
التربية الجنسية في مراحل الطفولة المبكرة
التربية الجنسية تُعتبر قضية حساسة ويخجل الآباء والأمهات من التحدث بشأنها مع الأولاد، وفي بعض الأحيان يتهرب الوالدان من أسئلة أبنائهم الجنسية أو إعطاء الطفل إجابات غير صحيحة وغير علمية؛ فبالتالي قد يلجأ بعض الأطفال أو المراهقين لسؤال من هم ليسوا بأهل ثقة أو الدخول على مواقع قد تكون إباحية؛ فيكون الأمر له تأثير سلبي نفسيًا وجسديًا واجتماعيًا على الطفل والمراهق. فالتربية الجنسية ليست بعيب أو حرام بل هي أمر هام ومستمر ،و الوالدان هما المسؤولان عن هذه التربية فهما المجتمع الأول للطفل قبل الروضة والمدرسة.
التربية الجنـسية في المراحل الطفولة المبكرة
لما تعزيز وعي الطفل بالتربية الجنسية في المراحل الأولى مهم؟
- حتى يتفقه ويتعرف الطفل عن جسده وأعضاؤه ووظائفها بخاصة الأعضاء التناسلية في عملية الإخراج.
- يتفقه أماكن العورة وكيفية الحفاظ عليها من خلال الدفاع عن النفس دون خوف.
- تعزيز وعي الطفل عن غض البصر والاستئذان ومهارات التواصل واحترام الآخرين.
- حماية الطفل والمراهق من تشوه الفطرة والتشوه الفكري.
متى تبدأ التربية الجنسية؟
التربية الجنسية لا تبدأ بسن البلوغ بل تبدأ من أسبوعين للرضيع أو من سن 6 أو 9 شهور لأن في تلك المرحلة يكتشف الطفل أعضاؤه باللمس وتسمى بمرحلة الاكتشاف، وهنا ينبغي على الأم من خلال تنظيف وتطهير أعضاؤه ألا تُظهر عورته أمام الغُرباء؛ فالتربية اللجنسية تتأثر بالتشئة لذا رعاية الطفل يلتزم بها الأم أو شخص ذو خُلق ودين.
من يقوم بالتربية الجنسية؟
التربية الجنسية عملية مستمرة والمسؤول عنها الوالدين، فكما ذكر الرسول “ كلكم راعٍ ومسؤول عن رعيته”. لذا المسؤولية الأولى تقع على عاتق الوالدين في المقام الأول، ثم المدرسة ورجال الدين.
إذا شبّ الطفل في أسرة لا تسمح بالنمو الجنسي السليم، فإن المشكلات الجنسية قد تبدأ في الظهور وتتراكم حتى تُعبر عن نفسها في مرحلة المراهقة وتظهر الانحرافات الجنسية.
- مرحلة الميلاد ( من أسبوعين إلى عامين)
كون الطفل غير مدرك في تلك المرحلة لا يعني أن نغفل عن التربية الجنسية فيها؛ فهي لا تقل أهمية عن باقي المراحل؛ فقد يظهر في منتصف تلك المرحلة ما قد ييعتبر سلوكًا جنسيًا من خلال اهتمام الطفل باستكشاف جسده؛ فهو غالبًا سيحاول اكتشافها أثناء عملية التنظيف والتطهير وتبديل الملابس.
وفي هذه المرحلة يُعتبر اكتشاف الرضيع والطفل لأعضاؤه أمر طبيعي وليس له معنى جنسي فهذا جزء من تعرفه على نفسه وكذلك يكتشف من حوله من الأم والأب أو الأخوة من خلال اللمس، فالرضيع يتعرف على من حوله من خلال اللمس والشم.
- إذا كيف تكون التربية الجنسية في هذه المرحلة؟
في تلك المرحلة على المُربي اتباع سلوكين التجاهل والإلهاء دون لفت الانتباه
لا ينبغي أن تكون رد الفعل النهي الشديد أو الصراخ عند اكتشاف أعضاءه التناسلية؛ إذا طال وقت الاستكشاف فنتبع معه أسلوب الإلهاء؛ وإذا أراد الرضيع أو الطفل لمس وجهك أو جسدك لا نبالغ أو ننهي بشدة طالما استكشاف عابر (التجاهل) أما إن كرر هذا السلوك كثيرة أيضا نتبع معه أسلوب الإلهاء.
بعض النقاط الهامة على المُربي اتباعها:
-عدم تبديل الحفاظ أمام شخص غريب أو أخوته إلا بعض الاستثناءات مثل لو كانت الأم لأول مرة أو مريضة.
- عدم لمس أعضاء الرضيع أو الطفل أثناء تغير الحفاظ أو التنظيف كمزاح.
- من عُمر 6 شهور لايُفضل تواجد الطفل في غرفة النوم أثناء العلاقة بين الزوجين.
- من عُمر عام ينبغي ألا يقوم الأب أو الأم بتبديل الملابس أمام الطفل وكذلك إن كان لديه أخوة، لزرع الحياء عنده. - مرحلة الطفولة المبكرة ( سن 3 إلى 6)
هنا نوع آخر من مرحلة الاكتشاف والفضول وهي لما جسد أمي مختلف عن أبي؟ لما أنا مختلف عن أمي؟هل جميع الأولاد والبنات متشابهون جسديًا؟ ويبدأ أيضا بأسئلة كيف وُلد؟ ومن أين أتى؟ وقد يزيد أيضا اللعب الجنسي لديه (لمس أعضاءه التناسلية) و قد يلجأ الأطفال إلى اللعب الجماعي مثل لعبة الطبيب أو الزفاف.
إذا كيف تكون التربية الجنسية في تلك المرحلة؟
- نوم الطفل بين والديه في غرفة النوم: لا حرج فيه إن كان أمن الإطلاع العورات لكن يُمنع عدم وجوده أثناء العلاقة، ثم يتعلم ويتدرب تدريجيًا النوم في غرفته الخاصة.
- تعلم الطفل آداب الاستئذان.
- جلوس الوالدين أمام الطفل بملابس ساترة لا كاشفة عورتهم، وعدم تواجد الطفل في الغرفة أثناء تبديل الملابس.
- تدرب الطفل على دخول الخلاء من سن 3 سنوات مع تقديم المساعدة والتشجيع، وتعليم الطفل التبول قاعدًا كما السُّنة النبوية.
- تدرب الطفل على تبديل ملابسه بمفرده مع مساعدة في البداية مع غلق الباب أو عدم التبديل في وجود أحد( أصدقاء أو أقارب)
- غير مسموح باستحمام جماعي وإن كانوا إخوة أو إن كانوا من نفس الجنس.
- تسمية المناطق التناسلية بالمنطقة الخاصة ولا يجب ألا ترهب الطفل من تلك المنطقة أو ذكرها بأشياء سلبية، حتى لا يكرهها أو يشمئز منها.
بعض النقاط الهامة هنا:
في تلك المرحلة لا ينبغي تجاهل فضول الطفل أو أخباره بمعلومات خاطئة. لذا وجب الإجابة على أسئلة الطفل بما يتناسب مع مستوى إدراكه.
والامتناع عن إشباع الفضول الطفل يؤدي لعدة أمور سلبية:
- سوء العلاقة بين الطفل والوالدين، يمنع الطفل من البوح، وتجاهل أسئلته يزيد الأمر سوءًا.
-اللجوء للإنترنت أو أشخاص وأصدقاء للسؤال فقد يقدمون له معلومات مشوهة أو بطريقة لا تليق بطفل، فيأخذ الأمر منعطف سلبي.
- زيادة اهتمام الطفل بالموضوع واهتمامه بالجنس بسبب نقص المعلومات.
- من المحتمل أن يتعرض الطفل لبعض الفيديوهات الجنسية أو الألعاب الإلكترونية الجنسية والخوارزميات الآن تُساعد على ذلك.
تشير بعض الدراسات النفسية إلى زيادة اللعب الجنسي( لمس الطفل أعضاءه التناسلية) عمومًا مع زيادة درجات القلق والتوتر النفسي لدى الطفل-فقد تكون أحد الأسباب كثرة الخلافات أو الإهمال- فإذا وجد الطفل على هذا الحال ابحث عن سبب المشكلة، ثم حلها بدل من الصراخ والنهي؛ فقد يزداد الأمر سوءًا.