الصحة النفسية و الفرق بين دماغ الرجل والمرأة...
الصحة النفسية و الفرق بين دماغ الرجل والمرأة...
تواجه النساء تحديات فيما يتعلق بالصحة النفسية في مكان العمل. هن أكثر عرضة من الرجال العاملين معهن للإصابة بالاكتئاب واضطراب القلق العام، وهن أكثر عرضة لمحاربة الاضطرابات النفسية بالأكل.
هناك عدة مظاهر متداخلة تلعب دورا في درجة الصحة النفسية للمرأة: ويعد عدم المساواة في الرواتب والأجور وثقل مسؤولياتهن في الرعاية الأسرية، وتعنيف المرأة في بعض المجتمعات من بين عوامل الخطر المساهمة في درجة الصحة النفسية للمرأة.
من الملاحظات العامة أن المرأة تعمل بشكل متفان وهي صاحبة المهمات المتنوعة لأي مشروع أو عمل مؤسسي أو حتى الأحداث والمشاريع الشخصية والعائلية. ولكن كيف يمكن تفسير هذه الجهود الجبارة التي تقوم بها المرأة؟ لماذا يختلف كل من الرجل والمرأة في تعاملها مع الأحداث والمواقف في مجال العمل أو المجالات الحياتية؟ في الواقع هناك اختلاف بين تكوين دماغيهما.
ساعدت الأبحاث التي أجريت في كلية الطب بجامعة إنديانا في حل معضلة قديمة بين الجنسين. يميل الرجال إلى استخدام جانب واحد فقط من أدمغتهم، بينما تستخدم النساء كلا الجانبين، ووفقًا للمعلومات الخاصة بتصوير الدماغ التي تم تقديمها في المؤتمر العلمي السادس والثمانين والاجتماع السنوي لجمعية الطب الإشعاعي في أمريكا الشمالية، أظهر البحث أن النساء أكثر قدرة على التخاطب والكلام من الرجال وأنهن قادرات على التفكير الشمولي.
تركيب دماغ الرجل:
الخلايا المسؤولة عن العمليات الإدراكية لدى الرجل تزداد بنسبة 10% عنها لدى المرأة، بينما دماغ المرأة تزداد فيه الخلايا العصبية الناقلة للمعلومات. إن وجود كمية كبيرة من تلك الخلايا بهذه الاختلافات تعني أن الرجل يستطيع أن يتعمق في المهمة التي يفكر فيها ويعمل على إنجازها، ويترتب على هذا اخفاقه في ممارسة مهام أخرى بنفس الوقت. والأمثلة على ذلك كثيرة مثل تركيز الرجل في مشاهدة موضوع من اهتمامه في التلفزيون، وهو عندما تتحدث إليه زوجته فإنه يسمعها فقط دون أن يدرك ما تقول مما قد يسبب خلافا زوجيا.
تركيب دماغ المرأة:
على الرغم من أن حجم دماغ الأنثى أصغر من دماغ الذكر بنسبة ١٠٪ إلا أن الإناث لديهن قسم الوصل بين فصي الدماغ الأيمن والأيسر (Corpus Callosum) أكبر من قسم الوصل لدى الذكور. هذه المساحة هي المسؤولة عن التواصل بين فصي الدماغ وهي لدى الأنثى 9 أضعاف ما لدى الرجل. فبالرغم من قلة الخلايا الحسابية في دماغ المرأة الا أن وجود تلك المساحة الناقلة الكبيرة تسهل على المرأة القيام بأكثر من مهمة في الوقت الواحد وتستطيع نقل المعلومات والرسائل الدماغية واستخدام فصي الدماغ بشكل أكثر كفاءة. وهو ما يجعل هذه المرأة قادرة على القيام بأكثر من مهمة في الوقت الواحد. في حين يكون الرجل أكثر اتقانا في المهمة الواحدة التي يركز انتباهه فيها.
ولأن هذه المساحة كبيرة لدى المرأة، فإن الدماغ الأنثوي يتميز أيضاً بالقدرات اللغوية وخصوصاً فيما يتعلق بتحليل الرسائل اللغوية. الرسائل اللغوية عادة تحمل اشارات عاطفية تتجسد في ترددات الموجات الصوتية وبالمقارنة بين الدماغ الذكوري والدماغ الأنثوي نجد أن الإناث لديهن قدرات دماغية في تحليل هذه الاشارات العاطفية بشكل أفضل وبالتالي لديهن قدرات أفضل في التفاعل والتعاطف مع الآخرين.
والمرأة تستطيع رصد الإشارات الاجتماعية في التواصل بشكل أفضل من الرجل حيث تستطيع تحليل الفكاهة بشكل ملحوظ ويتكون لديهن الحس العاطفي الاجتماعي بشكل أكبر من الرجل. فضلا عن أن المرأة لديها تفاعل دماغي أكبر مع حاسة السمع؛ فالمدخلات الحسية عن طريق الأذن تستثمرها المرأة في دماغها المتسع بكمية أكبر من دماغ الرجل المركز. وهنا لا نستغرب أن تكون المرأة أسهل في استخدام تلك الحاسة مع أدائها لمهارات أخرى كثيرة بشكل متزامن. ويبدو أن المثل القائل "الحيطان لها ودان" المقصود فيه المرأة.
والنساء يمتلكن حجم الذاكرة أكبر من الرجال مما يجعلهن قادرات على تخزين الصور العاطفية للأحداث بشكل واسع ويتذكرنها جيدا بشكل أدق من الرجال وعندما تتذكر حدث تكون قادرة على استقدام المشاعر المرتبطة مع ذلك الحدث أكثر من الرجل