الصحة النفسيه وعلاقتها بتدبر القرآن الكريم
مفهوم الصحه النفسية:
لم يظل تعريف الصحة النفسية مقتصراً على الخلو من الاضطرابات النفسيه،والأمراض ، وإنما تخطى ذلك إلى اعتباره الشخص صحيحا من الناحية النفسية إذا توافرت فيه مجموعة من المميزات مثل الكفاءة والفاعلية والمرونة وتوافر علاقات سوية، والثقة في النفس وتحمل مسؤليتة، وقدرتة على مواجهة الظروف العصيبة وحل مشكلاتة النفسية بمختلف أنواعها.
وإذادققنا النظرفي المنهج الإسلامي وما يقدمه للأفراد من جوانب واضحة تساعدهم على التوازن في معايشهم ، وبالتالي التمتع بالصحة النفسية؛ لوجدنا هذا المنهج في الواقع أنجح ما يمد الأفراد على التمتع بها. حيث ربط الاسلام الفرد بهدف عالي فجعل غاية حياته عبادة الله جل وعلا وحده. قال تعالى: (ومَا خَلَقْتُ الجِنَّ والإنسَ إلاَّ لِيَعْبُدُونِ).
الإسلام والصحة النفسية:
إن الدين الاسلامي يساعد الانسان على بناء شخصيته وتغييره لهذه الشخصية بمحاسبته نفسه بإستمرار ويعطي له وسائل العلاج الذاتي من العبادة والتوبة والذكر وغيرها مما يساعده على استعادة نفسه في أي موقف يطرأ عليه.
إن معيار الصحة النفسية الذي أتى به الإسلام ليس معيارا من صنع البشر، وإنما هو معيار أنزله الله جل وعلا، قال عز وجل في كتابه: (أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وهُوَ اللَّطِيفُ الخَبِير). فلا ريب أن اتباع المسلم لمنهج الاسلام اتباعا صادقا هو أفضل ما يساعده على بناء شخصيتة السوية المتوافقة، وخير ما يصرف عنه مما يمكن أن يحدث له نتيجة لما يلم به من صعوبات، وخير ما يعالجه حين يأتيه القلق والخوف والاكتئاب.
فقد حرص الإسلام على أن يتمتع الفرد المسلم بالصحة في جميع مجالاتها، وتزكيتها وترقيتها إلى أقصى ما يمكن أن تصل إليه في هذه الحياة ، فبها يقدر على عمل الخير لنفسه وغيره، وبها يكون قادرا على أداء العبادة الواجبات الكثيره، والقيام بالمهمه التي خلقه الله من اجلها وهي الخلافة وعمارة الأرض.
فالنفس تضعف كما يضعف الجسد، وضعف النفس هو انحرافها عن الخط المستقيم، وتعرضها للانفعالات العصبية، كالشعور بالاضطراب والخوف والقلق والتردد والشك والغيرة والشعور بالنقص، وغير ذلك من الوان المرض النفسي.
فليس أمام الفرد من ملجأ من أمراضه النفسية إلا الإسلام،وذلك من خلال إيمانه بالله سبحانه وتعالى وباليوم الآخر وتدبر القرآن وقراءة الأذكار، وتزكية النفس وتطهيرها من الحقد والكراهيه، وتحصينها من الخوف والقلق، بتسليم الأمركله إلى الله سبحانه وتعالى، والرضا بقضاء الله وقدره، وتوفير الأجواء الأسرية والاجتماعية التي تعطيه الطمأنينة والتي هي تاج السعادة والفلاح.
وكذلك أهتم الإسلام بالأجساد وبالمحافظة عليها وكذلك الوقاية من الأمراض قبل وقوعها أوبعلاجها بعد المرض، فشرع الكثير من الآداب الصحية والاساليب الوقائية لتحقيق ذلك.ومنها.
أهتم الإسلام بالطهارة والنظافة بواسطة الوضوء والغسل والسواك وتنظيف الأظافر وتنظيف البيوت وغيرها.
فرض العبادات منها الصلاة والصوم والزكاة والحج، لما فيها من منافع صحية جليله، وأمر بالاعتدال في الطعام والشراب وعدم الإسراف فيهم، ودعا إلى رياضة الجسم بالسباحة والرماية وركوب الخيل، وما يعادلها من أشكال الرياضات المفيده.
أمر بالعلاج من الأمراض وحرم إيذاء الجسم وتعريضه للهلاك وحرم كل خبيث من المطعم والمشرب كالخموروالمخدرات والتدخين ولحم الخنزير وأكل المحرمات، وغير ذلك مما يؤدي إلى دمار الاجسام ويجر على الأمة كثير من الأمراض الفتاكة، مثل فاحشة الزنا وغيرها من المحرمات.
نصح بالزواج المبكر وحذر من الفواحش التي هي مصدر الأمراض الاجتماعية وفي الحديث الذي رواه الإمام أحمد وابن ماجه قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : (ما ظهرت الفاحشة في قوم قط يعمل بها فيهم علانية إلا ظهر فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم)
أمر المسلمين أن يأخذوا زينتهم عند كل مسجد ومجلس، لقوله تعالى: (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُوا واشْرَبُوا ولا تُسْرِفُوا إنَّهُ لا يُحِبُّ المُسْرِفِينَ) (الأعراف: 31