ADHD: كيف تعرف إن عندك الاضطراب؟ وهل يختفي أم يستمر طول العمر؟

ADHD: كيف تعرف إن عندك الاضطراب؟ وهل يختفي أم يستمر طول العمر؟

تقييم 0 من 5.
0 المراجعات

ADHD: كيف تعرف إن عندك الاضطراب؟ وهل يختفي أم يستمر طول العمر؟

image about ADHD: كيف تعرف إن عندك الاضطراب؟ وهل يختفي أم يستمر طول العمر؟

صار سؤال “هل ممكن يكون عندي ADHD؟” تريند خلال السنين الأخيرة، خصوصًا بين الشباب والبالغين اللي فجأة بدأوا يحسون إن تركيزهم قليل، حياتهم مش منظمة، وأدائهم يتذبذب بين قمم عالية وانهيار تام. كثير يحس إن المشكلة “كسل” أو “ضعف إرادة”، بينما الحقيقة أعمق وأوضح: الدماغ نفسه يشتغل بطريقة مختلفة.

خلينا نفصّل الموضوع بأسلوب بسيط، علمي، ومفهوم… وبلمسة تطوير ذات تقدر تطبّقها على طول.


إيش يعني ADHD فعلًا؟

الانطباع الشائع إن ADHD يعني شخص “ما يعرف يركز”.
لكن تعريف الاضطراب أدق بكثير: هو اضطراب في الوظائف التنفيذية للدماغ—الجزء اللي ينظم حياتك، مشاعرك، وقتك، وحتى قراراتك.

الدماغ عند المصاب يواجه صعوبة في:

  • بدء المهام
  • الاستمرار عليها
  • ترتيب الأولويات
  • تنظيم الوقت
  • التحكم في الاندفاع
  • الحفاظ على انتباه ثابت
  • التعامل مع الملل

وهنا تظهر الصورة الحقيقية:
الذكاء موجود… لكن التنظيم هو اللي يتعطل.

واحد من أفضل الاقتباسات اللي شرحت اضطرابات الانتباه يقول:

"ADHD isn’t a disorder of knowing what to do… it’s a disorder of doing what you know."
Russell Barkley, Clinical Psychologist

بمعنى: المشكلة ليست في المعرفة، بل في التنفيذ.


الأعراض عند البالغين… مو نفس الأطفال

ADHD عند الكبار يظهر بشكل “داخلي” أكثر:

  • تشتت ذهني مستمر
  • صعوبة تركيز على الأشياء العادية
  • صعوبة بدء المهمات حتى لو كانت مهمة
  • نسيان سريع
  • فقدان الإحساس بالوقت
  • اندفاعية في الكلام أو القرارات
  • مزاج يرتفع وينخفض بسرعة
  • إرهاق عقلي مستمر
  • فرط تركيز مفاجئ “Hyperfocus” لساعات طويلة

الكثير يعتقد إنه لو يقدر يركز على شيء لساعات إذًا ما عنده ADHD.
لكن “Hyperfocus” هو أحد أقوى علامات الاضطراب… الدماغ يطارد الأشياء اللي ترفع الدوبامين، ويهمل أي شيء عادي.


النظرة العلمية: ماذا يحدث داخل الدماغ؟

لفهم ADHD لازم نعرف إن الدماغ لا يعمل كقطع منفصلة، بل كشبكات ضخمة متصلة ببعض. في ADHD، هذه الشبكات تتعطل في ٣ أماكن رئيسية:

image about ADHD: كيف تعرف إن عندك الاضطراب؟ وهل يختفي أم يستمر طول العمر؟

١) نظام الدوبامين (Dopamine System)

الدوبامين هو ناقل عصبي مرتبط بالتحفيز، المكافأة، والرغبة في البدء بالمهام.
في الـ ADHD، الاستجابة الطبيعية للدوبامين تكون منخفضة، فيصير الشخص:

  • يفقد الاهتمام بسرعة
  • يحتاج محفّز قوي عشان يبدأ
  • يملّ من الأشياء المتوقعة
  • ينشغل بأشياء “تشده” حتى لو ما هي مهمة

هذا يفسر ليش المهام اليومية—مثل فتح الإيميل أو كتابة تقرير—تحسّها ثقيلة جدًا، بينما جلسة ألعاب أو مشروع تحبه تقدر تستمر عليه ساعات.


٢) ضعف التواصل بين Prefrontal Cortex ونظام المكافأة

الـPrefrontal Cortex هو “مدير المكتب” في الدماغ. هو المسؤول عن التخطيط والهدف والانضباط.

عندما يضعف التواصل بينه وبين نظام المكافأة(Dopamine System):

  • يصير التنفيذ أصعب
  • ويضيع الإحساس بالأولوية
  • ويتحول سلوكك من مخطط الى رد فعل لحظي

هنا تتضح المشكلة: أنت تعرف إيش المفروض تسوي… لكن ما تقدر تبدأ.


٣) فرط نشاط شبكة Default Mode Network (DMN)

هذه الشبكة مسؤولة عن التفكير الداخلي والسرحان.
عند البالغين المصابين بـ ADHD، تظل نشطة حتى أثناء المهام، فيصير:

  • الأفكار تتدفق بلا توقف وتصل هنا لل (overthinking)
  • التركيز يتقطع
  • الانتباه ينتقل بسرعة من شيء لشيء
  • والدماغ “يهرب” من المهام المملة

ولهذا يقول بعض الباحثين إن ADHD هو “عقل يعمل 24/7… لكنه يعمل غالبًا في الاتجاه الخاطئ”.


هل ADHD يستمر طول العمر؟

الجواب المختصر: نعم، لكنه يتغير شكله.

عند الأطفال: حركة زايدة وعدم استقرار
عند المراهقين: اندفاع وتشتت
عند البالغين: صعوبة تنظيم، إرهاق، فقدان الوقت، تغيّر المزاج

ADHD ما يختفي تمامًا… لكن كثير ناس يتعلمون يديرونه لدرجة كبيرة جدًا تخلي تأثيره ضعيف.

والجميل إن المرونة العصبية (Neuroplasticity) تخلي الدماغ يتكيف مع العادات الجديدة، وكأنه يعيد برمجة نفسه.

وهذا يتوافق مع اقتباس جميل من كتاب "Delivered from Distraction" للدكتور هالويل:

"ADHD isn't a limitation… it's a different wiring that needs a different lifestyle."


هل يُعالج الاضطراب؟

ADHD لا “يختفي”، لكنه يُدار بشكل ممتاز عبر:

1) العلاج الدوائي

يعيد توازن الدوبامين والنورأدرينالين، ويحسن التركيز وبدء المهام.

2) العلاج السلوكي (CBT for ADHD)

يساعد في إدارة الوقت، كسر المماطلة، وتقوية التنظيم.

3) تعديل العادات

مثل:

  • تقسيم المهام
  • استخدام مؤقّت
  • تقليل المشتتات
  • النوم الجيد
  • تنظيم المكتب
  • خطة 3 مهام فقط لكل يوم

بعض الناس يتحسنون لدرجة إن الاضطراب ما عاد يعرقل حياتهم.


تأثير ADHD على العلاقات

هذا جانب مهم جدًا وغالبًا غير مفهوم.
ADHD ما يضرب فقط الشغل والدراسة… بل العلاقات أيضًا، أحيانًا بشكل مؤلم.


1) التشتت يُفسَّر كقلة اهتمام

الشخص المصاب يحب ويهتم، لكنه:

يسرح، ينسى، يقطع التركيز فجأة أو يتأخر في الرد

الطرف الآخر يفهمها كإهمال… مع إنها مشكلة انتباه، مو مشكلة مشاعر.


2) الاندفاعية تسبب سوء تفاهم

image about ADHD: كيف تعرف إن عندك الاضطراب؟ وهل يختفي أم يستمر طول العمر؟
  • ردود فعل سريعة
  • كلام بدون فلترة
    قرارات فجائية
    مقاطعة أثناء الحوار

هذي سلوكيات تنفر الشخص الآخر لو ما فهم الأسباب.


3) فرط التركيز يربك الطرف الآخر

في أوقات يكون المصاب:

  • حاضر جدًا
  • محب جدًا
  • مركز جدًا

 وفجأة ينسحب لساعات أو أيام في عالمه. (اكاد اجزم ان هذه يعاني منها الكثير ولا يدري السبب)

وهذا التذبذب يخلق شعور بعدم الاستقرار.


4) الحساسية العاطفية

ADHD مصحوب غالبًا بعدم استقرار في تنظيم العاطفة:

غضب سريع و حساسية مفرطة للنقد لو تلاحظ الامهات ان الطفل يكون بينتقد الطعام حتى لو ناقص ملح في حين ما يلاحظ شخص اخر

 أو مشاعر قوية فجائية ،صعوبة تهدئة النفس في الاغلب بيتجه للعزلة 


5) إدارة الوقت… المشكلة الأبدية

  • نِسيان المواعيد
    تأخر متكرر
    عدم إنهاء المهام المشتركة
    تشتت في الخطط

هذه الأشياء تُفهم غالبًا كعدم مسؤولية… بينما هي نتيجة خلل تنفيذي.


الجانب الإيجابي في العلاقات

هنا اخاطب البشر اجمعين حتى يفهمو طبيعة الشخص المصاب بالأطراب، المصاب بـ ADHD يكون غالبًا  :

  • مخلص
  • صادق
  • مبتكر
  • عاطفي
  • عنده حضور جميل
  • ويعطي طاقة ودعم بطريقة مختلفة

ولو فضلت اعد في المميزات ما بخلص، العلاقات تتحسن جدًا لما يكون هناك وعي، شرح، وتفاهم.


المختصر المفيد

ADHD ليس ضعفًا ولا علامة كسل.
هو نمط وطريقة دماغية مختلفة تحتاج أسلوب حياة مختلف.
ومع العلاج المناسب والعادات الصحيحة… يعيش الشخص حياة منتجة، هادئة، وثرية.

ولو حسّيت نفسك في بعض الأعراض—مو عيب، ولا خطأ.
الأهم إنك تفهم نفسك وتعيد ترتيب أسلوب حياتك بما يناسب طريقة دماغك. 

التعليقات ( 0 )
الرجاء تسجيل الدخول لتتمكن من التعليق
مقال بواسطة
Mohamed A. Madbouly تقييم 4.8 من 5.
المقالات

7

متابعهم

6

متابعهم

5

مقالات مشابة
-
إشعار الخصوصية
تم رصد استخدام VPN/Proxy

يبدو أنك تستخدم VPN أو Proxy. لإظهار الإعلانات ودعم تجربة التصفح الكاملة، من فضلك قم بإيقاف الـVPN/Proxy ثم أعد تحميل الصفحة.