مرض الرهاب النفسي: التعريف والأنواع والأعراض والعلاج

مرض الرهاب النفسي: التعريف والأنواع والأعراض والعلاج

0 المراجعات


مقدمة:
يُعتبر مرض الرهاب النفسي، المعروف أيضًا باسم اضطراب القلق الاجتماعي، من أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا في العالم. يتسبب هذا المرض في قلق مفرط وخوف مستمر من مواقف اجتماعية معينة، مما يؤثر على حياة الأشخاص المصابين ويقيدهم اجتماعيًا ومهنيًا. في هذه المقالة، سنتناول التعريف والأنواع المختلفة من مرض الرهاب النفسي، وسنستعرض الأعراض الشائعة وأساليب العلاج المتاحة.

 مفهوم مرض الرهاب النفسي
مرض الرهاب النفسي هو اضطراب يتميز بالقلق الشديد والخوف المستمر من المواقف الاجتماعية المحددة. يشعر المصابون بالرهاب بشأن التعرض للتقييم السلبي والانتقادات الاجتماعية. يتميز هذا المرض بشعور المصاب بالتوتر والخوف الشديد قبل وأثناء المواقف الاجتماعية وحتى بعدها. وتتراوح شدة المرض بين الحالات الخفيفة التي يؤثر فيها الرهاب على بعض جوانب الحياة الاجتماعية، والحالات الشديدة التي تؤثر فيها الحياة اليومية بشكل كبير.

أنواع مرض الرهاب النفسي
هناك نوعان رئيسيان من مرض الرهاب النفسي:

1-الرهاب الاجتماعي العام: يُعتبر النوع الأكثر شيوعًا ويتعلق بالقلق والخوف في معظم المواقف الاجتماعية العامة. يشمل ذلك التحدث أمام الجماعة، والتعرض للانتقادات، والتعامل مع الأشخاص الجدد. يعاني المرضى من الشعور بالتوتر والرهاب المستمر في العديد من المواقف الاجتماعية، ويعتبرون أنفسهم محط انتباه الآخرين بشكل سلبي.
2- الرهاب الاجتماعي المحدد: يرتبط هذا النوع من الرهاب بمواقف اجتماعية محددة. على سبيل المثال، قد يشعر المصاب بالقلق الشديد والرهاب عند التحدث أمام الجماعة أو التعامل مع الأشخاص الرافضين له.
 أعراض مرض الرهاب النفسي
يتراوح تجلُّي مرض الرهاب النفسي في الأعراض من شخص لآخر، ومن حالة إلى أخرى. ومع ذلك، فإن هناك عددًا من الأعراض الشائعة التي يمكن أن يعاني منها المصابون بهذا المرض، وتشمل ما يلي:

1-القلق والتوتر المستمر: يعيش المصابون بمرض الرهاب النفسي في حالة من القلق والتوتر المستمر، حتى في وقت الاستراحة. يشعرون بالقلق المفرط والترقب من المواقف الاجتماعية المحتملة.

2- الخوف المفرط من الحرج أو الإحراج: يعاني المصابون بالرهاب النفسي من خوف شديد من الوقوع في مواقف محرجة أو إحراجية أمام الآخرين. يتجنبون بشكل متكرر المواقف الاجتماعية التي يشعرون فيها بالضغط والخوف.

3- القلق الشديد قبل المواقف الاجتماعية: يشعر المصابون بالرهاب النفسي بالقلق الشديد والتوتر قبل المواقف الاجتماعية المهمة، مثل إلقاء خطاب أو حضور اجتماع أو لقاء أشخاص جدد. يمكن أن يصاحب هذا القلق ارتفاع معدل ضربات القلب والتعرق الزائد.

4- الانعزال الاجتماعي: يميل المصابون بمرض الرهاب النفسي إلى الانعزال الاجتماعي وتجنب المواقف الاجتماعية التي تثير لديهم القلق. يمكن أن يتأثر حياتهم الاجتماعية والعملية بشكل كبير، حيث يتجنبون الأماكن العامة والتفاعلات الاجتماعية الروتينية.

5- الانتقادات الذاتية السلبية: يميل المصابون بمرض الرهاب النفسي إلى الانتقاد الذاتي الشديد وإدانة أنفسهم بشكل متكرر. يرون أنفسهم على أنهم غير قادرين على التعامل مع المواقف الاجتماعية بنجاح وأنهم يثيرن الاهتمام السلبي لدى الآخرين.

علاج مرض الرهاب النفسي
هناك عدة أساليب وتقنيات يمكن استخدامها في علاج مرض الرهاب النفسي، هناك علاجات طبية متاحة لمرض الرهاب النفسي. على الرغم من أن الأدوية ليست علاجًا نهائيًا للرهاب النفسي، إلا أنها يمكن أن تكون فعالة في تخفيف الأعراض وتساعد في تمكين المريض من التعامل مع المواقف الاجتماعية بشكل أفضل. يتم استخدام الأدوية في علاج الرهاب النفسي في حالات متوسطة إلى شديدة، أو عندما يتعذر تطبيق العلاج النفسي بشكل فعال.

من بين الأدوية المستخدمة في علاج الرهاب النفسي تشمل:

1- مثبطات انتقائية لاسترداد السيروتونين (SSRIs): تتضمن هذه الأدوية العقاقير مثل السيتالوبرام والفلوكسيتين والسيرترالين. تعمل هذه الأدوية على زيادة مستوى السيروتونين في الدماغ، مما يساعد في تخفيف القلق والأعراض المرتبطة بالرهاب الاجتماعي.

2- مثبطات انتقائية لإعادة امتصاص السيروتونين والنورأبينفرين (SNRIs): تشمل هذه الأدوية العقاقير مثل الفينلافاكسين والديولوكسيتين. تعمل هذه الأدوية على زيادة مستويات السيروتونين والنورأبينفرين، مما يساعد على تحسين المزاج وتقليل القلق.

3- مضادات الذعر (Benzodiazepines): تستخدم هذه الأدوية بشكل مؤقت لتخفيف القلق والتوتر الشديدين. ومع ذلك، يجب استخدامها بحذر وتحت إشراف الطبيب، نظرًا لامكانية الادمان والتأثيرات الجانبية الأخرى المحتملة.

4- بلوكرات بيتا (Beta-blockers): تستخدم هذه الأدوية لتقليل أعراض القلق المرتبطة بالرهاب النفسي، مثل زيادة معدل ضربات القلب والتعرق الزائد. تعمل بلوكرات بيتا على تقليل تأثيرات الأدرينالين (النورأبينفرين)، وبالتالي تساعد في تهدئة الجهاز العصبي المتحكم بالقلق.

يجب الإشارة إلى أن استخدام الأدوية يجب أن يتم تحت إشراف الطبيب المختص، حيث يقوم الطبيب بتقييم الحالة ويوصف الدواء الملائم ويتابع تأثيره وتعديل الجرعة عندىى حاجة مهمة أخرى لتحقيق النتائج الأمثل في علاج الرهاب النفسي هي العلاج النفسي، مثل العلاج السلوكي المعرفي (CBT) وعلاج التوجيه الواقعي (Exposure Therapy). يتضمن العلاج السلوكي المعرفي تحديد الأفكار والمعتقدات الخاطئة التي تسبب القلق والرهاب، ومن ثم تعديلها وتغييرها بأفكار أكثر إيجابية وواقعية. أما علاج التوجيه الواقعي، فيتمثل في تعريض المريض تدريجيًا للمواقف أو المواضع التي يخشاها بشكل متكرر، مما يساعده على التعامل معها بشكل أفضل وتخفيف القلق المرتبط بها.

علاوة على ذلك، قد يوصي الطبيب أيضًا بممارسة الاسترخاء وتقنيات التنفس العميق، وذلك للتخفيف من القلق الناجم عن الرهاب النفسي.

من المهم أن تتعاون مع فريق الرعاية الصحية المختص للحصول على تقييم شامل لحالتك وتحديد العلاج المناسب الذي يتناسب مع احتياجاتك الفردية.

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة

المقالات

21

متابعين

6

متابعهم

1

مقالات مشابة