ما هو داء الملوك ؟
وعلاجه
النقرس، الذي يُطلق عليه أحيانًا داء الملوك، هو نوع من التهاب المفاصل الذي يسبب ألمًا شديدًا ومفاجئًا. يعتقد الكثيرون أن هذا المرض مرتبط فقط بالنظام الغذائي الغني باللحوم والمأكولات البحرية، لكنه في الواقع أكثر تعقيدًا مما يبدو. في هذا المقال، سنتعرف على أسباب النقرس، أعراضه، طرق علاجه، وكيفية الوقاية منه.
ما هو النقرس؟
النقرس هو نوع من التهابات المفاصل يحدث عندما تتراكم بلورات حمض اليوريك في المفاصل. ينتج الجسم حمض اليوريك عندما يكسر مادة تُسمى البيورينات، والتي توجد في بعض الأطعمة والمشروبات. إذا زادت نسبة حمض اليوريك في الجسم ولم يتم التخلص منها بشكل كافٍ عن طريق الكلى، تبدأ البلورات في التكوّن في المفاصل، مما يسبب الألم والالتهاب.
أعراض النقرس
تظهر أعراض النقرس بشكل مفاجئ وغالبًا ما تكون شديدة. تشمل الأعراض الرئيسية:
ألم حاد في المفاصل: غالبًا ما يؤثر النقرس على مفصل واحد فقط في البداية، مثل إصبع القدم الكبير، الكاحل، أو الركبة.
احمرار وتورم: قد يصبح المفصل متورمًا وحساسًا للغاية.
الشعور بالحرارة: يشعر المريض أن المفصل المصاب دافئ ومؤلم عند لمسه.
التصلب: قد يحدث تصلب في المفصل المصاب بعد انتهاء نوبة الألم.
أسباب النقرس وعوامل الخطر
تعود أسباب النقرس بشكل رئيسي إلى تراكم حمض اليوريك في الجسم. لكن هناك عوامل تزيد من احتمالية الإصابة بالنقرس، منها:
النظام الغذائي: تناول كميات كبيرة من اللحوم الحمراء، المأكولات البحرية، والمشروبات الغنية بالفركتوز.
السمنة: زيادة الوزن تؤدي إلى إنتاج المزيد من حمض اليوريك في الجسم.
الجينات: قد يكون النقرس وراثيًا في بعض الحالات.
تناول بعض الأدوية: مثل مدرات البول التي قد تزيد من مستوى حمض اليوريك في الدم.
أمراض أخرى: مثل مرض السكري وأمراض الكلى.
كيف يتم تشخيص النقرس؟
يتطلب تشخيص النقرس فحصًا دقيقًا من قبل الطبيب. يتم عادةً إجراء الاختبارات التالية:
تحليل الدم: لقياس مستوى حمض اليوريك في الدم.
اختبار سائل المفصل: يقوم الطبيب بسحب عينة من سائل المفصل المصاب وتحليلها للكشف عن وجود بلورات حمض اليوريك.
الأشعة السينية: قد تُستخدم لاستبعاد احتمالية وجود أسباب أخرى للألم.
التصوير بالأشعة فوق الصوتية: لرؤية البلورات في المفاصل والأنسجة.
طرق علاج النقرس
يعتمد علاج النقرس على تقليل الألم والسيطرة على مستويات حمض اليوريك. إليك أهم طرق العلاج:
الأدوية:
مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDs): مثل الإيبوبروفين لتخفيف الألم.
الكولشيسين: يقلل من الالتهاب ويخفف الألم.
الكورتيكوستيرويدات: تُستخدم في بعض الحالات لتخفيف الأعراض بسرعة.
الأدوية المخفضة لحمض اليوريك: مثل الألوبيورينول الذي يساعد على خفض مستوى حمض اليوريك في الجسم.
تغيير نمط الحياة:
اتباع نظام غذائي صحي: يُنصح بتقليل تناول الأطعمة الغنية بالبيورينات مثل اللحوم الحمراء والمأكولات البحرية.
الإكثار من شرب الماء: يساعد على تخفيف حمض اليوريك.
ممارسة الرياضة: تساهم في الحفاظ على وزن صحي وتقليل ضغط الدم.
الوقاية من النقرس
يمكن الوقاية من النقرس من خلال اتباع بعض النصائح البسيطة:
الابتعاد عن الكحول: خاصة البيرة التي تزيد من مستوى حمض اليوريك.
التقليل من تناول اللحوم الحمراء والأطعمة الغنية بالفركتوز.
الالتزام بنمط حياة نشط يساعد على الوقاية من السمنة.
المتابعة الدورية مع الطبيب للكشف المبكر ومراقبة مستوى حمض اليوريك.
مضاعفات النقرس
إذا لم يتم علاج النقرس بشكل مناسب، قد تحدث مضاعفات خطيرة مثل:
التهاب المفاصل المزمن: يمكن أن يؤدي تراكم البلورات إلى تلف دائم في المفاصل.
حصى الكلى: قد يتكون حمض اليوريك الزائد في الكلى ويؤدي إلى تكون الحصى.
العقد الجلدية (التوفات): تراكم البلورات تحت الجلد قد يؤدي إلى ظهور كتل صلبة مؤلمة.
الخاتمة
النقرس مرض يمكن التعامل معه بنجاح من خلال التشخيص المبكر واتباع نمط حياة صحي. على الرغم من أنه قد يسبب ألمًا شديدًا ويؤثر على حياة الشخص، إلا أن الوقاية والعلاج المناسبين يمكن أن يخففا من الأعراض ويحافظا على صحة المفاصل. لذا، من المهم الانتباه إلى الأعراض وعوامل الخطر والتعاون مع الطبيب للحصول على العلاج الأنسب.