العلاج بالفن التشكيلى وتأثيره على الصحة النفسية

العلاج بالفن التشكيلى

يظن الكثير من الأفراد الذين لا يملكون موهبة الرسم أن العلاج بالفن التشكيلى يتطلب موهبة لا يمتلكونها ومن هنا يقررون أن هذا النوع من العلاجات لا يناسبهم تماما ..

ولكن هذا يعد من المفاهيم الخاطئة التى يظنها الكثير ، فالعلاج بالفن التشكيلى يناسب الجميع ولا يتطلب اى موهبة ، وايضا هو لكل الاعمار فهو للصغار الأصحاء الذين يريدون الترفيه عن أنفسهم وايضا للذين يعانون من مشكلات سلوكية وغيرها من المشكلات مثل فرط الحركة وتشتت الإنتباه وغيرهم  من المرضى  والمراهقين والبالغين والمسنين 

فعلى سبيل المثال لو ألقينا الضوء على الأطفال فهنا نجد أن العلاج بالفن يعد بمثابة لغة نفهم منها ما يعانيه الأطفال ، فالأطفال لا يستطيعون أن يعبروا عن مشكلاتهم باللغة اللفظية ولكن من خلال نشاط فنى أو لوحة اوحتى شخبطة من السهل جدا قراءة ما بداخلهم بسهولة وفهم ما يشعرون به . وهذا ينطبق على كل الأعمار والفئات … فالفن  التشكيلى نعيد به تأهيل الأفراد الذين يحتاجون إلى إعادة تأهيل كالمدمنين  ..

فهذا النوع من العلاجات يجمع بين الفن وعلم النفس ،حيث أنه يعد وسيلة تنفيسية وتشخيصية وعلاجية يستخدم فيها أنشطة  فنية تشكيلية .

غير إنه يدخل على النفس السرور وبهذا يعد أيضا وسيلة ترويحية 

ويستخدم فالعلاج بالفن أنواع متعددة من الفنون مثل النحت والتصوير والخزف والنسيج وفن الديكوباج أو الكولاج وغيرهم من الفنون التشكيلية المتنوعة

وكما قلنا سابقا أنه لا يشترط الموهبة ولا المهارة اطلاقا لكى تمارس العلاج بالفن .

وسوف أشرح لكم ما هو العلاج بالفن بشكل مبسط لكى تضح لكم الصورة أكثر .

هل حدث من أحد منكم وأمسك بورقة وقلم وجلس يرسم خطوط ويشخبط هنا وهناك ولكنه لا يعرف ماذا رسم ثم ينتهى به الأمر و يقطع الورقة أويلقى بالورقة والقلم ولا يهتم بما فعله .. هل هذه الخطوط التلقائية اخذت منه جهد أو عناء … الإجابة لا .. لانه يفعلها بشكل تلقائي .

وهكذا العلاج بالفن لا يتطلب اى عناء ولكن فى العلاج بالفن كل خط وكل حركة وكل لون  له معنى لا يمكن تجاهله ، حجم الخط له معنى ..مكان الخط والرسومات فالورقة له معنى مع الأخذ فالإعتبار ما يتحدث به الشخص وطريقة جلسته وأسلوبه فالحوار أثناء الجلسة .

والعلاج بالفنون التشكيلية يساعد الأفراد على التعبير عن أنفسهم وعن أفكارهم بطريقة سهلة وتلقائية وبسيطة 

فمن خلال أنشطة الفن التشكيلى يفرغ الأفراد ما بداخلهم بطريقة لا شعورية ..حيث من الممكن أيضا استخدام لوحات  يمكن أن يتحدث الأفراد ما يرونه داخل هذه الصورة أو اللوحة مما يساعد المعالج بالفن التشكيلى أن يضع يده على مشكلات المريض ومن ثم يستطيع مساعدته من خلال عدة جلسات 

فالعلاج بالفن التشكيلى أنشطته ومجالاته متعددة ومتنوعة مما يجعل الأفراد ينوعون ويجددون فالانشطة ولا يملون 

ومن هنا أوصى كل أم وكل أب لديهم أبناء عندهم مشاكل سلوكية أو غيرها من المشكلات سواء مرض عضوى  كالأورام  أو إضرابات أو من لديهم اطفال عندهم توحد او غيرهم  يجعلوهم يمارسون العلاج بالفن التشكيلى فسوف يساعدهم كثيرا ويقلل من معاناتهم ..ومعاناتكم انتم ايضا اذا مارستم هذا النوع من العلاجات مع ابنائكم.

وايضا المدمنين  والمسنين الذين يحتاجون للرعاية ..والأمهات والاباء المضغوطين ..والمراهقين وكل الفئات والأعمار . اوصيهم بأن لا تفوتهم هذه التجربة الممتعة الترويحية التنفيسية العلاجية .فلن تندموا بل سوف تكتسبوا مهارات جديدة تساعدكم على حل المشكلات وتخرجوا ما بكم من مكبوتات وتعرفون كيف تستمتعون بأوقاتكم والترويح والتنفيس عن أنفسكم