الحب وحده لا يصنع علاقة ناجحة

الحب وحده لا يصنع علاقة ناجحة

0 المراجعات

الحب شعور جميل يُنعش العلاقة يعطي لها بريقًا لامعًا يُشعر المرء حينما يُحب بأن العالم كله لا يسعه من السعادة والقبول من الطرف الآخر؛ لكن نتسأل بتعجب لما يختفي الحب بعد الزواج! لما لم يستمر! هل يموت حقا أم لم يكن حبًا في البداية (خداع)! وأكثر من يسألن تلك الأسئلة هي الزوجات؛ فأغلب الزوجات مُنهكات عاطفيًا رغم توافر الاحتياجات المادية وهذا يُسبب سوء وعدم تفاهم من قِبل الزوج فتضطرب العلاقة دون معرفة السبب الحقيقي فالرجل يتحدث من منطلق والزوجة من منطلق آخر.
 

والحب بداية الطريق في العلاقة الزوجية وليست النهاية كما يعتقد البعض؛ إذا لماذا لم يستمر الحب في الزواج؟ هل لأنه مجرد مشاعر أم ماذا؟
الحب كأي مشاعر تارة يزيد وتارة ينقص ويُصيبه الفتور تارة أخرى، فهو أمر شائع لكنه لا يتلاشى ولا يكون نهاية العلاقة؛ فمشاعر الحب وحدها لا تكفي  بل تحتاج لجهد من الطرفين للمحافظة على استمرار تلك  المشاعر خاصةً في أوقات الفتور والنقصان.

  لماذا ينقص الحب أو يُصيبه فتور في العلاقة؟

  1.  بسبب الحياة ومتطلباتها مع الضغوطات والتوترات التي تحدث في الحياة الزوجية على المستوى الاجتماعي والمالي.
  2. الروتين اليومي والملل، مهام ووواجبات.
  3. قلة التواصل العاطفي،  بسبب الإنشغال بالحياة العملية أو التعود على وجود شريك الحياة.
  4.  تغيرات في التوقعات، مع مرور الوقت قد يكتشف أحد الطرفين أن توقعاته من الزواج لم تتحقق.  ( طالما في حدود الواقعية وليست التوقعات العالية الوهمية)
  5. الإهمال العاطفي أو الجسدي، كمثل عدم التعبير بوضوح عن المشاعر كما ينبغي وحصر الأمر في الاحتياجات المادية بالعلاقة لا الجانب العاطفي، أو التعبير عن العاطفة بشكل مختلف عما يُريده الآخر فلا يتقبلها ( لغة الحب كما يُشاع)  أو غياب التقدير والإهمال  الجسدي لأحد الطرفين فينفر الطرف الآخر.
  6.  الاعتياد والشعور بالأمان الزائد، كشعور الزوج بأن زوجته مضمونة في العلاقة فلا يهتم لكسب الآخر. 
  7. الخلافات المتراكمة، خاصة لدى الزوجة تتراكم المشاعر السلبية إن لم تُحل فيؤدي ذلك  لتباعد والفتور.


     


هل من الممكن أن الحب يتجدد؟ 
نعم، لكنه لن يتجدد الحب وحده من قِبل طرف واحد في العلاقة، بل يحتاج لبذل جهد من الزوجين فهما شُركاء، فالحياة الزوجية بها تبادل وهذا هو الأصل نجاح العلاقة واستمراها رغم الاختلافات والخلافات؛ فالتبادل يكون في الاحترام والتقدير والتضحية والعطاء والصبر والتغافل والتسامح والمشاعر كل ذلك متبادل “ وكل ما هو متبادل مستمر” 
كما نُراعي إن الأساس في إصلاح العلاقة يكون بيد الزوج ( هي جزء من القوامة) وأحيانا أخر يكون بيد الزوجة في أوقات معينة، لكن الأصل من الزوج كما كان يفعل رسول الله مع زوجاته.
فينغي على الزوجين أن يُدركا بأن الحياة الزوجية بها جهد مشتركة مبذول مع تضحيات لاستمرار العلاقة ونجاحها؛ وإن مَن بذل أو ضّحى أكثر من الآخر سيختل توازن ميزان العلاقة كما إن الذي بذل أو ضحى مع مرور الوقت قد ينسحب أو يترك تلك العلاقة المستنزفة.
 

كيف يتجدد الحب بين الزوجين من جديد؟

  1. التواصل المستمر والصادق: يتحدث الزوجين بكل صدق عن احتياجهما وعن طريق تقديم الحب الذي يرغب به كل طرف (لغات الحب)، ويقدم كل طرف احتياج الآخر بقدر المستطاع مع التدريب، وأيضا من ضمن التواصل أن يخصصا الزوجين وقت معا للدردشة… وتخصيص وقت هو أمر هام في الإسلام وذكره رسول الله في تنظيم الوقت
    فلا يكون أكثر  وقت الزوج في العمل أو مع الأصدقاء أو على الهاتف ويُقصر بحق زوجته وأطفاله! 
    وهذا يكون تحت بند (( كلكم راعٍ ومسئول عن راعيته.. والرجل راعٍ  في أهل بيته ومسئول عن رعيته))
  2. عند الخلافات يتم الاتفاق بعدم تعدي للحدود بأي شكل مع عدم ترك الطرف الآخر في حالة فوضى واضطراب نفسي أو إهمال لمشاعره بل ينبغي الاحتواء حتى بالكلمات البسيطة؛ وأيضا  جلسة أسبوعية لإخراج المواقف أو المشاعر السلبية (تخلية النفس) مع الاعتذار والإصلاح. ( تذكر إن الهدف من الخلافات النمو والتقدم معًا لا انتصار طرف على الآخر )
  3. كسر الروتين بمفاجأت بسيطة أو أنشطة جديدة أو رسائل حب.
  4. الاهتمام بالمظهر والعلاقة الحميمية والتجديد فيها.
  5. التقدير والاحترا م والتصريح بالمشاعر بالتبادل بين الطرفين.
    (( طلب المساعدة أو الاستشارة الزوجية إن لزم الأم))
     


ماذا إن بالفعل تأثرت الزوجة بإهمال العاطفي من الزوج ولا يُجدد من الحب بينهما؟ ماذا تفعل؟
1- الحوار الهادئ مع توضيح الاحتياجات بوضوح ودون لوم.
2- التقدير لما يُقدمه الزوج. 
3- التوجيه الغير مباشر للاحتياج: مثل أحب أن أراك سعيدًا بخروجك مع أصدقاؤك وأيضا أشعر بالأمان بوجودك وأحب قضاء الوقت معًا..
4- إعطاؤه فرصة لتغيير مرارًا، مع الصبر والدعاء.
5- تقدير الذات للزوجة: أي تعتني بذاتها وتقسم وقتها بما فيه من أولويات، ويكون  تقسيم الوقت كالآتي ( كوقت خاص بالله، وقت خاص بذاتها، وقت خاص بالزوج والأولاد ووقت آخر بالأهل والأصدقاء وهكذا).. مع عدم الاعتماد الكلي على أخذ الدعم العاطفي من الزوج فقط، الله عزوجل لم يجعل  الإشباع  العاطفي من جانب واحد بل هنالك جهات أخرى  كالأطفال والأهل أو الأصدقاء أو من تربية الحيوانات أو الزرع وما شابة.
(( استشارة المختص إن لم يكن هنالك نتيجة))


أيها الزوج  زوجتك كالوردة فحافظ على وردتك الجميلة وأرويها بماء الحب والاحتواء لا بالمال والاحتياجات المادية، فإن رويتُها تُزهر وتفوح معك بأجمل العطور؛ لذا لا تُعاملها بعقلك لكن عاملها باللطف فإن عاملتها بعقلك ستذبل. كما إن نجاحك في العلاقة الأسرية لا تُقاس بالمال وتوفير الاحتياجات المادية فقط بل بما تُقدمه من أفعال لأجل أسرتك( الأولوية) كتخصيص وقت للأفراد العائلة والاستماع لهم . وأيضا  أيتها الزوجة كوني  داعمة و مقدرة لجهد زوجك المبذول.






 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
المقالات

4

متابعهم

2

متابعهم

2

مقالات مشابة