التنافس بين الأشقاء: طبيعي أم مقلق؟

التنافس بين الأشقاء: طبيعي أم مقلق؟

0 المراجعات

الغيرة مشاعر طبيعية بين الأشقاء  ورغم ذلك هي من المشكلات الشائعة و التي تسبب أحيانا قلق وتوتر في العلاقة بين أفراد الأسرة ، وتحدث الغيرة  نتيجة تنافس الأشقاء على اهتمام الوالدين أو أشياء أخرى، كما إن الغيرة لا حد لها  في العمر فقد يشعر بالغيرة بالغ أو مراهق من أخيه الأصغر؛ لذا  إن لم نتعامل مع مشاعر الغيرة بشكل صحيح فقد تؤدي لنتيجة أسوأ فتتحول الغيرة من طبيعية إلى مشاعر حقد وبغض بين الأشقاء. 

إذًا، كيف تتكون مشاعر الغيرة وتصبح أمر غير مرغوب؟ 
تتكون المشاعر الغيرة لعدة أسباب يقوم بها الوالدان سواء بقصد أو دون قصد، وهي 
- المقارنة بين الأبناء.
- التفضيل بينهم أو الاهتمام بابن دون الآخر (سواء بقصد أو دون قصد).
- التقليل من شأن أحد الأبناء دائما بسبب أشقاؤه.
-  عدم العدل بينهم خاصة في أوقات الخلافات، ورفض سماع الشكوى. 
- السماح لأحد الأبناء بتعدي الحدود على أشقاؤه بحجة أنه صغير وعلى الكبير تحمل أخطاء الأصغر.
وهنا تتحول المشاعر لأمر غير مرغوب:
- الكره والبُغض. 
- العنف والإهانة.
- خلق الأبناء الكثير من المشكلات بينهم لتفريغ التراكمات أو انتقام.
-  فعل سلوكيات خاطئة وغير مرغوب فيها من الابن الذي يشعر بالغيرة للفت انتباه والديه.
- وأحيانا يحاول الابن أن يتفوق ويتميز كي يلفت انتباه والديه، وهذا الفعل يقوم به بالضغط على ذاته وإن لم يرى القبول يؤثر عليه سلبًا.
- اختلاق المشكلات أو يزداد العناد من الابن تجاه الأم أو الأب.
- شعور الابن الذي يشعر بالغيرة بعدم القبول والحب من قبل والديه (تدني تقدير الذات).
- لجوء الابن لمصدر آخر يشعره بالتميز والقبول والدفء، فيُدمن السوشيال ميديا أو يتعرف على شخص ما أو يتحدث إلى البرامج الإلكترونية مثل chat gpt ومنها يحدث مشكلات نفسية أخرى كالأنعزالية وخلق أشخاص وهميين والتعلق بهم وغيرهم.

إذًا، ما الذي ينبغي على الوالدين أن يقدمان لأبنائهم حتى نقلل من الشعور الغيرة؟

  1. إذا كان الأبناء في مرحلة الطفولة المبكرة( 3 إلى 6) سنوات؛ الغيرة هنا طبيعية جدا وفي الأغلب الغيرة هنا تحدث بسبب عدم مشاركة  الألعاب أو شعور الطفل بتفضيل أو اهتمام الوالدين للطفل الآخر دونه؛ الأطفال في هذا السن لا تعي معنى المشاركة، يروا كل شيء خاص بهم فقط حتى الأم والأب يعتبرهم ملكية خاصة به لا ينبغي أن يشاركه أحد فيهم، يعبرون عن تلك المشاعر بالغضب والصراخ والبكاء أو الضرب.
    * كل ما عليك فعله هنا هو أن توجههم بشكل بسيط  ومتكرر دون انفعالات أو عنف، مع التدريب على المشاركة في الألعاب وتخصيص لكل طفل دور يأخذ اللعبة بتحديد وقت، و أيضا سرد القصص تحث على المشاركة والحب تعلمه معنى التعاون بالتدريج؛ مع مدح الطفل إذا قام بسلوك جيد.
    *أما إن كانت الغيرة نابعة بسبب الأخ الأصغر فكل ما على الوالدين أن يخصصا وقت للعب مع الطفل الأكبر وقت خاص به وتعليمه أن كل أحد منهم له وقت خاص مع الوالدين، تشجيعه على إحضار الهدايا للطفل الأصغر واللعب معه، مع المدح للطفل الكبير خاصة إن فعل سلوك جيد.
  2. إذا كان الأبناء في مرحلة الطفولة المتوسطة والمتأخرة أو في  المراهقة؛  هنا ينبغي على الوالدين إدراك مشاعر أبناؤهم لا أن يتعاملان معهم أنهم بالغين يستطيعون فهم كل أمر؛
    * على الوالدين فعله في تلك الحالة: 
    - العدل بينهم 
    - عدم المقارنة، فلكل ابن ميزة يتميز بها عن الآخر خلقه الله بها فلا تتعاملان مع الجميع أنهم واحد، لكن تعاملا حسب ميزة كل ابن.
    - تخصيص وقت لكل ابن ومشاركته فيه مشاعره وأموره الخاصة أو حتى مشاركته باللعب والترفية، وعلى الآخر احترام هذا الوقت الخاص بشقيقه لا يتطفل.
    - وضع قواعد لاحترام بعضهم ولحفظ الحدود دون تعدي، تلك القواعد يتم الاتفاق بينها مع الأبناء  بالثواب والعقاب.
    - الحث والتشجيع على إعطاء الهدايا لبعضهم.
    - خلق ألعاب مشتركة بينهم، مع مشاركة الأم أو الأب في تلك الألعاب من حين لآخر.
    - الأعمال المشتركة: كتنظيف الغرفة مع بعضهم، أو إعداد طعام أو شراء مستلزمات المنزل أو عمل صندوق للصدقة ويحددان معًا أماكن للتبرع.
    - مدح السلوك الجيد دون مبالغة مع الدعاء لهم.
    - للخلافات ينبغي وضع قواعد ( لا إهانة لا تعدي أو تلفظ بأمر خاطئ) وهذه القواعد لها ثواب وعقاب والعقاب لا يُنفذ على طول إنما يكون له تحذيرات؛ تشجيع الوالدين الابناء على التعبير عن مشاعرهم بكل هدوء  لا بانفعال أو غضب، ثم التحدث مع الطرفين عن مشاعرهم ونُذكرهم بأن الهدف هو الصلح بينهم لا انتصار أحد على الآخر ونذكرهم بحديث الرسول “ إنما المؤمنون أخوة” مع اعتذار وإصلاح الخطأ إن أمكن. وفي أحيان أخرى وقت  الخلافات نتركهم لحل المشكلات بعدما تم وضع القواعد؛ ويكون التدخل إذا تصاعد الموقف.
    - خلق الحوار: جلسة عائلية تُحدد يوم بالأسبوع، يُشارك فيها أفراد الأسرة مشاعرهم  أو بمواقف شعروا فيها بالسوء أو خلق مناقشات حول مواضيع لفهم أفكار الأبناء.
  3. إن تفاقمت المشكلات بينهم بعد الأخذ بتلك الإجراءات السابقة فيُرجي استشارة مختص.
     


ويقول الله عزوجل “ يوصيكم الله بأولادكم ” الله يوجه لكم كوالدين وصية بأن تعدلوا بين أبناؤكم كي لا يكون بينهم عدواة تُدمر الأسرة فيما بعد، و العدل بينهم هذا يُساعد على بِرهم لكم. وأيضا  حث رسول الله الوالدين في حديثه “ كلكم راعٍ ومسئول عن رعيته..” أي أنكم مسؤولون عنهم معنويًا وماديًا.

 



 
 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

4

متابعهم

2

متابعهم

2

مقالات مشابة