاتمة
إن البشرة الدهنية ليست عيبًا كما يظن البعض، بل هي **نوع مميز من البشرة** له خصوصيته وجماله الفريد. المهم هو **الفهم الصحيح لطبيعتها** واتباع **روتين عناية منتظم** ومتوازن يجمع بين التنظيف والترطيب والحماية. وعندما تُعتنى البشرة الدهنية بالشكل المناسب، فإنها تصبح مصدر إشراقة دائمة ونضارة طبيعية تميز صاحبها عن غيره.
